أيقونة الرّوح 35

د. سامي الشّيخ محمّد

أقبل الحبيب

د. سامي الشّيخ محمّد

[email protected]

أقبلَ الحبيب بعد طول انتظار

قمراً بدراً ... يضيء الكونَ

شمساً بهيّةً تغسلُ القلوبَ العليلةَ بنورِها المُبارَكِ

طلاًّ يرتسمُ على شفاهِ الورودِ الباسمةِ

أنهاراً تجري ببلسمِ الحياةِ المعمّرةِ

بحراً تتراقصُ أمواجُهُ فرحاً بقدومهِ المهيب

*****

بدأت مراسمُ الاحتفال

ألفَ سربٍ من طيور السّماء تقدّم عروضها الكرنفاليّة

وألف ألف حوريّة تصطفُّ يُمنةً ويُسرة

وألف ألفَ وردةٍ تنشرُ عطرها الذّكيّ على مائدة الحضور

ومائةُ ألفٍ من ملائكة الرّحمن

تنشد أنشودة الحبيب الآتي باسم الربّ الإله

*****

تبسّمت السّماءُ ... ضَحِكَت الأرضُ

شَدَتْ الطّيورُ

لقدومٍ طالَ انتظارُهُ

****

مبُاركُ الآتي

 في السّماء والأرض

في الجهاتِ الأربعِ

كلّما بزغت شمسٌ وطلعَ قمرُ

كلّما هبّت ريحٌ  وهطلَ مطرُ

*****

اليوم تعود الرّوح للرّوح

رغم الجفاء الثّقيل

وشقوة الدّروب الطويلة

تقول : أنا الشّرقيّة

لم أطق النأي والسّفر

قادمٌ مع السّحاب وموج البحر

إلى سكني الدّفيء في موسم الصّقيع

أحملُ قلبي على راحتيّ

تقدمةً لحبيبٍ لم يملّ الانتظار

*****

أنا القادمةُ من مدى بعيد

إلى أُفُقٍ رحيبٍ

أحطُّ رحالي في معبدِ طُّهري

أغفو على مرج الحبيب

  رياحين وزعترٍ وأُقحوان

أصحو على قلبٍ أضناهُ الحنين

وروح أترعها الهوى

 *****

أُعلِنُها :

أنا الشّرقيّة

سيّدة الممالك

لا قبلي ولا بعدي في الوفا 

إن جنَّ موجُ اشتياقي وهاج فؤادي

وتاه الأنا في لجّة الهيام

وأعجز النّطق الّلسان عن الكلام

أقولها بملء فيهي

 هاكَ قلبي بين راحتيك أيقونةً لاتنام