بلادي

مؤيد طه

بلادي يا عبق الريحان 

وروائح الياسمين 

يا عشقاً يجلب من وراء 

البحار كل المسافرين 

بلادي يا حقول القمح 

تطعم كل الجائعين 

بلادي يا أشجار الزيتون 

تضيء سراج الخائفين 

بلادي يا بلاد الشاعر الحزين 

يا تراباً تشرب 

من عرق الكادحين 

يا تراباً رسمته 

دماء الثائرين 

يا تراباً بكته 

دموع الحائرين 

بلادي يا بلاد الشاعر الحزين 

تاه في غربته 

وأضناه شوق الحنين 

فأخذ يسأل كل العابرين 

عن حفنة تراب 

سجد عليها الجبين 

وراح يطرق 

أبواب كل الساكنين 

وينشد أهل العطور 

بلهفة وأنين 

عن روائح التراب الممزوج 

بالعرق ودماء 

أهل الشام وفلسطين 

بلادي يا بلاد الشاعر الحزين 

قتل مرتين وأبنته السنين 

مرة في قدس عند الأقصى 

ومرة في دمشق 

عند الأمويين 

بلادي يا تراباً 

مزقته جحافل الخائنين 

وباعته للغرب 

حشود المتآمرين 

وأشتروا قصوراً وعروشاً 

وقيوداً للمعتقلين 

ومرتزقة وقتله 

بدلاً من سلاح المحاربين 

بلادي يا مشانقاً 

تأرجحت عليها أجساد الخالدين 

يا سجوناً شهدت ظلم المارقين 

بلادي يا تراب المحب 

كيف يسجن ويعدم 

عليك المحبين 

ونحن لأجل حبك 

ثرنا غاضبين 

بلادي يا دمعات ألم 

ذرفتها أعين المهاجرين 

يا قطرات دم 

نزفتها أكباد الصامدين 

بلادي يا بلاد الشاعر الحزين 

على دروب الشهادة 

ما نقطعت خطوات المجاهدين 

وإن كره أولئك المتخاذلين 

سنبقى على دروب 

المجد سائرين 

فأبشري يا قدس 

ويا دمشق 

لأجل ترابك قادمين 

فهيا نهضي إلى العلا 

يا أمة المسلمين 

وأكسري قيود الظلم 

وأدحري قوافل المعتدين 

كي لا تبقى بلادي 

بلاداً للظالمين 

كي لا تبقى بلادي 

بلاداً للشاعر الحزين.