رَبُّ ذاك البحر

رحلتُ منذ أن رحلتَ

ورحلتَ يوم بكيتُ

وكتبتُ حكماً ببراءة

الدمع من عينيك

أسميتك حبيباً

وأسميتك وطناً

سبقتَ في تكوينك كل بداية

وسبقتَ في الهزيمة كل نهاية

شاهت ملامحك في الأصقاع

 مابين التسمية

وما بين كل حكاية

ترنح ظلك ..كأنه ثمالة

وتلون في النبع ..

 بين المحال وبين كل سقاية

عيناي رأتكما طيف جدول

وقلبي في نبضه هام

مابين " الكأس ياوطني " ..!

و" كذبة نيسان " قبح الوشاية

نجمك غاب ياوطني

وصدر السماء فاض بثلاثة :

كبد إنسان ..  فيه سُمٌّ ..

وركام غيم ..  فيه غرق ..

وريح تعصف بالأرواح جارية

.. .. .. ..

كتبتَ ..أنا الوطن

 أنا الأب

 أنا النَّفَسُ

  قلت  .. أنا " الإسم إلى الأبد "

  سَجنَت  فيها " حمده "

قلت .. أنا الخالد ولا شكاية

وأورثت الصك فيه ختم جناية

 قتلت يومها " حمده "

ومن ظلام  قبرها

أشعلت " حمده " شمعة

و صرخت من برزخها:

" ما أريدك ".. !؟

وطاف الصدى يقول :

لو كنتَ ماكنت

كفاك زعافاً .. وكفاك ولاية

..  ..  ..  ..

 لا صكَّ ..في وطني ..

 لمن لا يؤمن أنّك ..

غربة ٌ.. وهجرة ٌ.. أو نعجة ..

أو ..  سواد عبيد بجدارة

فَدُم .. ياجذام  لذاك  " الرّبّ "

"بصرح هامان"  عالِ ..!

و "بنهر الغرور جاري" !

فلايؤمن  ذاك  "الرّبُّ "..

إلاّ  " بعيني أوديب "  يرى

أنه لا ربٌّ  بالوطن

إلاّ .. ربُّ ذاك البحر

ذي " الفرق والعصا "..والأنبياء

وسوم: العدد 716