"زيجرد هونكه" في كتابها "الله ليس كذلك"

"زيجرد هونكه"

في كتابها "الله ليس كذلك"

زغلول عبد الحليم

يقول الناشر عبد الحليم خفاجي:    

(( إن قصة مؤمن آل فرعون تتكرر دائما وأبدا في كل زمان ومكان يرتفع فيه صوت الحق في مواجهة الباطل .. والدكتوره زيجرد هونكه والدكتوره انا ماري شميل من النوع الذي يكثر حولهما التساؤل للصدق البادي في كتابتهما والمعرفة الواسعة في دفاعهما عن العرب والإسلام .. في وقت دأبت فيه أجهزة الاعلام الغربي على النيل والتشويه .. فهل تأتي هذه العاطفة وهذا الدفاع من فراغ؟ وهل تنتهي إلى فراغ؟ ام أنها ملامح صحوه من نوع جديد شملت العلماء والمفكرين كما أشار إلى ذلك الدكتور هوفمان في محاضرة القاها في جامعة بون بتاريخ 6/12/1994 عندما تكلم عن ظاهرة انتشار الاسلام في وسط المثقفين الألمان ..  إنها اسئله في صدور من يقرأ لهذه الكاتبه القديره ( مؤمنة آل فرعون) وكذلك الدكتوره انا ماري شميل اللتين طرقتا نفس الطرق التى طرقها مؤمن آل فرعون من قبل ولكن بلغة العصر الحديث)). من مقدمة الناشر ص11.

    ويقول الدكتور غريب محمد غريب مترجم الكتاب:

    كنت قد قرأت للمؤلفة وعنها بالألمانية ما جعلني أرجو التعرف عليها من قريب، إلى أن طلب إلى ذلك الأستاذ عبد الحليم خفاجي مدير مؤسسة بافاريا، فاتصلت برقمها الخاص فرد علي زوجها السفير الأسبق بيتر شولتسه ردا كريما، وكان الحديث مع المؤلفة شيئا خصبا .. أما زوجها الكريم فقد فجأني بحواره باللغة العربية معي، ثم باح لي باسم زهرتها المفضلة

( القرنفل الوردي زكي الرائحة، المسمى في مصر بالقرنفل البلدي) .. وهكذا تسلمت المؤلفة باقة من مؤسسة بافاريا في ذكرى ميلادها..

    ولدت السيدة المؤلفة في 26 أبريل (نيسان) عام 1913 بمدينة كيل بألمانيا لأب ليس غريبا عن عالم الكتب هو هاينرس هونكه، ولأم هي السيدة هيلد جاردلاو، والسيدة زيجرد أنجبت أستاذة جامعية وطبية وعالمة، وقد تزوجت عام 1942. والمؤلفة ذائعة الصيت، فهي كاتبة ترجمت كتبها إلى لغات كثيرة، ومن بينها كتاب " شمس الله تسطع على الغرب" الذي صدرت طبعتة الأولى عام 1960، والحق أنه سفر قيم، ويشيد بالفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية، ولقد بيعت منه أكثر من مليون نسخة، وسبق أن ترجم إلى اللغة العربية تحت اسم " شمس العرب تشرق على الغرب" ولا ندري كيف طوعت للمترجم نفسه هذا التحريف. وهي مؤرخة باحثة في ميدان فلسفة الحضارة، والرئيسة الشرفية لكثير من الهيئات العالمية في هذا المضمار، وعضو شرف بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة منذ 1973، وقد حصلت على جوائز وأوسمة منها جائزة وسام الفيلسوف "كانت" 1981، وجائزة الشعر "شيللر" للألمان عام 1985، ووسام الاستحقاق والتقدير المصري من الطبقة الرفيعة في العلوم والفنون عام 1988.

    درست المؤلفة الفلسفة، وعلم النفس الجماعي للشعوب، وعلم الأديان المقارن، واللغة الألمانية وآدابها، والتاريخ القروسطي، وتخرجت في جامعة كيل، وفرايبورج وبرلين، ونالت درجة الدكتوراه عام 1940، وسعيا لتأكيد دورها الرائد المؤد لفضل الشرق على الغرب أسست عام 1973 رابطة تحمل أسمها، وهي الرئيسة الفخرية لها.

