رسائل من أحمد الجدع ( 35 )

الأستاذ الدكتور وليد قصاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للمرة الثانية أو الثالثة قرأت كتابك " عمود الشعر في النقد العربي القديم ، ظهورها وتطورها .

أمامي الآن الطبعة الثانية الصادرة عام 1985 عن المكتبة الحديثة بمدينة العين بالإمارات العربية المتحدة .

أريد هنا أن ألفت انتباه القارئ إلى أن عمود الشعر هو نظرية نقدية ، أو هو الأساس الذي استقرت عليه نظرية النقد للشعر العربي ، وذلك بعد أن مرت بتطورات كثيرة ، ولعل المرزوقي ( أبو علي أحمد بن محمد ) هو الذي لم شتات هذه النظرية وأرسى دعائمها مكتملة تامة ، وجعل عناصرها ما يلي :

1- شرف المعنى وصحته .

2- جزالة اللفظ واستقامته .

3- الإصابة في الوصف .

4- المقاربة في التشبيه .

5- التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن .

6- مناسبة المستعار منه للمستعار له .

7- مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية حتى لا منافرة بينهما .

أريد يا أخي وليد قصاب أن أشيد هنا بالجهد الذي بذلته في كتابك حتى جليت هذه العناصر وقربتها إلى أفهام الدارسين .

أريد هنا أن أعرج على كلمة عمود الشعر وما يحدث من خلط بالشعر العمودي ، فإن من لا علم لهم بالنقد يظنون أن عمود الشعر هو نفسه الشعر العمودي ، وهنا لا بد لنا أن نضع حداً حاسماً فنضرب صفحاً عن تقسيم الشعر إلى عمودي وتفعيلي، ونختار لما يسمونه بالشعر العمودي اسماً آخر، وقد اخترت له شعر الشطرين ، ولا بأس أن يبقى الآخر مستمسكاً بشعر التفعيلة أو شعر السطر إن شاء .

ولمن لا يعرف عنك شيئاً ولمن لا يعرف عنك إلا القليل أقول :

أنت باحث أكاديمي ، وناقد أدبي ، وشاعر مقتدر ، وصحفي لبق ، ومحاضر متمكن .

أخي أبا أنس ، تقول المصادر أنك ولدت في دمشق الفيحاء عام 1949 ، درست في جامعتها وحصلت على إجازة في اللغة العربية عام 1970 ، والماجستير من القاهرة عام 1973 والدكتوراة من القاهرة عام 1976 ، ودبلوم في الصحافة من أمريكا عام 1980 .

وعملت في جامعة حلب ، وجامعة الملك سعود بالرياض ، وجامعة الإمارات ، ولك دواوين الشعر التالية :

يوميات من رحلة بحار ( 1978 ) ،  ذكريات وأصداء ( 1985 ) ، صور من بلادي ( 1986 ) ، فارس الأحلام القديمة ( 1990 ) ، أشعار من زمن القهر ( 1994 ) ، من شجون الغرباء ( 2001 ) ، انكسارات ( 2005 ) ، صفحات من سيرة عنترة .

ولك مجموعتان قصصيتان : هدية العيد ، الخيط الرفيع .

ولك الكتب التالية :

مناهج النقد الأدبي الحديث ، الأوائل لأبي هلال العسكري ( تحقيق ) ، التراث النقدي والبلاغي للمعتزلة ، ديوان عبد الله بن رواحة ودراسة في سيرته وشعره ، الطرماح بن حكيم شاعر الخوارج ، قطري بن الفجائة سيرته وشعره ، ديوان محمود الوراق ( تحقيق ) ، البلاغة العربية ( مجلدان ) .

ولعل من أجل أعمالك في نظري عملك في مجلة الأدب الإسلامي رئيساً للتحرير .

أخي أبا أنس ، بارك الله لك في إنتاجك ، وزادك من العلم الذي ينتفع به ، وضاعف الله من حسناتك حتى يدخلك جناته ... وأنا معك .