همسات القمر 128

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أجلس على صخرة ذكرياتي مرسلة نظري إلى الأفق البعيد ..

أشعر بأمواج البحر وكأنها بعض الحكايا

يصلني رذاذها يداعب روحي المتشبثة بأحلامها البسيطة

تسحبني إلى عالمها أكثر وأكثر

ومع غروب شمس كانت ترافقني حديث الذكريات ..

جددت مع آخر وهج لها عهد الأمنيات..

أتكون؟

*قمر ونجم وحديث ذكريات ينساب كلحن يعزفه ناي حزين..

أيتها النهايات الحاملة راية الوجع

أتراك تدركين بأي قلب تعبثين.. وعلى أرض أي روح تحتفلين..

أيتها النهايات الباعثات سهد العيون وشقاء الجفون..

أيطيب لك الدمع رواء والآه غناء..

لا تفرحي كثيرا..

عنقاء أنا.. أنبعث من الرماد حياة نابضة بالحب والفرح.. ولن أخيب!

*تصرخ الريح تستفز مسامع الساكنين إلى خلواتهم

تزمجر غاضبة مقتلعة أوتاد خيام من نكثت بهم أحلامهم وعودها ونفتهم إلى ملاجئ التشريد والحرمان..

هو ذا السراب يعبث بهم

يسلمهم من رحيل إلى رحيل..

وفي النفس، غصة وندب وعويل

*ساكنة على ضفة نهر يجري بأفكاري نحو المدى البعيد..

لا زلت أحلم بدفء الشمس، رشفة العطر، رحيق الزهر

لا زلت أمسي على حلم وأفيق على أمنية

لا زلت أتفحص ملامح الحياة المكفهرة بحثا عن بقايا ابتسامة دافئة تشي ببعض الفرح

لا زلت أبحث عن جمال الحرف، بلاغة الكلمة، رونق السطور الحالمة الهانئة

لا زلت أبحث عن الخيط الأبيض من الفجر 

لازلت على قيد حياة تبحث عن رعشة الحياة حبا وسكينة وسلاما

لا زلت..

ونبض تفاؤلي ما عدمت

* قسرا تحتلنا الذكريات 

تشدو لنا أغنية ما قبل نومنا..

طورا نغفو على صوتها الحنون هانئين 

وآخر تمد لنا حبال السهد والأنين!

* على بوابة ليل باهت أقف بوجل متردد

أعرف ما ينتظرني خلف أسواره المسكونة بالسهد وتقليب أوراق بالية تكاد خطوطها تمحى..

أستجمع شجاعتي وأمضي.. أسلم نفسي لقبضته وقيوده التي لا ترحم..

وفي زاويته البعيدة.. ستارة تخفي كواليس غامضة مبهمة..

أرقب بعين حذرة وروح صامتة.. 

أزرع حديث القلب في ليل السهر الطويل

هل إلى خلاص من سبيل ؟!

* ألملم ابتسامات الفجر في منديلٍ ورديّ يضج بالحياة..

أحتفظ بها في أعماق قلب ما تغيّر على حياة قلبت دنياه رأسا على عقب

أمنّي نفسي بأيام أستقبلها بواحدة من هذه الابتسامات.. فتلقاني ببريق الأمنيات.. 

متى اللقاء ؟

* فاقدة شهيتي للحياة..

أعيشها ولا أحياها..أتذوقها ولا أستسيغها

ما عاد في نبعها لذة للشاربين

وما عاد في كهوفها المظلمة مأوى للبائسين والمتشردين

فماذا بعد؟

وسوم: العدد 705