    وكتابها "في البدء كان الذكر والأنثى الذي صدر عام 1955 فيه عرض وتحليل لتطور العلاقة بين الجنسين، وقد صدرت النسخة المنقحة له عام 1987. ثم سفرها الضخم " شمس الله تسطع على الغرب" عام 1960، والذي صدرت منه اثنى عشر طبعة حتى عام 1987، ثم مجموعة قصائد عام 1965 حول الصيرورة والفناء، وفي العام نفسة صدر كتابها عن علم الأخلاق الأوروبي أو "سقوط الإمبراطورية الألمانية والصحوة الأوروبية"، ثم قصائد غزلية عام 1967 "لك وحدك، هكذا أظن"، وفي العام نفسة "أغاني أيشن دورف" مهداة ذكرى كونراد أيناور، الأب الروحي لألمانيا بعد العرب العالمية الثانية، ثم في عام 1969 القصائد الأثيرة لدى كونراد أيناور، وفي العام نفسه صدر كتابها "نهاية التمزق النفسي" أو التشخيص العصري والعلاج المقترح للحالة المرضية للمجتمع الأوروبي والألماني.

    وفي عام 1974 صدر كتابها حول البديل الجدلي المتمثل في توحد سلطة الدولة بعد فصل البيان الشيوعي، وفي عام 1976 صدر كتابها عن التلاقح العربي الألماني بعنوان "قوافل عربية في رحاب القيصر" وفي عام 1979 صدر كتابها عن العقيدة والعلم أو " توحد أوروبا على صعيد الدين والعلوم الطبيعة". وقد صدرت الطبعة المنقحة له عام 1987. وفي عام 1981 صدر كتابها "عقيدة الملحدين المنشقين على الكنيسة" أو "أوروبا لها دينها الخاص بها" وفي عام 1988 صدر كتابها " أفول الحضارة الغربية، وفي عام 1993 صدرت الطبعة الثالثة لكتابها "ساعات حسن الطالع في التلاقح العربي الألماني" و " الاهتداء والإقتداء بالحضارة العربية" وفي رؤية فكرية جديدة.

    ولا شك أن المؤلفة التي نشرت أكثر من سبعة عشر كتاباً، فضلاً عن الاضطلاع بأعباء أخرى في مجال التأليف والتقديم والمراجعة، مفكرة تجمع في شخصيتها صفات نعرفها في مفكرات أخريات عربيات أو أجنبيات، فهي أم مثقفة واعية، ومن هوايتها الطبخ والتصوير، وقرض الشعر، والإطلاع خاصة في مجال الأدب والفلسفة وعلوم الأديان.

    وليس من نافلة القول أن نشير إلى أن كتابها الأسبق " شمس الله تسطع على الغرب" والذي يعد الكتاب الأول عالميا من حيث الرواج الاقتصادي، قاعدة صلبة يكملها الكتاب الذي نبدأ بنشره "الله ليس كذلك" فهو يتصدى علميا، وموضوعيا، لما يلصقة الغرب ظلماً أو جهلا بالعرب والإسلام، ويحرره من قبضة الفئة التي زيفت التاريخ.

    إن هذا الكتاب ليس صرخة في واد، وإن صدوره في هذه الفترة العصيبة التي تشهد ضراوة العدوان على ارواح المسلمون وممتلكاتهم وحرياتهم، في أوطانهم وفي غير أوطانهم، وفي مناطق مختلفة من أوروبا، إنما هو دفاع تعلنه المؤلفة جهارا، لعلها تسمع من

Oجَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًاN   7- نوح

في التمهيد للكتاب تقول العلامه زيجرد هونكه:

    (( وليس ثمة شعب يسئ الغرب فهمه كالعرب والعروبه، وأن العلاقة بينهما لترزح منذ قرون تحت أثقال شتى، وقد أسهمت (الأراء المسبقة) في مسخها وتشويهها .. بل إن شعوبا أخرى، نائية غريبه عنا، وشعوبا غيرها ذات أديان وضعيه ليسَت من ديننا، تقف منها موقفا سمحا ليس بالمعقد، على العكس من موقفنا من الشعوب العربية المسلمة أو تلك التي تدين بالاسلام من غير العرب.. ما السبب وراء ذلك!؟))

    سؤال طرحته السيده/ زيجرد هونكه) وكانت اجابته هذا الكتاب (الله ليس كذلك) فندت فيه 1001 من الإدعاءات الباطلة عن العرب ونشرتة مؤسسه بافاريا للنشر والإعلام- المانيا الاتحادية عام 1419 هـ /ابريل 1998م وتقع الاجابة على سؤالها في اكثر حوالي 90 صفحة.

