مختار الربيعي يسرق قصّة كاملة من غسّان كنفاني

سرقة أدبيّة جديدة وعجيبة في جريدة "الزمان":

مختار الربيعي يسرق قصّة كاملة

من غسّان كنفاني

د. حسين سرمك حسن

في موقع "الناقد العراقي" (فقط) تابعتُ نشر ست حالات من السرقة الأدبية التي أُثبتت بالأدلة القاطعة وهي :

1-مقالة الأستاذ "ناظم السعود" : (الكشف عن تفاصيل سرقة أدبية مخجلة  : رياض النجار يسطو على ضيف الله و (بنات الرياض)!) التي نُشرت في موقع الناقد العراقي بتاريخ 26/12/2912 ، وكشف فيها قيام المدعو "رياض النجار" بسرقة دراسة للناقد الجزائري الأستاذ "بشير ضيف الله" عن رواية "بنات الرياض" للروائية السعودية "رجاء الصانع" .

2-قيام الدكتور "عصام المحمود كشمولة" بسرقة مقال ( قراءة في فكر العالم النفسي فخري الدباغ ) للأديب والناقد العراقي الأستاذ مهدي شاكر العبيدي ، والتي كشفها الأستاذ "رمزي العبيدي" في مقالة نُشرت في موقع الناقد العراقي يوم 27/3/2011.

3-السرقة التي كشفها الناقد الدكتور "علي داخل" بقيام المدعو "نبيل الجابري" بسرقة مقالة كاملة من أطروحة الباحث الدكتور "سرور عبد الرحمن" (قصيدة النثر في الأدب العربي، الجهود الرائدة في العراق وسوريا ولبنان) ، ونشرت تفاصل السرقة في موقع الناقد العراقي في 7/1/2013 .

4-سرقات الناقد السوري "عصام شرتح" التي كشفتها مقالة الأستاذ "أحمد محمد ويس" المعنونة بـ (قراصنة الفكر وحقوق المؤلف فصول مـن ســـــرقات ســــــارق (سرقات عصام شرتح) والمنشورة في موقع الناقد العراقي في 25/11/2011 .

5- وهناك فضيحة السرقة التي قام بها "خالد العزب المصري" والتي سطا فيها على قسم من كتاب العلامة العراقي الراحل "ميخائيل عوّاد" : “صورة مشرقة مِن حضارة بغداد في العصر العباسي” وهي منشورة في موقع الناقد العراقي يوم 5/4/2013.

6-سلسلة مقالات كاتب السطور التي كشف فيها سرقة كتاب كامل من قبل الكاتب "علي المسعود" والتي نُشرت في الموقع قبل أسابيع .

الآن تأتي سرقة لا أدري ماذا اسمّيها فعليّاً ، سرقة توقّفتُ أمامها طويلاً لأنّها تحمل جسارة غريبة تجعلك ترجع لتتأكّد من الأشياء المؤكّدة . فقد قرأتُ في جريدة الزمان (عدد يوم 8 كانون الأول 2014) – ملحق "ألف ياء" – قصّة عنوانها : "كعك على الرصيف" لكاتب اسمه "مختار الربيعي" . كنتُ قد قرأتُ هذه القصّة مراراً من قبل وأثّرت في روحي كثيراً وانزرعت في ذهني .

لم اًصدّق أوّل الأمر ما قرأته ، وتركت الصحيفة جانباً ، وانشغلتُ بعملي . توقّعتُ أن الكثيرين من الأدباء – خصوصاً من كتًاب القصّة – سوف يكتشفون هذا الأمر وتنهال الرسائل المقرّعة على جريدة الزمان تفضح السرقة وتدينها . ولكن لم يصدر أيّ ردً ولم أقرأ – حسب اطلاعي المتواضع – أيّ تعليق أو إدانة .

ما الذي حصل لحساسيتنا النقديّة ؟

القصّة المسروقة التي سطا عليها "مختار الربيعي" هي قصّة كاملة بنفس العنوان وكلمة كلمة وحرفاً حرفاً للمبدع الفلسطيني الكبير الراحل "غسان كنفاني" .

فهل هذا معقول ؟

القصّة تجدها في عشرات المواقع الأدبية ، وهي شائعة ومعروفة كواحدة من اروع نتاجات القصّ الفلسطيني . كما تحوّلت إلى فيلم من إخراج ومونتاج وتصوير "محي الجيوسي" ، والفيلم موجود في عشرات المواقع أيضاً !

فما هذه الجسارة ؟

 السرّاق يتفنّنون في إخفاء مقاطع نقديّة أو أبيات شعريّة مسروقة وتمويهها ، أمّا الآن فالسرقة تتم بسلب نص كامل من إحدى عشرة صفحة من مجموعة غسّان كنفاني الأصلية : "موت سرير رقم 12" .

فهل هي غلطة إخراجيّة مثلاً أن يخطأ مسؤول الصفحة - لسبب ما - فيضع اسم مختار الربيعي بدلاً من اسم غسان كنفاني ؟

ثمّ سألتُ نفسي أليس من المفروض أن يتأكّد مسؤول الملحق الثقافي من النصوص قبل نشرها ؟

سيقول البعض إنّ المسؤول لا وقت لديه وهو يقرأ الكثير من النصوص . طيّب ، هو مسؤول ملحق ، فما هو شغله غير قراءة النصوص التي ينشرها في الملحق ؟

لكنّ أخي – وهو أستاذ جامعي - الذي كنت أناقشه حول مسؤوليّة مسؤول الملحق خفّف من دهشتي وغضبي حين قال لي ملاحظة لا تقل أهمّية وخطورة ، وتكشف أن بعض مسؤولي الصفحات الثقافية يريدون ملء فراغات الصفحات بأي طريق ومن دون تدقيق .

وعندما سألته " كيف ؟

قال انظر إلى نفس الصفحة التي فيها القصّة المسروقة ستجد "قصيدة" لكاتب اسمه مناف العبيدي عنوانها : "أوسكار وعشقي والنار الأزلية" ، واقرأ البيت الأوّل منها لكي تهدأ . وفعلاً صُدمتُ لأنّ ملحقاً ثقافياً مهماً لجريدة معروفة ورصينة مثل جريدة "الزمان" تنشر قصيدة البيت الأوّل منها يقول :

( منذُ أن رأيت عيناها )