ألا اقترب..

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

أيهذا العصفور الناطق بالجمال، المكتنز رفيع الخلال ..

على بعد خطوات منك أقف مادّة حبل الوداد راجية عذب الوصال

وعلى بعد خطوات مني تقف بنفس متأهبة وقلب حذر،ناثرا في قلبي كئيب الظلال

أمن العدل أن تنفر من كل البشر لأجل فئة غادرة تنصب شراكها وتتبارى بعدد فخاخها ؟

أمن العدل أن تلوي قلبك عن قلب يحبك؟

أمن العدل أن أناديك لتقترب فتهز رأس حذرك وتغضّ طرفك عن قلبي المضطرب؟

عصفوري الحبيب.. أتظن أن بشرا مثلي، وطيرا مثلك حكمت يد الدهر عليهما  أن لا يلتقيا؟

أتعتقد أن صداقة حقيقية لا يمكن أن تسطَّر على جداول الحكايا المملوءة بالنقاء والصفاء؟

أترى نوافذ  الوفاء تغلق مصاريعها دونهما ؟

أتظن بوصلة الصداقة تفقد رشدها  بينهما ؟

اقترب ولا تخف، فما أريد منك سوى قلبك النقي، وصوتك الندي

لا أريد سوى خفقة منك أسمع صداها في قلبي .. وترنيمة تطرب لها روحي..وتصفيقة جناحين ترسم البهجة في العينين.. وسكينة تزرع فرحا في الخافقين

أريد أن أتبعك بنظري عندما تحلّق في الأفق البعيد..أريد أن أرسل معك روحي لتعود وقد غسلت ذاتها من أدرانها الأرضية وكأنها ولدت من جديد.. أريد أن أجمع نبضات قلبينا لتفيض شلال حب وطهر.. أريد أن أغتسل بترانيم دفئك كل فجر، أريد أن أستمدّ منك ليومي زاد صبر..

عصفوري الحبيب..أناديك، فتهرب مني.. أناجيك فتنأى بوجهك عني..أهمس إليك فتصمّ أذنيك دوني ..أحدّق في جمالك فتكافئ بالدمع عيوني..

 أما من فرصة تمنحني إياها، لتكشف عن سريرتي صدق رجاها؟ أما من لحظة ثقة ننسج بها قصة صداقة لا تضاهى؟

أما من خطوة تستحث في روحي خُطاها؟

كم أحلم أن أكتب شعري وأسمعه مرنّما بصوتك.. وكم أتوق لإطلاق فكري ليجد صداه في رهيف فكرك..

وكم أرجو أن يتدفق همسي متراقصا على شفيف همسك..

بالحب أمدّ إليك يدي..وبالوعد الصادق أفتح لك قلبي.. وبالأمان والمواثيق التي لا تنفصم عراها أقدّم لك عهدي ..

فهل إلى صداقة بيننا من سبيل ؟

وسوم: العدد 660