أما مِنْ جولِ جَمّالْ؟

أما مِنْ جولِ جَمّالْ؟

قصيدة مهداة للبوارج الروسية والإيرانية

طريف يوسف آغا

[email protected]

جول جمال كان ضابطاً سورياً يدرس في المدرسة البحرية المصرية حين وقع العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الاسرائيلي على مصر عام 1956 بسبب تأميم قناة السويس. فقام بهجوم انتحاري بواسطة زورق طوربيدي مع بعض زملائه وأغرق فيه البارجة الفرنسية (جان بارت) مقابل مدينة (بور سعيد) في الرابع من نوفمبر، تشرين الثاني من نفس العام. وقد استدعيت ذكراه وأنا أرى البوارج الروسية والايرانية تزود نظام الأسد قاتل الشعب السوري بالسلاح والعتاد والرجال على مرأى من العالم.

هاهيَ  البوارجُ  الروسيةُ  تأتينا  بالموتِ  ملآنة

فتفرغُ  حمولتَها  وتغادرُ  لتعودَ  وتلقانا

وهاهيَ  سفنُ  إيرانَ  تحذو  حذوَها

وتنقلُ  الدمارَ  لِشعبنا  نساءً  ووِلدانا

كأني  أسمعُ  (جولَ جَمّالَ)  يُنادينا

أما  مِنْ  حُرٍ  يغمرُ  السُفُنَ  لهيباً  ودُخّانا؟

أما  مِنْ  حُرٍ  يَجعلُها  تدفعُ  الثمنَ؟

فيُرسلها  تحجزُ  في  البحرَ  قيعانا

فتُصبحُ  ومَنْ  عليها  عِبرةً  لمنْ  يعتبرْ

وتُصبحُ  للسَمكِ  أقراناً  وجيرانا

هذا  العُدوانُ  ثلاثيٌ  كعُدوانِ  القناةِ

أرى  فيهِ  الروسَ  وأرى  فيهِ  إيرانا

ومَنْ  أيضاً  غيرَ  إسرائيلَ  التي  هي

أصلُ  مُصيبتِنا  وهي  أصلُ  بَلوانا

وأرى  العالمَ  واقفٌ  يتفرجُ  علينا

هذا  أخرَسوهُ  وهذا  قبضَ  أثمانا

الروسُ  والفُرسُ  اليومَ  لنا  ألدُّ  عَدوَينِ

كلٌ  منهما  ينافسُ  الآخرَ  شُؤماً  وإنتانا

إذا  قلنا  عنْ  هؤلاءِ  خنازيراً

فهذا  يجعلُ  الآخرينَ  غُربانا

فلنُغرِقْ  بوارِجَهُمْ  أينما  وُجِدَتْ

ولنثأرَ  لِشُهدائِنا  ولنثأرَ  لِجَرحانا

سواحِلُنا  لنا  وقاعُ  البَحرِ  لهمْ

ولاأحدَ  يسألُنا  بعدَ  اليومِ  نِسياناً  وغُفرانا