رسائل من أحمد الجدع 25

رسائل من أحمد الجدع

25

أحمد الجدع

الأخ الشاعر المبدع : سالم عبد الله بن سلمان : وادي دوعن – حضرموت .

لأن حضرموت في الجنوب الأقصى من جزيرة العرب ، فإن معرفة العرب بها تكاد تكون معدومة ، وكان لا بد لأبنائها المثقفين أن يبذلوا جهداً كبيراً حتى يعرِّفوا بها ، وكنت يا أخي أحد الرجال الذين تعهدوا أن يقوموا ببعض هذا الجهد .

كتبتَ شعراً، وألفتَ كتباً ، وأنشأتَ داراً للنشر ، وأصدرتَ مجلة ، وهذا لا شك عبءٌ كبير وثقيل ، ولكن لا يثقل ولا يكبر شيء على همم الرجال .

قرأت مؤلفَيْكَ عن وادي دوعن ، الوادي الذي ولدت فيه ، والذي ولد فيه المقنع الكندي أحد أشهر شعراء العربية في عصر بني أمية .

كتابك الأول : دوعن الوادي الجميل ، وصفتَه وعرَّفتَ بمدنه وقراه حتى حببته إليّ .. ولا شك أيضاً أنك حببت هذا الوادي لكل من قرأ الكتاب .

وكتابك الثاني : دوعن في الرحلات الأوروبية والعربية ، بذلت فيه جهداً لا يقل عن جهدك الذي بذلته في كتابك الأول، وصفت في هذا الكتاب رحلات الأوروبيين الذين جابوا بلادنا العربية والإسلامية وهم يحضِّرون للهجمة الصليبية المعاصرة على بلاد المسلمين .

أخي الشاعر الأديب : تابعت ما تنشره دار حضرموت من كتب ، وأعجبني ما تقوم به من نشر الكتب الخاصة بحضرموت وبأُدبائها وعلمائها ، ثم إنك تقوم بحمل هذه الكتب إلى معارض الكتب الدولية ، فتعرضها فيها لتعرّف بها أمة العرب النائمة على فرش من مسامير ... وهي لا تحس أبداً أنها من مسامير ، وأخشى أن أقول إنها أخذت تستعذب النوم على المسامير .. يا لها من أمة :

لا تبالي لعب القوم بها   

 

أم بها صرف الليالي لعبا !!

أخي الحضرمي الأصيل : لم تكتف بكل ذلك ، بل خطت بك همتك خطوة أخرى فأصدرت مجلة حضرموت، تعرف فيها بتاريخ حضرموت وبرجالها ، وتتصل بالأدباء والشعراء العرب فتعرف الحضارم بهم ، ثم إنك فتحت أبواباً للتعريف بالكتب الحضرمية والكتب التي تختارها لتعرف الحضارم بها .

ثم إنك لم تكتف بالوقوف عندما ذكرت ، بل إنك دخلت أبواب الإبداع من أوسعها ، باب الشعر ، فأصدرت ثلاثة من الدواوين الشعرية الرائعة .

1- العشق في حضرة الكلمات ( 1423 ه - 2002 م ) .

3- حنين الألفة ( 1429 ه - 2008 م ) .

همة عالية يغذيها حب عميق لحضرموت وواديها الشهير دوعن ، وأمجادها التي تنادي ببعثها ، كل ذلك مع إيمان عميق بهذا الدين العظيم .

ولله درك حين تناجي واديك الدوعني وتقول :

فما غبت عن ناظري لحظة

ولا غبت عن بوح ذاكرتي برهة

وهذا الحنين يعاودني بين حين وحين

فيشهق بالشوق قلبي ، ولا يستكين

أخي الحبيب ، الحبيب حقاً : بارك الله في جهودك وجهادك ، وليت لنا رجالاً مثلك ملء وادي دوعن الجميل .

وسلام عليك ....