نعيم النّور

مادونا عسكر

السّاكن في السّنة الألفْ

القاطن في هياكل النّور الحصينة

المشرفة على مدينة السّلامْ...

القادم من السّماء السّابعة

ليحلّ ربّاً في قلبي

ويأسر النّبض في راحتيهْ

فيمزج التّراب بالدّمْ

ليصوغ أيقونة المجدْ...

في مدينته يتكلّم المطر ولا يهطلْ

يروي للملائكة قصصاً تزخرف أجنحتهم البيضاءْ

يناجي حدقتيه الغارقتين في بحر من الوجومْ

اللّامعتين كاللّؤلؤ المستتر في صدفة

المختبئ من عنف الأمواجْ...

لا يعرفه أحدْ

وأعرفه أنا...

يروي لي قصّة الرّيحْ

وسرّ نجمة مهاجرة

يمسك بصوته يدي

ويطير بي

كورقة خريفْ

كريشة طيرْ

كفراشة تخفّ لارتشاف الرّحيقْ...

يرنّم لي شذا الهوى

يشدو زقزقات العصافيرْ

يهدهد أنغام الشّمسْ

فأغفو في قلبه وأستريحْ...

كالشّعر هو

خلف الخيال يطيرْ

يتسربل الحرّيّة

وينطلق إلى ما بعد الإنسانْ...

كدمعة قدّيسٍ

تمتزج بلذاذة الحزنِ

وأنين الفرحْ...

كالأجراس في صباحات الأعيادْ

تقرع فرحاً لتعلن بدء تقدمة الحبّْ...

هو الكلُّ والكلّ فيه يجتمعُ...
كلّه في كلّي يلتئمُ
كالقطرة في اليمّ تنصهرُ
وكلّي في كلّه حقيقة
كوهج الشّمسِ
وإن خلف سحابة يحتجبُ...

سلام عليه

أشعل في ذات الوجود أطايب النّورْ

سلام منه

أحيا في الأرض مباهج النّورْ

سلام فيه

أورق في روحي سنابل سكرى بخمرة النّورْ

سلام عليه

ما عاين وجداني سلاماً

لو لم يرتشف من عبراته سرّ النّورْ

سلام منه

ما أبصرت عيناي نعيماً

لو لم تهبها عيناه غفوة من نورْ

سلام فيه

حلّ فيّ

نور على نورْ...