تحية لفيصل القاسم ..

الشيخ حسن عبد الحميد

كلمة حق تقال ، وأكليل أزهار يزين جبين مواطن حر شريف !

فيصل القاسم ..

 الصوت الحر للأحرار ، الرجل يعبر ويصرخ بقوة دفاعا عن شرف العروبة ، وعن الثوار الذين شمت بهم أهلهم جهلا وميوعة !!

الثوار انسحبوا من حلب لأن دولة عالمية يقصف طيرانها حفنة  من الأبطال ، انسحبوا من عرينهم رحمة بالأطفال والنساء !!

 انسحابهم هذا وسام فخر واجلال لجهادهم الذي استمر خمس سنوات ، يقاتلون نيابة عن أمة نائمة ، وبالسلاح البسيط حشدا عالميا مجوسيا روسيا جمعه الحقد والضغينة على شعب مقهور ! 

شكرا يا فيصل القاسم صوتك ينبعث من كل أم فقدت ولدها ، ومن كل دمعة عين ذرفها أب عن فلذة كبده !

يافيصل تشكرك كل قطرة دم أريقت على ثرى الوطن السوري الحبيب ، حياك الله يافيصل وأنت الشاهد الحي على أمة نائمة لاهية !!

شكرا لك أيها الرجل الحرّ في زمن ندر فيه الأحرار ، وجبن فيه الرجال ، فكلماتك تغسل العار عن جباه أشباه الرجال !

شكرا لك يافيصل ورحم لك أخا استشهد من أجل أمنية تمناها وهي صلاة ركعتين فقتلوه بأيد مسلمة عربية إنه الشهيد فيصل وذكرته لأنك وهو تشتركان في هذا الاسم العظيم ( فيصل ) 

كنت في السابعة وأمي تهتف عن فيصل الأول يافيصل الله يعينك وينصرك على عدوينك ، وابنها يقول لفيصل الثاني حياك الله أيها الحر العربي ، يامن أدركت القول أن

حب الوطن من الإيمان .

يافيصل القاسم أبكتني وأنا العجوز كلماتك الجرئية في وجه الشامتين بانسحاب إخوانهم من الميدان لأن الأمر والعنف صار فوق طاقتهم كبشر وانسحبوا رحمة بالنساء والأطفال ،

 يافيصل لو كنت قريبا منك لقبلت جبهتك ياحفيد سلطان باشا الأطرش ، ولو كان المفتي الضال منصفا لجاءك مهرولا يقبل جبينك معتذرا لك عن تقبيل أيد غلمان المجوس ؟

يافيصل منذ زمن طويل وأنت تنافح عن شرف الأمة العربية بكلمات الأحرار وسيفاخر بك التاريخ الحديث .. تاريخ سوريا . 

إن الشعب السوري المسوق إلى مذبحه ، شعب حي فيه الكثير من الأحرار ومنهم ابن جبل أشم صارع زعيمه الاستعمار الفرنسي فضربه مع إخوانه علماء الإسلام وفي مقدمتهم الشيخ أبو الخير الميداني وحسن حبنكة وبدر الدين الحسني وعلي الطنطاوي وبقية الأبطال من أمتنا رحمهم المولى .

يافيصل القاسم شكرا وألف شكر وألف قبلة على جبينك عندما تسمي حماة الديار الذين خربوا الديار تسميهم حماة الشحاطة .

 وصارت شحاطة هذا الحقير رمز عار لأمة منهزمة في ميدان الفكر والحرب ؟ 

 أمة تضيع منها الجولان ( ببلاش ) ولا يجرؤ أحد أن يقول أين الجولان ؟ وكيف سقطت ؟

وهي أعظم خط دفاع في العالم ، أليس فيها قمة جبل الشيخ ! وسعسع ! إن نابليون يخاف من اقتحامها لأن دونها خرط القتاد ! لكنها سقطت ؟ كيف ! ولماذا !

هذا يجيبك عنه التاريخ ! 

لقد باعوها ؟

إن خط ماجينو حفظ لفرنسا أمنها ، أما خط ماحينو ربع الأربعة مجانا ؟

 وصدق المعري لما رأى دجاجة تذبح فقال استضعفوك فذبحوك ألا ذبحوا الأسدا ؟

يافيصل عليك سلام الله ورحمته وبركاته وشكرا لك نيابة عن كل دماء الشهداء الأبرار ، وإلى الأمام ولو فديت العرب بروحك الطيبة ، رحم الله أبا أنجبك وأما حملتك ، لك احترامي واجلالي وقبلاتي على جبينك الأغر  .

أخيرا ياحيف وياآسف على جهود بذلناها نطوف القرى لنجمع التبرعات لجيش عربي صار اسمه جيش أبو شحاطة ياللعار ؟ 

ومئات الطيارين الأحرار الشرفاء سرحُوا في ليلة لاضوء قمر فيها ، وحسبنا الله ونعم الوكيل !

وسوم: العدد 705