وطن أو..

(١)

وطن

أو ما يسمَّى وطنًا

قمر يخرج من سنبلة

نهر بضفائر

حجر على حدِّ أرض تنفصل عن ذاتها

ريح تأكل ريحها

كقطة عمياء

تجس قناديل الليل

تفتِّش عن عينيها

وعن خيط وهم من ضوء

نار تقف على لحن بركان

وهدوء يقطن زلزالاً

(٢)

وطن

أو ما يشبه وطنًا

حلم أزرق

سهل يتسلَّق لحن ناي

دالية تتدلَّى حتى صارت قاب قوسين أو أدنى

ليمونة عطشى

بين نار ونور

حدود تغلق حدودها

وطرق تُضيع طرقاتها

كمطرقة تعدُّ على الكون ضجيجها

هل هذا شيء من شيء؟

هل هذا نبض من نبض، من أرض؟

وهل كل هذا؟

أم كل هذا؟

لا شيء من لا شيء

(٣)

وطن

أو شبح من واو

تأكل من ثديها

أم طاء

لم تخرج من رحم الطين

أم نون

لا بيت لها إلا في النوح، واللوح، والملح، واللفح

كنا وكان ظل خفيف، لطيف، شفيف

يَنْتَقل ونَنْتَقِل

كيمامة عذراء، بيضاء،

مغسولة بالبرق والندى

بالرعد والمدى

كنا

والآن صرنا

كماضٍ يفرض علينا

مفردات أبجدية

تحولنا

إلى ذكرى

من نسيان

إلى رجع خاوٍ

من تكون الصدى

كنا وكان هناك

على جهة البحر واللوز والشعير

ما يسمى وطنًا

بصقناه كنخاع مهجور

بصقناه كصديد مكتمل الانهيار

كان يومًا قطعة من روح

وسريرًا في قلب

كنا وجعًا

في قطعة الروح

ألمًا في سرير القلب

أصبحنا

ألمًا وجعًا

وما زلنا

وجعًا وألمًا

فهل سنبقى كما كنا وأصبحنا وما زلنا؟

وسوم: العدد 709