    وقد جاء عنوان التمهيد أيضا في شكل سؤال هو:

(لماذا تحتم الضرورة نشر هذا الكتاب؟)

وكانت إجابتها نصا هي:

 (لا ريب فى ان الآراء المطلقه المتوارثه، تجعل تفهم الشعوب بعضها بعضا امرا عسيرا، كما تجعل احتقار بعضها البعض الاخر امرا هينا يسيرا)

تلك الكلمه التى قالها الفرنسى رومان رولاند تصدق على علاقه الغرب النصرانى بالعالم العربى- الاسلامى. وليس ثمه شعب يسئ الغرب فهنه كالعرب و العروبه ، وان العلاقه بينهما لترزح منذ قرون تحت اثقال شتى، وقد اسهمت (الاراء المسبقه) فى مسخها و تشويهها..بل ان شعوبا اخرى، نائيه غريبه عنا ، وشعوبا غيرها ذات اديان وضعيه ليست من ديننا ، تقف منها موقفاً سمحا مبسطا ليس بالمعقد ، على العكس من موقفنا من الشعوب العربيه المسلمه، او تلك التى تدين بالاسلام من غير العرب....

ما السبب وراء ذلك؟!

لابد ان هناك سببا معينا فى كون الاحكام الظالمه المتعسفه المورثه عن القرون الوسطى لا تزال حتى يومنا هذا، على خطئها و خطرها، تسد الطريق على المعرفه الموضوعيه للنواحى الفكريه و العقليه لذلك العالم، ودينه، وتاريخه، وحضارته ، وفى كونها ، حتى يومنا هذا، تصبغ المغالطات و التحريفات التاريخيه فى مجال المعلومات العامه عن العرب ، صبغه يبدو انها لا تنمحى ، او تزول..

لقد اصر الغرب اصرارا على دفن حقيقه العرب فى مقبره الاحكام المتعسفه و الافتراءات الجماعيه دفنا ، واهال عليها ما اهال طمسا منه لعالمها ، على الرغم من محاولاتنا المعروفه، كما يشهد بذلك كتابنا "شمش الله تسطع على الغرب" الذى صدرت اولى طبعاته عام 1960، وكتابنا "قوافل عربيه فى رحاب القيصر" والذى صدر عام 1976، حيث اخدنا على عاتقنا ان نخرج الانجازات و التاثيرات العربيه ذات الفضل على العلوم و الفنون.

وعلى الرغم من ان محاولاتنا تلك قد شقت طريقها شقا فى متاهات عدم المعرفه المتوارثه: فقد استقر فى اذهان السواد الاعظم من الاوروبيين الازدراء الاحمق الظالم للعرب الذى يصمهم جهلا و عدوانا بانهم (رعاه الماعز و الاغنام الاجلاف لابسو الخرق المهلهله) او انهم (محدثوا الثراء الفاحش من شيوخ البترول المتكئون على أرصدتهم الضخمة التي تطفح بها بنوك سويسرا) ولا يزال صريخ القوم يحذرهم من سطوة الإسلام الحربي الذي يتهددهم منذ أن أوقف الفرنسي (شارل مارتل) زحف المسلمين ، متحينا الفرصة للانقضاض !! ولا يزال القوم يروجون للخراقات السائدة هنا مثل (استعباد الإسلام للمرأة)...!

وقل مثل ذلك في (عدم التسامح والسماحة) في الدين الإسلامي ، مما يطغني منذ قرون ليصيغ أو يشكل واقع الدعايات المغرضة المزيفة للواقع والحق ، و المنادية بالويلات و الثيور ، وعظائم الأمور ، تؤجج من جديد أجهزة الإعلام الغربي المتباينة من أوارها المسعور ، سواء في ذلك بالمحاضرات أوبالصحافة و وسائل البث المسيطرة ، والسياسة المتحيزة غير المنصفة.

