في رثاءِ حمزةَ الخطيبْ

في رثاءِ حمزةَ الخطيبْ

جَـلادو الأطفـالْ

طريف يوسف آغا

[email protected]

هلْ سَـتَقبَلْ يا حمـزةُ اعتذارنا؟

هلْ سـيكونُ أيُ اعـتذارٍ عِـندكَ مُجـابْ؟

تَرَكنـاكَ تُـدافِـعُ عَـنْ أُمَّـةٍ صَمتتْ لأجيـالٍ 

فأصـابَـها مِـنَ الهَـونِ مـا أصـابْ

وأنا قَـلمي بالدُمـوعِ عَـليكَ يختنِـقُ

ومِـنْ هَـولِ ما رأى، غَشِـيَ عَـنِ الدُنيا وغـابْ

مِـنْ هَـولِ ما رأى، توقَّـفَ عِـندَهُ الزَمَـنُ

فهَـرِمَ على السُـطورِ وشـابْ

والقَـوافي بَكَـتْ مَعَـنا عليـكَ

والأحرفُ تلونَتْ بلَـونِ الخِضـابْ

بكَـتْ علـى وردَةٍ أحـرَقوها غَضَّـةً

وعلـى طفولَـةٍ اغتصبوا مِـنها الشَـبابْ

وجَـدتُ للضميرِ في تجاهُـلِكَ تعذيبٌ

وفي النظَـرِ إليكَ لِلقلـبِ عَـذابْ

في عَـدَمِ رِثائِـكَ طَعـمُ الخيانَـةِ

وفي رِثائِـكَ طَعـمُ الحِـرابْ

كُـلَّما هَـرَبْـتُ مِـنْ أوراقـي وجَدتُهـا

تَدُلُـني على طَـريق الإيـابْ

ففي الهُـروبِ مِـنكَ اغتِـرابٌ

وفي العَـودَةِ إليـكَ انتحـابْ

بورِكَـتْ أمَّـةٌ يُـدافِعُ عنها حتى أطفالُـها

ولِنِسـائِها الموتُ قَـد طـابْ

يا أسـفا على حاكِـمٍ يَضحكُ والشَّـعبُ مُصـابْ

ويا أسـفا على حُكْـمٍ يَمتَهِـنُ قَطـعَ الرِقـابْ

***

أنتَ والـدُرَّةُ اليـومَ في نفـسِ المَكـانِ

كُـلُ واحِـدٍ ذاقَ مِـنْ نَفـسِ الشَـرابْ

أعدَمـوهُ بالرَصاصِ

وأعدَمـوكَ بسِـياطِ العَـذابْ

قتلـوهُ ببُندقِيَّـةِ جُنـديٍ

ومَثَّـلوا بكَ بسِـكينِ قَصَّـابْ

مـاتَ أمـامَ أنظـارِ العـالمِ

ومُـتَّ وحيداً خلفَ قُضبـانٍ وأبـوابْ

قاتِـلُهُ مِـنْ فصيلةِ المُجرميـنَ

وقاتِـلُكَ أدنى مِـنْ مَسـعورَةِ الكِـلابْ

قاتِـلُهُ لَيـسَ مِـنَ البَشَـرِ

وقاتِـلُكَ مَسـخٌ بِذَيـلٍ وأنيـابْ

قاتِـلُهُ مِـنْ أعـداءِ الوطَـنِ ولكـنْ 

قاتِـلُكَ يَدَّعي لهُ في الوطَـنِ أنسـابْ!

قاتِـلُهُ مَـنْ سَـيخجلْ يَـومَ القِيامَـةِ

مِـنَ الوقوفِ مَـعَ قاتِـلِكَ حينَ الحِسـابْ!

أنتَ والـدُرَّةُ أصبَحتُمـا رَمـزاً لِشَـعبٍ

أنتَ والـدُرَّةُ اليَـومَ في الجَـنَّةِ أصحـابْ

وأنتَ والبوعَـزيزي وخالـدْ أصبحـتمْ

رَمـزاً لثـوراتِ الغضبِ والعِقـابْ

وإذ أحرَقَـتْ نارُ التونُسـي عَـرشَ اللصوصِ

وعـادَتْ دِمـاءُ المصري على فِـرعونَ بالخَـرابْ

فإنَّ دِمائَـكَ سَـتُغرِقُ جَـلاديكَ

وإنَّ ناركَ سَـتأتي على عَـرشِ الذِئـابْ