همسات القمر 63

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*مصلوبة على ذات الكرسي .. وحيدة في مقهاي إلا من حرف أهوج يعاندني .. وورقة فارغة ملت انتظارا باتت تتأهب -رغبة منها في الخلاص- أن تكتبني  وما بينهما.. تاهت النفس في غياهب دروب تبدو كأشباح لا يدرك لها قرار.. أو كساحرات ليل ترغمك على طلب الفرار .......  ولا زلت تلك الساذجة في دروب الحياة!!

*حين يتعربش الشوق على جدران القلوب.. حين يمد جذوره في العمق المتهاوي تحت وطأة ليل البعاد.. حين يتغلغل كما الشرايين والعروق... يتلعثم الجوى.. تقف الحروف على بعد بوح تلملم شعثها.. تتعثر في شَرَك قصورها .. تتمتم بوحها بصمتها... تستند على أرض الاعتذار لقلة حيلتها...  تجرجر ذيل خيبتها مولية بانكسار!

*تعبث بي ريح مارقة تنتزعني بقسوة كورقة خريف ما عادت تدرك وجهتها أو تعلم إلى أين يفضي بها المسير تتسلل أنامل غريبة تهز أوتار قلبي بلحن النشيج الحزين أتلفت حولي بذعر طفلة وجدت نفسها فجأة خالية الوفاض من يد أم رؤوم كانت تشعرها بالأمان وحيدة في صحراء غريبة.. تائهة في أرض بعيدة... أنكمش على ذاتي وما طيف حبل نجاة يواتي ... أما للخروج من سبيل ؟!

*أرتشف ندى صباح تختلط همسات المطر فيه بترانيم طيور فتحت قلبها للحياة حُبا وأنسا أتنفس أملا أحبسه في عمق روحي وجوارحي معللة النفس بيوم أفضل وغد أكمل .. أزفر آهات متشبثة بأعماقي متطفلة على بوح المآقي .. كمد وجزر.. تتناوب رشفات الفرح وزفير الأنين .. وما بينهما.. أمنح قلبي لذاك المتسربل بثوب الصباح المعتمر قبعة الهناء أتشبث بسنابل حياة تتماوج استجابة لدغدغة نسيم ربيعي رهيف..  أدسّ نفسي بين أفواج الطيور المحلقة.. أردد وإياها أغاريد تعلمتها من غيمة مسافرة تجود بعزف غيثها قبل أن ترتكز على عصا التنقل والترحال ... أستشعر سكينة في قلبي .. هدوءا يربت على مهجتي .. أنسا يداعب نفسا.. وكثير بسمات تختال بثوب من بهاء ..

*يفيض قلبي محبة وأنسا.. لطيور تتقافز على أوتار فؤاد غارق في لجة الفكر.. فتطرب سمعه لزهور تعشقها الروح تغفو على بتلاتها صبح مساء ترتوي رحيق جمالها وتجعله زادها لبحر.. هو حديث الذكريات..بلسم الحكايات التي تمتد امتداد فكر عميق وعاطفة جامحة لقمر يرسم ابتسامة ثغر ينتزعها من بين ركام فوضى الأحداث المستبدة ويجعلها تورق من جديد يفيض قلبي محبة..  رغم شوك في دروبي.. رغم دمع لخطوبي..رغم أنّات تعالت ..تتغذى من كروبي يفيض قلبي محبة ... ولن ينضب !

وسوم: العدد 661