همسات القمر 156

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* تزغرد الروح في معارج الحلم ترتدي حلة من خيال

أفي الأفق قناديل تهدي مدارات سيرها

أم أوار القلب يغدو سراج السبيل؟

* لا بأس بقضمة من جنون تأخذ مفعولها في النفس وتجعل المرء لاهيا ساهيا لايعرف من الدنيا سوى أنه موجود فيها

يتصرف بعفوية وانطلاقة دون قيود، يطلق العنان لفوضوية لا هي بالبريئة ولا بالمتهمة، يبتسم ، يبكي يصرخ

ينظر إلى من حوله بشفقة على عقلهم الذي يشقيهم وقلبهم الذي يحملهم على مراكب الوجع..

لا بأس بها، ولكن، من أي تشرى وأين تباع؟

* لكلٍ لغته الخاصة يختارها

أما أنا فلغتي هي من اختارتني، لغة صامتة تكتفي بهزة رأس وقليل همس، ثم لا تلبث أن تضم الشفتين وتسبل الجفنين، لتبقى الكلمات تتقلب في قيدها ما بين نفس ثائرة، وروح متسكعة في أزقة الحالمين المتشردين...

ويا لها من لغة!

* كأن اللا شيء يتناثر في المدى

كأن اللا وعي يفرض حضوره يتغلغل خدارا يلقي عصا سحر تتماوج أفعوانا في ليل الردى

من يهدي القلب عصا يهشّ بها على طيور شرهة تستلبه سنابل قمحه وتتركه نهبا لجوع ينهشه بلا رحمة؟

لا قمح لخبز

ولا ماء لجدب

ولا ضحكة تتسلل رغم القمع الهمجي تبوح بدفء الحب..

ماذا بعد؟

من يملك مفتاح الدرب؟

ما بين ال(ماذا) وال(كيف) و(من)؟

تشهق أحلام إذ وئدت

تتحامى عين بالجفن

في شط نجاة أو موت، يتربص حاجز صمت، تترصد نقطة أمن

وعلى بعد فرار ، زورق أحلام يتهادى، حورية حائرة تهيم على غير هدى، نصفها في البحر والآخر على البر وكم صعب القرار..

من ينهي الحكاية 

من يمنع أمواجا ثائرة من قصر رملي بنته أمنيات استعارت دفئها من شمس النهار

لرسائل الروح يصغي القلب، يهمهم الفكر، تكتب النفس لحنا من أمل

تهب الحياة نسمة من حياة.. 

أتكون؟

* يحدثني قلبي بلغة لا أفهمها ولا أدرك مراميها، غير أن دفئا مريحا يلفّ الروح بشيء من أنس وسلام

هناك، على شواطئ الأمل أمدّ النظر، وعلى صخرة انتظار، أحفر أنفاقا تخفي نفيس الأماني.. أنقش حرفا وكلمة.. أسكب الماء على ذاكرة الوجع، أوقف عقارب الساعة لحظة ارتعاشة الفرح.. 

أغمض العينين برهة، برهتين، ثلاثا...

أأستفيق، ليكون واقعا كلذيذ الهمس ، أم مجرد حلم جميل من أحاديث النفس

* في مسرح النفس حكاية لربما تجد فيها الحروف إشباعا لفضولها وثرثرتها الصاخبة..

ولكن، أبلغ الكلام، ما يمسك عنه اللسان.

وسوم: العدد 725