أمي

خليفي محمد - الجزائر

في وقت اخر أحببتك كثيرا....

في زمن قد مات كبرت في عشقك...

والآن أعدل تراص المعاني وأحاول النظم

أستغل الفرصة 

لأن الأحاسيس الشعرية تكون أوفى عند الحزن من الفرح

وشغفي يزداد عند كل فجر كأنه الحب في بدايته.

أما فكري وقلبي يسألان كيف هو عالمك الجديد ؟؟

نور في الدجى ؟؟ أم عتمة شتاء ؟؟

فأسأل عنك ، أتواصل معك دون مراسل أو بريد

رغم ذلك تسمعينني 

لأن طهارة الحب الذي بيننا فعالة لما تريد.

فبالتأكيد...

عند الانتهاء من السؤال عنك أعاتب نفسي الحقيرة

أعاتب ملامحي، روحي ، ضعفي وعقلي البليد

أعاتب جوارحي وكل شيء فيا وفي نفسي الأخرى

أعاتب صغري لأني يوما ما نسيت أن أقبلك.

وطلبت منك الثوب الجديد

وددت أن أفرح كباقي الأطفال .

وما عرفت أن الفرحة هي أنت و أنت.. أنت العيد.

أعاتب أخلاقي فقد ارتكبت من الحماقات العديد

فمرات كنت أبله ومرات كنت عنيد.

أوبخ مرضي لأنه حرمك نعاسا وأسهرك الليل الطويل.

أحاول بعثرة جسدي فقد استغل دفئ صدرك وأبدله البرد الشديد.

وأندم على أشياء لم أقلها لك وأشياء لم أقم بها من أجلك

كما تحزنني أشياء لا أستطيع القيام بها الان.

يحزنني أن بلاغتي محدودة وشعري بسيط

وأني أرتبك حينما أختار الكلمات لوصفك

فلا شيء يقنعني وللافتخار بك أود المزيد المزيد

أتضايق لأن حزني يفوق صبري عند زيارتي لقبرك 

وأن القلب لا يحتمل ولا ينزع 

وإلا تركته بين الأوراق في محفظتي أو صنعت له قفصا من حديد.

أتأسف لأن الغربة وحدة وعذاب ومرير

ولولا هذا لاتخذتها مأوى وسكنت عالما من نوعه فريد

أحزن لأن الانتحار جريمة في حق النفس

وإلا اعتذرت لما بقى لي ، ومزقت أحشائي و الوريد.

أحزن أيضا لأن الزمن لا يباع ولا يشترى

فالمستقبل ات والماضي قد مضى

وإلا أنفقت كل ما أملك لأشتري بضع ثوان من ماضيك البعيد.

أما عن النسيان نعمة تمحو الهم والألم والكرب 

لكنها ما نفعت معي رغم بذلي الجهد الجهيد.

أتأسف لأننا لم نعش زمن المعجزات الكبرى.

فلو عشناه لأعادتك معجزة النبي عيسى من جديد.

كلها همسات وتغاريد

تهمس في أذني دوما ، تحزنني تجعلني أتأسف وأتضايق

وأحيانا تجعل مني عربيد

الكل يحزنني حقا 

لكن هناك شيء أعزب يسعدني و هو الكفاح الوحيد

كفاح في حبك حتى الموت شهيد.