برد الشتاء

مريم سيد علي مبارك/الجزائر

[email protected]

"أماه لا تغضبي إن شكرت خبز أبي"

لولا إيماني لصار جوفي خواء..

أمّاه..

من دونك ما قيمة النساء ؟؟

ما جدوى حواء؟؟

أنا لا قيمة لي..

أنا قشّة.. أنا ريشة ..

أنا الأنواء..

من دونك أدركت طعم

 الانكسار..

الانحصار..

الاندثار..

الانزواء..

الانطواء..

أدركت طعم

الفناء..

الخفاء..

الانقضاء..

الانتهاء..

أدركت طعم الرعب..

طعم الغربة السّوداء..

رحماك ربي

لو لا إيماني لصار جوفي خواء..

***

أبي أنت البقاء..

روحي لك الفداء..

أماه لا تغضبي إن شكرت خبز أبي..

لا تحسبي أني لا أزور السماء..

لا تحسبيني لا أتوق للحمامة البيضاء..

فؤادي فارغ وجنتي صحراء..

أنا والتيه سواء..

كالصّبح ليس له مساء..

كالّليل ليس له ضياء..

كالأرض ليس لها أرجاء..

كالكون ليس له فضاء..

أنا والتيه سواء..

رحماك ربي

لو لا إيماني

لصار جوفي خواء..

***

كأسي سراب يشتاق ماء..

تجمّد في صحني الحَسَاء..

ليس لبردي رداء..

صيفي بكاء..

خريفي عراء..

ربيعي عناء..

قلبي يسكنه الهواء..

أين السعادة بعدك ؟

أين الهناء ؟؟

انقسمتُ..

انفلقتُ..

انشطرتُ..

تمادى صوتي بالعُواء..

صرخت ربّاه ربّاه..

رفعت يدي إلى السماء..

رحماك ربي

لو لا إيماني لصار جوفي خواء..!

***

عندما صليت عدت إلى صوابي..

تابت أخطائي من الأخطاء..

تضرّعت إلى الله بالدعاء..

وحمدته على الشدة والرّخاء..

على حكم البلاء..

أيقنت -رغم العيش المرّ-

أن للصبر جزاء..

الله

أيقنت أنه عدل القضاء

هو الوِقاء..

هو الدّواء..

هو الشِّفَاءُ من الشَّقَاء..

رحماك ربي

لو لا إيماني لصار جوفي خواء..

***

أماه قد صرت أمًّا..

هو ذا يعلو البناء..

ابني للحياة جاء..

هو الله ربي سمع النداء..

هو الله يعوضني ويعطيني خير العطاء..

له الحمد يفعل ما يشاء..

له السجود..

له الخضوع..

له الخنوع..

له الخشوع

والانحناء..

هو ذا ابني خير العزاء..

أمّاه قد صرت أمّا..

وفيّض الماءُ الوعاء !!