كيف سأعود إلى حلب

أفكّر الآن 

كيف سأعود إلى حلب بدونك ؟! 

فأنا تعوّدتُ أنك معي  ــ هناك ــ دائماً 

ترسم طريقي 

فأراه حقل حنطة طازج شهيّ 

تمسّد خوفي 

لتصبح سماء حلب المملوءة بالقذائف والرصاص

بحراً من الحلوى والشوكولا السائلة والعسل المصفّى 

تهدهدني بروح عشقك وكلماته النسيم 

فتعينني على اجتياز بحر الألغام المزروع في البيوت الفارغة من والديّ وأخوتي وأخواتي وصديقاتي وأحبابي 

ياااااه 

كم أحتاجك ..!!

أحتاج روحك لتقودني في حواري حلب المطعونة حتى الموت  

أحتاج صوتك ليتعكّز قلبي عليه ، حين تسألني ( أوصلتِ ؟!!!  أخيراً ) 

حينها .. فقط 

يخرس نعيق ذلك الغراب الساكن أعلى سارية الهاتف 

أحتاج عينيك تعيدان إليّ خضرة الغيوم 

توهّجها

ليغادر مدينتي هذا اليباس القاحل 

أحتاج أصابعك 

تمسحان عن عيوني جنون السواقي إذا فاجأني الخراب 

أحتاج صدرك 

لأخفي في ضلوعه صرخة مكتومة لانتحار مدينتي 

أحتاج عقلك 

ليعيد إليّ توازني 

كلما ضلّت قدمي الشاحبة خطوتها في الطرقات الخالية من أهلها 

أحتاجك كما كل ثانية في حياتي 

قبل الحرب 

وبعد الحرب 

أحتاجك 

كي لا يصبح النصر .. نهايتي  !!

وسوم: العدد 698