والحق أن محور الأمر ومداره أن ذلك التصوير المشوه الممسوخ المقصود المتوارث منذ القرون الوسطى لذلك العدو الكافر، اى لاولئك المدعوين بانصار محمد ، يراد له ان ينقلب الى كره متأصل، كحاله مرضيه يرزخ الغربى تحت كابوسها الخانق...

وبينما يقتصر علم الغربى المبتور على كل حال بهولاء الذين يطلق عليهم (كفره) على حفنه من الانماط التقليديه المعتاده، وبينما يكفى الغربى بالجدل السفسطى اللاج فى الخصومه و الافتئات،بدلا من التماس المعلومات الموضوعيه مبدلا كل حسنات العرب و المسلمين التى لاشك فى نسبتها اليهم، الى سلبيات و سيئات، بينما كل ذلك كذلك، يسطو الغرب سطوا على انجازاتهم العلميه، خاصه مبتكراتهم و مخترعاتهم ، فيدعيها لنفسه، ناسبا اياها لغير اصحابها من الاوروبيين فاذا اعوزته الشخصيه الاوروبيه راح يلتمس شخصيه و هميه يخترعها ، ويلفق فى ذلك الاساطير..ولا ينجو من هذا التجنى على العرب و المسلمين بعض اعلام الغرب النابهين المشهورين فى عصرنا الحديث. فقد راح بعضهم حتى نهايه الخمسينيات من القرن العشرين يرمى العقليه العربيه بانها عقيمه كل العقم، وان كنوز المعرفه القديمه التى وقعت فى ايديهم، ونجت من الاباده و الحرق البربرى العربى لها، تحولت الى الغرب عن طريقهم، فكان دورهم دور الببغاء فى تكرار بعض ما يسمع دون فقه لما يردد، او دور ساعى البريد الذى يقتصر دوره على اداء الرسائل الى ذويها و مستحقيها..

وان موضوع الساعه الخطير ليحتم ضروره فضح تلك الاحكام المتجنيه و المتعسفه و ازالتها وشتى المعلومات الفجه الظالمه الزائفه، التى تلصق منذ قرون بالاسلام، وبمن حملوه ودانوا به وبلغوه كما ينبغى ، وكذلك بتاريخ هذا الدين..

وان خطوره هذا الامر لتتضح لمن يرى ويسمع، كما تبرهن على ذلك موجات العداء الجديده المغرضه فى المانيا، والتى تستهدف الاسلام، وتكيد له،قاصده بالدرجه الاولى وقف الزحف التركى او موجات طالبى اللجوء فى المانيا من الاتراك المسلمين، ومحاولتهم تأسيس (الحزب الاسلامى لالمانيا)(واختصار اسمه:اى.بى.دى)، ثم موجه عدم التسامح الدينى و التعصب فى ايران، حيث يقع الغربى فريسه معلومات مبتسره غير موضوعيه و نقص فى التفاصيل و الملابسات فتكون العاقبة صيروره الاسلام ونبى الاسلام و العرب و المسلمين، دونما سبب، مرمى الحملات الضاريه المحمومه، وان لم يكن كل ماينسب الى الاسلام اسلاميا بالضروره.

وعن بعض القضايا تقول المؤلفة:

1) المحمديون: ( لفظه شاعت في اللغات الأوروبية منذ القرن 19 وتدل على سطحيه المعرفه لدى الغرب النصراني بالمسلمين، وأعجب أن تلك التسمية الملصقة بالمسلمين لازالت تطلق عليهم في الغرب، على الرغم من مضي أكثر من ثلاثة عشر قرنا على تبشير النبي محمد صل الله عليه وسلم بالاسلام ودعوته اليه وعلى الرغم من المسلمين انفسهم لا يسمون انفسهم بالمحمديين بل المسلمين، مفردها مسلم للمذكر، ومسلمة للمؤنث وهم على علم بمعنى كلمة إسلام حيث تدل على التسليم لله وحدة) ص4

