في رثاء أستاذي الجليل أحمد جلال (رحمه الله)

-أستاذ الأدب والبلاغة والعروض-

حسن محمد نجيب صهيوني

[email protected]

أعـودُ إلـيـك، يغشاني iiالبكاءُ
وتـفضحني الدموعُ عليك iiحُزناً
لـمـاذا كان إنْ أحببتُ iiشخصاً
أنِ انقَطَعَتْ عن الأسبابِ صُرْفٌ
وكـنتَ  اليومَ في أرضٍ، iiوإني
فَـيَـا وَجَعَ الضُروبِ عليك iiلمّا
ويـا  وَجَـعَ المجالس إذ iiتَغيب
وما جَزَعي عليك سوى iiافتقاري
أيـا  بـحـرَ العلوم بما iiاحتواه
كـأنّ  الـعـلـم كان له iiالغذاءُ
وأنّ الـشـمـسَ قد أهدته نوراً
وألـبَـسَـه  بـديعُ النظم iiتاجاً
ربـيعَ  المجلِس الشادي iiدروساً
أتـعـجـبُ من بكاء البحر iiلمّا
فـنـاجـى الـهمَّ موجتَه iiولكنْ
كـأنـك لستَ تدري ما iiمصابي
بـلى تدري، طبيبَ الروح iiلكنْ
فـأصْـغِ  الآن، إذ يُلقى iiافتراءً
يقولُ  الصحب لم أحفظْ iiعهودي
وأهـجـرُ  منك أسبابَ iiالتلاقي
وكـم  جـنحوا عليَّ بذاك iiحتى
أيـنـسى الشمعُ من أذكاه iiنوراً
ومـا  كـل الـتقوّلِ كان iiصِدقاً
فـمعذرتي  الغيابَ، تُرى iiأمثلي
بـحـقِّ  الله مـعـذرةً iiفحسبي
وأحـداثٌ تـقـاذَفَـها iiاضطهاد
وبـيـن الـنفس والغايات iiجَهْدٌ
أعـود إلـيـك أستاذي iiبذكرى
أعـود  إلـيك ما هَمَلتْ iiعيوني
إذا مـا الأمـسُ يَطويك iiاندثاراً





























وهـذا  الـشـعر يأسِرُه iiالرثاء
فـأسـألُـها، أليسَ لكِ iiانتهاء؟؟
بـتـلـكَ  الأرضِ أهلَكَه iiالفناء
تـفـرِّقـنا، وليسَ بها iiرجاء؟؟
أكـونُ الـيـومَ في أخرى iiأُناءُ
بـحـورُ  الشعر غادرها iiالبناء
عـن الأبـصار يَحْجُبك iiالخَفَاء
إلـى  دنـيـاك طاب بها البقاء
ونـورُ  الله كـان لـه الـسناء
بِـمَـحـفـله، وكان له iiالكساء
أو الـبـدرَ اصطفته لها iiالسماءُ
تُـرى، عجباً!!، بصيرتُه iiتُضاء
وحـقـلَ الـفـكرِ أرْبَاه iiالنماء
تلاشى  عن عوارضه iiالضياء؟!
بـهـا  سَـكَـنٌ يغادره iiالهواء
ومـا  فـي وحشتي سَأِمَ iiالمساء
رحـلـتَ وغار في يدك iiالدواء
عـلـى سـمعي تلاطمه المِراء
ولـم أحُـسِـنْ بما حَسُنَ الوفاء
وأخـبُـو  حين يَحْضُرك iiالثناء
لَعَمْري قِيْلَ: (هذا هو iiالجزاءُ؟!)
وينسى  الوردُ ما حَمَلَ iiالسناء؟!
ولـكـنْ  صِدْقُ ما نطق iiالبكاء
يـغـيـبُ إذا أقيم لك iiالعزاء؟!
بِـطـولِ البُعد أوْحَشَني iiاستياء
وأهـوال يُـسَـيّـرُهـا iiالبلاء
وبـيـن  الكاف والنون iiالقضاء
إلـى  عِـقـدين ناغَهُما iiالزهاء
وأنـطـقُ مـا به نَطَق iiالوفاء:
يـشـبُّ  الإثرَ من غَدِكَ iiالعلاءُ