ذِكْرَيَاتُ الصَّبَاحِ...

د. الجيلالي الغرابي

د. الجيلالي الغرابي

[email protected]

اَلشهبُ تجري في السماء جريَ العابثينْ

والقمرُ يظهر وسطها نائمًا شاحبَ الجبينْ

والنهرُ أخرسُ مُطِرقٌ فيه رجفة العاكفينْ

عيناك شاخصتان تملأهما أشباحُ الحالمينْ...

ليلى! فيمَ تحدقينَ؟!

ليلى! ماذا تبصرينَ؟!

أشاهدتِ ابتسامة الطفولة تضمحل وراء النجومِ؟!

أم تراءَى لكِ عبسُ الكهولة خلف الغيومِ؟!

أنا ما رأيتُ ما رأيتِ من الأشجان والهمومِ

أنا ما تجرعتُ ما تجرعتِ من العلقم والسمومِ...

أطيافها ليلى في مقلتيكِ

وساوسها ليلى تقضي عليكِ

الليل يا ليلى لا يفرق بين الموت والحياةِ

الليل يا ليلى لا فرق لديه بين الضحك والآهاتِ

الليل يا ليلى يؤمن بالواقع وبالمثالياتِ...

لمَ كل هذا الجزعِ؟!

فيمَ كل هذا الفزعِ؟!

فليكن الأملُ شعارَ حياتك الجميلاَ

وليكن التفاؤلُ نسيمَ حديقتك العليلاَ

قلبك بدون الحب سيغدو عليلاَ

وروده تذبلُ

شمسه تأفلُ...

هذا الصباح الجميل يحتضر فلا تسألي

إن التأسف على الصباح يُضْعِفُ عزيمة التسلي

فاترُكِي الحزنَ والتشاؤمَ جانبَا

ولا تصحبي من كان في ذاك راغبَا

الصباح جميلٌ

الليل جميلٌ...

رأيتُ مُحياكِ في الصباح مثلَ الصباح مشرقَا

أحببت أن أراه كذلك في الليل البهيم متألقَا

تعمُّه الابتسامة والهناءُ

يهزُّه الطربُ والغناءُ

يحْدوه الأملُ والرجاءُ...