كان يا ماكان

كان يا ماكان

بن يونس ماجن

 يا ما كان كان

في زمن الذل و الهوان

حيث ظهر للعيان

طواغيت مأجورين

عملاء وعبدة الشيطان

لصوص وقراصنة

وحكام خونة

ونياشين مرصعة

على صدر الجنرال الجبان

صاحب المغامرات الخاسرة

في الحانات والمواخير

بصحبة الجواري الحسان

ونشوة الكؤوس والغلمان

فانكسرت المرايا في وجوه الخذلان

وسقطت الأقنعة

في كفتي الميزان

 أماالرئيس العاشق الولهان

الذي يدعي بحب الأوطان

فقد نصب المشانق ودشن الزنزانات في كل مكان

يستعرض ترسانته في كل عيد ومهرجان

هذا الوطن الجالس على حافة البركان

ومرضاه يعانون من البرد والصقيع وحمى السرطان  

لم يسأله أحد عن حالة بؤسه

يبدوا أن الميت كان كئيبا

لا يريد فراق الدنيا والأحباب والخلان

بدأت كآبة حزن تكتسح وجهه الشاحب

ولم يأت أحد  ليودعه الوداع الأخير

دون أن يلحظه أحد

لوح الوطن بعينيه البائستين

ولسان حاله يردد

ايها المواطنون الأحرار في معسكر الاعتقال

عليكم بحبوب الثورة حتى الادمان

واشعلوا النيران في الظلمة الشائخة

وقدموا القرابين للأفواه الجائعة

حتى يومض البرق الى حد الطوفان

وتجنبوا الأعشاب الضارة في مأدبة الجلادين

ولا تتركوا وطنكم يصير ابنا غير شرعي للحكام الطغاة

هذه وصيتي اليكم

لن تراوني بعد اليوم

أنا الآن في حالة عصيان

لقد تركتني عقارب الساعة سهوا

ولم يبق مني سوى سراب غيمة عجفاء  

ونعيق الغربان