    والحقيقة الواضحة اننا امام عقل موسوعي منصف، وجملتها الأخيرة تدل على فهم واستيعاب عميقين، عن الدين الذي أنزله الله والذي يقضي بالتسليم لله وحده وهي الكلمة التي إختتم بها (على عزت بيجوفيتش) كتابة العظيم (الإسلام بين شرق وغرب) الحائز على جائزة فيصل العالمية وتختتم (هونكه) الفقره قائلة:

    (( السر في عدم رغبة الغرب ليتفهم العرب أو عدم تفهمة لهم يمكن أولا وقبل كل شئ في عداء الغرب لهم، في هذا الخضم من الاحكام المتعسفة المسبقة المزيفة التي جنت على تفهم الغرب للعرب، جناية لا تجد لها مثيلا أزاء أي شعب آخر على وجة الأرض)) ص6

    وتقول (زيجرد هونكه) فقره (آه من هذا البابا) ص 9

    (( لا يمكن إطلاقا إصلاح ما أفسد البابا ابدا (تقصد اوربان الثاني) بهذه المناقضة المغرقة في التطرف والتي يفرض بها الرئيس الروحي الأعلى للمسيحية بقوة تفويضة إلالهي وسلطته المقدسة، على فرسان الغرب، الا يكفوا عن حرب العالم الاسلامي ابدا، إنما يعهد إليهم بسلاح لا تلتئم جراحة الغائرة (بالازميل) الذي شوهوا به وجه العرب والمسلمين تشويها على مدى الف عام وبطريقة ظالمة)) ص 9 وقد ناقش الدكتور (مراد هوفمان) قضية كراهية الوجود الاسلامي في المانيا بتفصيل يثير الدهشة في كتابه (الطريق إلى مكه) وايضا الدكتوره (آنا ماري شميل) في كتابهما (نعم إني أحبة) والحقيقة أنه ليس في المانيا وحدها بل في كل أوروبه وكذا أمريكا واستراليا والصين وروسيا، انها حرب على العقيدة الإسلامية ولاشك، ومن الواضح الجلى أن الغرب ليس لديه مانع من قيامنا بكل شعائر العبادة ماعدا ان تحكم شريعة الله دنيا الناس لانه حينئذ يتحقق العدل ويسقط الظلم ويعطل قانون التدافع لقيام دولة الحق. فلابد من التصدي لقيامها .. وهكذا الصراع بين الحق والباطل حتى قيام الساعة.

2) عن الخطيئة الموروثة، والجبر، والجهاد وقد استقر في الذهن الغربي ان:

    أ) المسلم مجبر مسير !

    ب) وأنه (عبد الله) نتيجه خطئية آدم!

    وترد زيجرد هونكه قائله:

    (( ان مدى نقص معرفة الغرب بالاسلام – رغم كون أمه الاسلام أكبر أمه تلى النصارى عددا على الصعيد العالمي يتجلى في التصورات التي تحكم نظرة الغرب إلى الانسان المسلم)) ص27 وعلقت الكاتبه في الهامش رقم (1) بنفس الصفحة على العدد قائله (قد يكون التعداد قريب من التساوي الآن) والكتاب نشر في 1998م.

    وترجع (زيجرد هونكه) هذا الافتراء إلى الجهل التام بالاسلام وقد وصفت الفيلسوف الألماني (لا يبنتز) المتعصب بالجهل التام والافتراء!!

إن القرار الحر يشترط أول ما يشترط وعي المسلم وادراكه لمسئوليته فهو نفسه يستطيع ان يغير نفسه كما تنص سورة الشمس (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) 9،10 من سورة الشمس وتستطرد قائله:

    ان كل ما يصيبه من عند الله هو نفسه المتسبب فيه فالانسان من واقع الأمر هو صانع قدره فيما يخصه هو نفسه) ص 31.

وقالت هونكه عن الاسلام انه ( دين الفطره التي فطر الله الناس عليها منذ بدء الخلق بمعنى انه عهد الله المطلق إلى خلقه غير مرتبط بزمان – والذي أرسل رسله به – دينا واحدا لا يتبدل – إلى أقوامهم كافة) ص29.

    وبعيدا عن تراكمات علم الكلام المذهبي الذي اثقل كاهلنا واتلف عقولنا نقول أنه لا جبر في الاسلام انما حريه الاختيار بين الخير والشر ليكون الحساب على اساس هذا الإختيار .. وقد وفقت (زيجرد هونكه) في دفاعها ابضا عن انه لا خطيئه موروثه! لقد تاب الله على ادم وجاءت بالنص القرآني من سورة البقرة:

( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ... ) 37 من البقرة.

