رسائل من أحمد الجدع ( 57 )

رسائل من أحمد الجدع ( 57 )

أحمد الجدع

إلى الأخ المؤرخ مبارك بن راشد الخاطر .

إنك يا أخي من الرجال الذين عرفتهم ، وأعتز بمعرفتهم ، فقد وفدت إلى قطر في دعوة من وزارة الإعلام في النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين ، وكانت المعرفة بيننا في الندوة الشعرية التي أقامها المعهد الديني في الدوحة عندما كان شيخه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ، وكان من المنشدين معك الأستاذ الداعية الشاعر يوسف العظم والأخ الشاعر محمد قطبة ، رحمكم الله جميعاً وغفر لكم ولنا .

ثم إنني زرت البحرين ، فاحتفيت بي ، واحتفى بي إخواني وإخوانك هناك ، وقضيت ثلاثة أيام من أجمل أيام حياتي ، وكان مما رتبته لي زيارةً لمتحف البحرين رأيت فيه صوراً للصليبيين الإنجليز وهم يحطون في البحرين محتلين ظالمين ناهبين ، ولهذا حديث آخر في غير هذا المكان .

من أفضالك عليّ أنك كنت ترسل لي بعض الكتب التي تؤلفها وتطبعها ، ولا زلت أحتفظ من هذه الكتب القيمة بما يلي :

1- المسرح التاريخي في البحرين (1925-1953) الصادر في طبعته الأولى عام 1985م .

2- المؤسسات الثقافية الأولى في الكويت الصادر في طبعته الأولى عام 1997م .

3- القاضي الرئيس الشيخ قاسم بن مهزع الصادر في طبعته الأولى عام 1975م ، وفي طبعته الثانية عام 1986م .

4- الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين (1875-1925) الصادر في طبعته الأولى عام 1978م .

أقول يا أخي المؤرخ المبدع والشاعر الموفق : إن لك غير ما أهديتني من الكتب ما يلي :

5- نابغة البحرين : عبد الله الزايد .

6- المنتدى الإسلامي بالمنامة (1928-1938) .

7- الأديب الكاتب ناصر الخيري .

8- التعليم الأهلي في الخليج ما قبل التعليم الحديث .

9- شيء من الإصغاء يا سادة (ديوان شعر) .

ولقد كتبنا عنك شاعراً في كتابنا : شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ، في الجزء الثالث منه الصادر عام 1378هـ 1978م .

كما أني ترجمت لك في كتابي "معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين" في المجلد الثالث منه في الصفحة 1033 ، والذي صدرت طبعته الأولى عام 1999 ، والثانية عام 2004م والثالثة عام 2008م .

المطلع على إنتاجك الفكري يقرّ بأنك مؤرخ البحرين أولاً ، وأنك واحد من مؤرخي الخليج البارزين ، كما يقرّ بأنك من الرجال الذين ساهموا في البناء الحضاري الإسلامي المعاصر ، بل إن كتاباتك من اللبنات الأولى في هذا البناء .

أما شعرك فإن الروح الإسلامية تتواثب من خلاله ، بل إن كل قصيدة وكل بيت في هذا الشعر ينطق بحبك لهذا الدين وأهله ، وللدعاة منهم بخاصة والشهداء بشكل أخص .

في قصيدتك : إيحاءات من ذكرى المولد تقول :

هو التنزيل بلّغهُ لسان
ألم تر وقعه في كل باغ
وإن ظلاله ورفت وعمت
تلوناه لحونا دافقات
وعقبنا بآهات إذا ما
وبالسبع التلاوات استمعنا
ولم نفقد سوى كأس وطاس
وفي رمضان نتلوه فما من
وندرسه كفنّ مستقل

 

 

من الملكوت قدسي البيان
ولا وقع المهند والسنان
مسجسجة المناخ لكل عاني
بتنغيم .. كتنغيم الأغاني
تلاه الشيخ ليا باللسان
بأنات .. كأنات الكمان
وتأويد الأماليد الحسان
سوى رمضان نعبد في الزمان
لنبرز في البديع وفي المعاني

 

    وفي استشهاد سيد قطب تقول :

حاكموا..ثم اسجنوا..ثم اعدموا
لن تبيدوا مؤمناً إلا غدا
إنما الأحرار من بين الورى
في سبيل الله والإسلام قد
جبهوا الطغيان بالإيمان كم
فهمو إذ هزموا الطاغوت لم
منهمو عودة والقطب ومن
وفرغلي الذي راياته

 

 

أيها الباغون جوروا واظلموا
في ذرى القدوس روح ينعم
آية الحق .. فلن يستسلموا
طلقوا الدنيا وللأخرى سموا
وَحّد الإيمان قوماً قُسِّموا
يغرهم أن يأثموا أو ينقموا
قبلهم جاهد بناؤهمو
هابها المستعمرُ المتهم

 

ولمن لا يعرفك فقد ولدت في مدينة المحرق في جزر البحرين عام 1953م وعملت كباحث وثائق ومخطوطات في قطاع الثقافة والتراث ، وعضو المجلس الوطني للثقافة والفنون في البحرين ، ومنحت جائزة الدولة التقديرية للإنتاج الفكري ، وكنت عضواً في عدة اتحادات عربية ، وتوفاك الله في الخامس من المحرم عام 1422هـ الموافق للتاسع والعشرين من آذار عام 2001م .

الأخ الكريم مبارك بن راشد الخاطر – رحمك الله ورحمنا معك .