سأقص عليكم لسورية ماذا جرى

جمعة (إن لم نتحد، سقطنا جميعاً)

طريف يوسف آغا

[email protected]

سأقصُّ عليكُمْ لسورية ماذا جرى

طالبَ شعبُها بالحريَةِ، فدفِنَ تحتَ الثّرى

بدأ ثورتَهُ سِلميّةً بالمسيراتِ والشِعاراتِ

حينَ الربيعُ العربيُ لهُ بالكرامَةِ بشّرَ

ولكنْ جابهَهُ السَفّاحُ بالبَنادقِ والدَباباتِ

ومن ثمَّ لجرائِمهِ بمُحاربَةِ الارهابِ برّرَ

فانشقَّ الجنودُ وشكّلوا الجيشَ الحُـرَّ

لنصفِ البلدِ مِنْ يدِ الطاغيَةِ حرّرَ

ففقدَ الطاغيةُ القاصِرُ عقلَهُ

وجنونُ القتلِ لهُ ولحثالتهِ اعترى

استَقوى بالروسِ، جزاري الشيشانِ

منحهُمُ النِفطَ مقابلَ السِلاحِ بالسَمسَرة

وسلَّمَ البلدَ لايرانَ لتحميهِ مِنْ شعبهِ

باعَها الوطنَ وبالثمنِ كرسيهِ اشترى

وكانَ أبوهُ قد باعَ الجولانَ مِنْ قبلهِ

فكافؤهُ بلُبنانَ ولـمَّعوا صورتَهُ بالقنيطِرَة

وأخيراً دسَّ (داعشَ) وأخواتها في الثورةِ

بقصصِ الارهابِ ملأ الدُنيا ثرثرَة

محا مُدناً بأكملِها مِنْ على الخارِطَةِ

إجرامُهُ عنْ كوارثٍ ونكباتٍ أسفرَ

ذبحَ وأحرقَ وهجّرَ الشعبَ وكُلُّ ذلكَ

والعالمُ لايتحركْ وكأنهُ لايسمعُ ولايرى

الشعبُ قتلهُ البردُ والجوعُ تحتَ الخيامِ

وابتلعهُ البحرُ حينَ بقواربِ الموتِ أبحرَ

ملايينُ الضحايا بين قتيلٍ وجريحٍ ومُهَجّرٍ

والعالمُ مازالَ يبيعُ وعوداً وخططاً وفَشورَة

ومازالَ يقولُ أنَّ الحلَّ سياسيٌ وأنَّ

الوضعَ معقدٌ، ومِنْ تسليحِ الثورَةِ حذّرَ

فوصلتْ سورية إلى ماهيَ عليهِ اليومْ

بدلاً مِنَ الحريةِ، باتتْ لأهلها مقبرَة

صارتْ دماءُ أهلها لوحوشِ الأرضِ منهلاً

وصدورُ أبنائِها لسيوفِ الدُنيا مَحبرَة

لو أنَّ الأمرَ بيدي لأطلقتُ على

مجلسِ الأمنِ لقبَ مجلسِ المسخرَة

ولتقدمتُ للأمَمِ المتحدةْ بمشروعِ قرارٍ

أنْ تَستلقي لِيُداسَ عليها بالكِندَرَة

أختمُ قِصّتي باتهامي لكُلِّ العالمِ

أنَّهُ، بلا استثناءٍ، شريكٌ في المجزرَة