واخيرا ذكرت (الجهاد) وقالت انه المصطلح الذي يسهم في تشويه صورة الانسان المسلم لدى الغرب فقالت (وليس الجهاد ببساطة ما نطلق عليه مصطلح الحرب المقدسة فالجهاد هو كل سعي مبذول وكل اجتهاد مقبول، وكل تثبيت للاسلام في انفسنا حتى نتمكن من هذه الحياة الدنيا من خوض الصراع اليومي المتجدد ابدا ضد القوى الامارة بالسوء في انفسنا وفي البيئة المحيطة بنا عالميا، فالجهاد هو المنبع الذي لا ينقص والذي ينهل منه المسلم مستمدا الطاقة التي تؤهلة لتحمل مسئوليته خاضعا لارادة الله عن وعي ويقين ان الجهاد بمثابة التأهب اليقظ الدائم للامه الاسلامية للدفاع بردع كافة القوى المعاديه التي تقف في وجه ما شرعه الاسلام في نظام اجتماعي اسلامي في ديار الاسلام) ص31 هذا كلام عميده الاستشراق الألماني عن (الجهاد) والخطيئه الموروثه اُهديه كله أو بعضه للكثير من (مواهبنا) الأدبية!!

ومن أروع ما قالته العلامة "زيجرد هونكه"

(( تلك هي كلمه الفرآن الملزمة (لا إكراه في الدين) فلم يكن الهدف أو المغزى للفتوحات العربية نشر الدين الأسلامي وانما بسط سلطان الله في أرضه، فكان للنصراني ان يظل نصرانيا ولليهودي أن يظل يهوديا كما كانو من قبل، ولم يمنعهم أحد أن يؤدوا شعائر دينهم، وما كان الإسلام يبيح لاحد ان يفعل ذلك ولم يكن احد لينزل أذى أو حذر بأحبارهم أو قساوستهم ومراجعهم وبيعهم وصوامعهم. لقد كان إتباع الملل الأخرى - وبطبيعة الحال من النصارى واليهود- هم الذين سعوا سعيا لاعتناق الاسلام والاخذ بدين الفاتحين وقد ألحو في ذلك شغفا وافتتاناً اكثر مما احب العرب انفسهم)) ص32

وتقول هونكه:

(( ان سحر اسلوب المعيشة العربي اجتذب إلى فلكه الصليبيين ابان وقت قصير كما تؤكد شهادة الفارس الفرنسي (فولشير الشارتي) وها نحن الذين كنا ابناء الغرب قد صرنا شرقيين. ثم راح يصور احاسيسه وقد تملكه الاعجاب بالسحر الغريب لذلك العالم العجيب بما يعبق به من عطر والوان تبعث النشوه ويعد هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب؟! بعد ان افاء الله علينا وبدل الغرب إلى الشرق) ص33.

ما رأي كتاب العلمانية!؟

ماذا يقول الملاحدة عن (زيجرد هونكه) !؟

المنصفون حين يكتبون يسكت الملاحدة!

إن مدرسة الانصاف تتزعمها (هونكة وماري شميل) في مواجهة مدرسة البلادة العقلية والافتراء على الحق ويتزعمها (لايبتنز) الفليسوف الأماني!!

وترتقي (هونكة) اعلى درجات سلم الانصاف عندما تقول: (أما الشئ الذي تأبى على فهم الكنيسه فاستحال عليها قبوله واقض مضاجعها، فهو دخول شعوب الأقطار المفتوحه فى الاسلام افواجا بمحض ارادتها ، دون مساعى ارساليات التبشير، ودون الاكراه فى الدين، اجل ! لقد كانت السماحه العربيه، والروح العربى، واسلوب الحياه العربى، مما استحوذ على نصارى اسبانيا وليس كما يزعم المبطلون زورا عظيما و بهتانا عنيدا اثيما – بانهم ارغموا على الاسلام بالسيف البتار و الحريق بالنار، ص 35 نحن امام عقل يفكر.

