همسات القمر 144

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*ليس الوفاء كلمة تقال، ولا اجتماعا على ضلا ل

الوفاء، أن أجنبك ونفسي سوء المآل

أن أضحي في سبيل حياة حقيقية ثابتة، تؤتي أكلها

وتصنع الخاتمة مكتوبة بماء زلال

*مستسلمة خواطري لرياح تدفعها حيث أحاول إبعادها عنه

أعجز أمام سطوتها 

أخفي يد عجزي في جيب الخيبة 

أتخذ لي ركنا قصيا 

أضم نفسي لنفسي

أواسيها ببعض همسي

أينأى البدر عني أم تخذلني شمسي؟

*لتنهدي لحن كسير يتسلل من مخابئ متصدعة على قيد الانهيار

أما لليل من نهار؟

*كم نلوم الغير على بعض التصرفات التي تظهر لنا بمظهر مزعج، مؤلم، عسير القبول..

وحين نمسك خيوط الحقيقة كلها بيدنا وندركها، يتبدل الإحساس من اللوم والعتب، إلى الشفقة والدعاء..

ليت نفوسنا للتريّث وحسن الظن خير وعاء.

*أفتّش خيالات طفولتي بحثا عن حورية الأمنيات وملبّية الرغبات

أحتطب أشجار الذاكرة في ليل برد قارس لا يحتمل

أيكون في أجيجها بعض دفء يحتضن الفؤاد وينفث في بقايا روحه همسة الحياة؟

ما بين هذا وذاك، أغدو تائهة، بالية القلب مرقّعة الروح

تسحبني موجة، وتلقيني أخرى على شواطئ الحيرة والشتات

أهي غيبوبة الحياة، أم كابوس يأخذنا على محامل الوجل الذي لا ندرك منتهاه

متى نفيق ويكون للدنيا عنوان آخر؟

*الحب الحقيقي، أن أجنّب نفسي وإياك معصية الله

أن أنفض عن روحك أثقال الخطئية وأغلال الذنوب

أن أرحل بعيدا إلى سماوات نقية صافية، أكون فيها بدرا ينير لك الطريق، أو شمسا تبعث في قلبك الدفء والبريق

أن أغدو كتابا عميقا، رسالة سامية، قصيدة دافئة حانية، لا تستطيع فهمها وسبر أغوارها، إلا بإشراقة قلبك، وسمو روحانيتك التي تفتح لك مغاليق المعاني وطلاسم الحروف..

حينها، ستدرك أن الحب الحقيقي، ليس وهما ولا زيفا ولا سرابا

ليست كلمة تقال، أو لحنا ينبعث من وهم الخيال

الحب الحقيقي، أن أفتح لك للحق والرحمة ورضوان الله نافذة وبابا..

أن أفرش بساط الطاعة عليه نلتقي، أو أطويه إن عزّ الأمر وأمضي طارقة أبواب الدعاء، به الحاجة تنقضي

وعند الله، هبة ومنحة وعطاء .. وعند الله لا يخيب الرجاء

*في مخيم الظلام.. أتخذ مكاني اليومي بخطى مترددة ثقيلة

سرير ووسادة يهيئان أسباب الراحة ..

وفارس للنوم يتسلل على جواده الفاحم يسكب شيئا من روحه في الأجفان المتعبة..

على أطراف خيمتي..

حارس السهد ذو الملامح القاسية والعيون الجاحظة والوجه القبيح، يشهر سيف تجبره في وجه فارسي النبيل..

أبتلع مرارة الحرمان، أوقد شموع الفكر والذكريات.. أساهرليلي الطويل ..

أما للنوم من سبيل؟

*مصلوب إصبعي على شفاه الصمت يعلن سكونها

أتراه ينتفض على حين غرّة يطرق بابها، يكسر قفلها، يفك أسر وقيد الحروف؟

وسوم: العدد 716