هي القدس

حمزة الزايغ – غزة

ستبقى القدس حبيبة المؤمنين في كل زمان ومكان ...

صحيح أن قلبها حجر، كأنه نزل من عالم آخر,

ولكنه أحن من قلب الأم على وليدها ...

وذراعها حجر، حمل بحنوٍ الأطفال والنساء, والشباب, والشهداء، شهداء مذابح الصليبية الحاقدة والصهيونية المجرمة عبر التاريخ ...

وبيوت الله في القدس حجر، استقبلت الوحي - عليه السلام – في حجرها، مرات ومرات ... كان الوحي مهيباً وعظيما ,

ولكن المدينة المقدسة لم تخف يوماً,

 المدينة المتوضئة، كانت لحظتها ككل لحظة متوضئة،

 ومنذ خلقها الله، كانت مصلّية ...

استقبلت في حجرها كل الأنبياء،

أطعمتهم من زيتونها وتينها،

 أسقتهم ماء السماء،

اختزنت لهم في صدرها كما الأم تختزن لوليدها ...

 إن القدس مكتبة السماء،

استقبلت كل كتاب ..

وطبعت في قلب كل مؤمن كتاب ...

القدس ما كسرت يوماً قلمها ، وما سكبت يوماً مدادها،

ومع ذلك فهي متواضعة،

تظل مآذنها من فوق أكتاف البيوت لتطمئن على أبنائها ...

إن القدس في كل لحظة تسجد للسماء ... 

إنها عشق كل عشاق الوطن، أطباء الزمن ... 

القدس لا تقبل في جوفها جيف العصاة،

تلفظهم ...

 تُلقي بهم في أوديتها السحيقة؛ للطير،

لابن آوى ...

 لكل غراب ...

 إن القدس لا تضم إلا الأتقياء الشرفاء ... 

القدس هي قبر كل شهيد،

جنّة كل عابد،

طعام كل جائع،

شراب كل العطشى ... 

القدس شفاء النفوس التائهة،

 إنها منارة التائهين،

 وبوابة السماء، صعوداً ونزولاً،

نهاية إسراء، ومحطات معراج، 

إنها القدس فهل أمامها في السباق إلا المسجدين (مكة والمدينة ) ...