عقل يقرا تاريخ حضاره تأسست على منهج إلهى لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه.

فلا كهنه ولا سدنه ولا كتاب مقدس لدى الكنيسه!

    انه الفتح العربى الذى يحاول البعض ان يلغيه من المناهج التعليميه ويستبد له بالغزو العربى!! انهم وضعوا الفاتح العظيم(عقبه بن نافع) على رأس مدرسه(التطرف)!!

كما وضعوا(صلاح الدين الايوبى) على رأس قائمه(الإرهاب)!!

المسلمون وجرائمهم التى لا تنتهى فى الصين و الهند، وافريقيا الوسطى!!

المسلمون وجرائمهم التى لا تنتهى فى انتهاك الحرمات!!

المسلمون وجرائمهم التى لا تنتهى فى بورما!!

المسلمون يهددون السلام العالمى!!

    - المسلمن السنه و جرئمهم فى البوسنه و الهرك!!

- المسلمون السنه و جرائمهم فى جروزنى فى الشيشان!!

- المسلمون السنه وجرائمهم فى تايلاند!!

- المسلمون السنه وجرائمهم فى سوريا!!

- المسلمون السنه وجرائمهم فى العراق

- المسلمون السنه وجرائمهم فى افريقيا الوسطى!!

- المسلمون السنه وجرائمهم فى ايران!!

    انهم بلا شك يهددون السلام العالمى الفاجر الداعر بقياده كل قوى البغى و الطغيان  و الاجرام.

المسلمون يهددون العالم الحر!!

ومن الطف ما ذكرته زيجريد هونكه:

(( لقد كبر على الغرب الإعتراف بان العرب مخترعوالبارود!

هذا امر خليق بالأوربى والأجدر ان يكون هذا الاوربى: مخترعا ألمانيا، يكال له الثناء، ويخلد فى سجل العظماء الأذكياء و حبذا لو كان بالطبع راهبا، اذ لم يقتض الأمر نسبه الإختراع الى الصينين! هناك وقع إختيار القوم على الراهب برتو هولا من طائفه الرهبان الفرنسيسكان ليؤدى دور الراهب، معتكفا فى ديره مملوءه جعبته بالاسرار و العجائب حتى انه تمكن عام 1359 من اختراع البارود فى صومعته الضيقه!!)) ص 81

    وتقول هونكه ايضا:

(( ان التضليل المعتمد الذى تسبب فى الكيد والعداء للاسلام جاوز الحد الى درجه يتداعى الغرب (لاخذ الأهبه لدرء الخطر المحيق) واصبح المرء يعتقد انه فى نفس الوضع الذى ساد (كلير مونت) الفرنسيه حيث دعا البابا اوربان الثانى الى تسير الحمله الصليبه وقتذاك))

وتختتم زيجر هونكه كتابها بقولها:

((ان الاسلام هو لا شك اعظم ديانه على ظهر الارض سماحه وانصافا نقولها بلا نحيز، ودون ان نسمح للاحكام الظالمه ان تلطخ بالسود اذ ما نحينا هذه المغالطات التاريخيه الأثمه فى حقه، والجهل البحت به ، وان علينا ان نتقبل هذا الشريك والصديق، مع ضمان حقه فى ان يكون كما هو)) ص93

والذى يستخلصه قارئ كتاب (الله ليس كذلك) للعلامه زيجرد هونكه هو ان هذا الكتاب يحكى بموضوعيه شديده للغايه ماذا فعل الغرب الصليبى المتعصب الذى لم يصله الدين الحقيقى ، ماذا فعل بالعالم الإسلامى!

ويسألونك عن التسماح فى الاسلام!!

ما ابشع الغرب!!

ما ابشع الغرب!!

إجتمعت قوى الكفر على الا يتركو للاسلام فرصه للعيش كما يريد !! لقد صدقت زيجرد هونكه فى كتابها ((..وان علينا ان نتقبل هذا الشريك و الصديق مع ضمان حقه فى ان يكون كما هو)) ص93

ولن يتركنا الغرب الصليبى نحيا كما نريد ولكن يتركنا نزيح الطواغيت من امام خلق الله ونعرض عليهم دين الله، فقط نعرض عليهم دين الله الحق..لن يعطينا الغرب تلكم الفرصه ابدا لانه يعرف حق المعرفه انه بلا دين ولم يصل اليه دين عيسى بن مريم عليه السلام وكل ما وصل اليه لا علاقه له بدين عيسى الذى هو دين الاسلام.

