أبي وأمي
خليفي محمد -الجزائر-
أبي....
غني عن التعريف هو...
هو الذي لبست قميصه كي أحس أني كبير حر
لبست نعليه الكبيرين فسقطت لثقلهما
أخذت نظارته
ظننت أنه عندما ألبسها أصبح مثقفا وأفتخر
لم ولن يعاتبني...
رغم أني مزقت ملفاته وتركت مكتبه مبعثر
هو أعظم هدية أهداها لي القدر
وهداياه أحلاها حياة كريمة خالية من كل شر
لين المعاملة ويصبر على معاناته بقلب من حجر
تحملني وخصالي ما ينفع منها وما يضر
أعطاني لقمته وبقي جائعا
في حب فلذة الكبد قد أسر
لم يرفض لي طلبا وكأنني مسن يحتضر
لم يقل لا أملك ولم يقل لا أستطيع
فإن أردت وضع بين يداي القمر
وإن هبت ريح الشقاء حنى ظهره ليحميني من كل شر
وإن مسني ضر لا يهدأ له بال
وعرق الخوف على جبينه منهمر
دمعه مطر...
قلبه دوما في أنين مستمر
أنت البطل، أنت الأمل أنت القدوة حماك الله من كل شر
أمي....
الجنة تحت أقدامها..
غنية عن التعريف هي.....
شخص ظريف ، قلب لطيف وإحساس رقيق
هي المدرسة والمعلمة هي نور الطريق
حديقة ورود ، عطر ورحيق
هي الأخ والأب والصديق
أضفت على حياتي اللون الوردي الأنيق
إن أسرت في قفص الهم هي من يجعل مني الحسون الطليق
أعيدها شكواي ألف مرة ولا تملني
ينال منها التعب لكن لا تحس مني الضيق
هي طبيب يداوي كل الجروح
عطرها خاص ، ونورها غريب
تأتيني بالثوب الجديد وتكتفي بحجابها العتيق
مرضي يشعل في أعماق قلبها حريق
هي من يشعرني بالوجود وإن غابت
فلا شيء يليق
ولما توفتها المنية .........
تغير كل شيء .....
دمعة حزني تجري مع كل شهيق
والذكريات تطفو فوق بحر من الآمال كغريق.
