لكَ اللهُ يا أخي عثمان

أنس السيد عمر

أخي وحبيب قلبي عثمان شاهين،

 كما عهدتك تماماً، صابراً جلوداً، كذلك شيمة الأبطال منا، يصدق فيهم قول الله تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

 تمر وفاة زوجتك اليوم في وقتٍ تكون المحنة في سورية يشتد أزرها، ويسقط يومياً العشرات من شهدائنا، وتصاب سورية الحبيبة بفقدان الكثير من أبنائها، وكوننا نحنُ الجيلَ الذي لم يُقدِّر له الله أن يشهد حماة ولا تدمر حاضراً في الثمانينات من القرن المنصرم، وإنما قرأنا وسمعنا عنهما، تكون هذه هي المحنة الأولى التي نعاصرها، ونتابع أحداثها، وتمر علينا ونحن شهود على هذه الأريضة، ليسألنا الله عز وجل عنها يوم القيامة أو لم تكونوا حاضرين ؟ ماذا فعلتم لنصرة إخوانكم ؟

 لعلَّ الله –يا أخي عثمان- قد اصطفى زوجتك ) في ظلال هذه المحنة) من بين العالمين، وقدر الله دائماً هو الخير ، وقدر الله كائنٌ لا محالة، نسأل الله أن يثبتك، ويؤجرك.

 أخبرني أحد الأطباء في مدينة حمد أن الطبيب المناوب في مدينة حمد الطبية- قطر، قد سألها قبل وفاتها، وهو أكثر عِلماً بمدى الألم الذي قد عانته المرحومة قبل وفاتها، سألها: "أين أنتِ الآن؟"، أجابته: "أنا الآن في سورية"، الحمد لله الذي قد أبدلها سورية التي ما زالت تعيش في ظلال سورية الأسد ، بجنات عدن من عند رب كريم رحيم.

 اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلفنا خيراً منها.

 اللهم أمين.

"لكَ الله يا أخي يا عثمان".