اى مؤامره يتعرض لها العالم الاسلامى؟

لن يترك الغرب لنا فرصه ان نحيا كما نريد،ولن تستطيع اي دوله من دول العالم الاسلامى ان تخرج عن الإطار العام الذى رسمته لها الصليبيه العالميه. ان جميع الدول الاسلاميه تفقد شرط قيام الدوله الأساسى وهو الاستقلال الحقيقى فكلها تابع بشكل من الاشكال للقوى الصليبيه فى اشكالها المعتمده واساليبها المبتكره من مذاهب ضاله مضله فاسده مفسده وقد استطاع رجال الاستشراق ومدارس الاحدوارساليات التبشير تدمير العلاقه بين منظومات القيم ودين الأمه وجاءت بمنظومات مغايره تماما اسكنتها الأدمغه والقلوب. اننا نراها وهى تعمل. نعم،نراها وهى تعمل وانظر كيف يعمل مبدا: دعه يعمل دعه يمر ، وكيف يعمل مبدأ ما لقيصر لقيصر ومالله لله وكذا من كان منكم بلا خطيئه فليرمها باول حجر!!!

وغيره من ترهات عقليه دونت فى كتاب الكنيسه المقدس وارجعوا الى فصل(نشيد الانشاد) !! او كتاب(الحقيقه المطلقه) للدكتور محمد اسماعيل الحسينى من منشورات مكتبه وهبه بالقاهره.

    لا تزال كلمات (اوربان) بابا الفاتيكان المجرم تعمل عملها ، ولا يزال الغباء والحمق يعد لبرامج حوار الاديان!! ولا أدرى اى حوار بين الاديان بعد قوله تعاظم وارتفع:

آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ....... (البقرة حتى أخرها)

لن يتركنا الغرب نحيا كما نريد كما تقول هونكه.

والدليل ما يحدث فى تركيا الآن. القضيه القديمه جدا واستطيع رد جذورها الى يوم ان قتل المجوس سيدنا عمر بن الخطاب...انه الصراع بين الحق و الباطل.لذا امرنا الله ب:

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ( الأنفال – 60)

لا قوه لدينا، ويوم ان تقوم دوله الحق لن تجد القوتين العظميين والحاصل طغيان فى مواجه طغيان اخر حمايه للمستضعفين فى الارض حتى تقوم دوله الحق باذن الله.

لن يتركنا الغرب نحيا كما اراد الله لنا ان نحيا. لابد لدينا الناس ان يحكمها دين الله.

    ان السيده (زيجرد هونكه) قلم جاد عقل باحث تتمتع بنظره ثاقبه للامور.لا تصدر احكامها بالسماع كمعظم كتاب الغرب الذين تكلم عنهم الدكتور(عدنان الوزان) وقد اشرنا اليه فى بدايه الكلمه وللكاتب العظيم (مالك بن بنى) رأى ابداه فى كتابه(الاستشراق) بخصوص كتاب (شمس الله تشرق على الغرب) لزيجرد هونكه وهو راى يخالف الكثير من الاراء التى اشأت بالكتاب خاصه احتفاء المرحوم الاستاذ الكبير عبد الحليم خفاجى بكتابها (الله ليس كذلك) والذى ترجمه الدكتور غريب محمد غريب ونشرته بافاريا للنشر بالمانيا الاتحاديه وقدم له ايضاً الناشر الاستاذ الكبير عبد الحليم خفاجى رحمه الله رحمه واسعه وهو بالمناسبه الرجل الذى أصدر من قبل الكتاب الاهم فى القرن العشرين (الاسلام بين شرق وغرب) للفيلسوف العظيم على عزت بيموفسيش وترجمه قلم عظيم هو الاستاذ الكبير محمد يوسف عدس وقدم له عظيم اخر هو الدكتور عبد الوهاب المسيرى العبقرى الفلته رحمه الله رحمه واسعه.

- (الله ليس كذلك) للعلامه (زيجرد هونكه)

كتاب يسعد القارئ صاحب العقل المنصف