ليته سكت‏!‏

ليته سكت‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يقدم وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط شهادته علي فترة عمله آخر عهد الرئيس المخلوع في كتاب عنوانه شهادتي ليسوغ فشل السياسة الخارجية المصرية‏,‏ وتقاعسها عن القيام بدورها في أكثر من مجال‏.‏

 صدر كتاب الوزير وسط حفاوة غير عادية بما قاله وامتداح له من جانب عديد من الجهات والأقلام التي تدين بالولاء لمبارك وشاركت في تقنين طغيانه وديكتاتوريته دون حياء أو خجل من الشعب المصري المظلوم.

يعلل الوزير الأسبق تقاعس وزارة الخارجية عن أداء واجبها بسبب مشاركة مدير المخابرات الراحل عمر سليمان في العمل الدبلوماسي منذ عام1995, ويضيف إلي ذلك ما يدعيه من قلة إمكانات وزارة الخارجية المادية, ويعزو فقدان الدور المصري الخارجي إلي شيخوخة مبارك وإحساسه بالملل, حيث كان يتجنب حضور المؤتمرات واللقاءات الدولية, باستثناء دول الخليج التي ركن إليها تماما.

للأسف الشديد فإن هذه الشهادة أو المذكرات التي نشرها الوزير الأسبق تمثل إدانة صريحة لعمله في الوزارة, وإدانة واضحة للرئيس الذي عمل معه, ولا تبيض صفحة مدير المخابرات الذي استباح مهمة الخارجية, ونحاها جانبا.

لقد سمعت الدنيا كلها تصريح السيد الوزير وهو يهدد بكسر أرجل الفلسطينيين لو اقتربوا من الحدود المصرية, وفي الوقت ذاته لم ينطق بكلمة تدل علي شعوره بالعار وتسيبي ليفني تعلن في شرم الشيخ وهي علي باب الطائرة أنها ستؤدب الفلسطينيين, وهو ما حدث بعد وصولها إلي تل أبيب, حيث قامت الطائرات الصهيونية بدك غزة بالقنابل والصواريخ!

ومن أمثلة الإخفاق الذريع بل الصمت المخزي ما جري في السودان وانفصاله وما صاحب ذلك من تآمر دول حوض النيل علي مصر, واتفاقها علي إقامة سدود, وتقليل حصة المياه التي تستحقها بلادنا. لقد كان الموقف الرخو, ينبئ عن وزير لا يقدر قيمة مهمته الموكولة إليه, والتعلل بقلة الإمكانات هروب لا يليق بدولة عريقة, لقد كان يمكنه أن يستقيل مثلما فعل أسلاف له, فلا يجوز أن تنام مصر عن خطر يهدد مصيرها ومستقبلها. وليت أبا الغيط سكت ولم ينكأ جراحا لم تندمل.