الدكتورأحمد محمد كنعان حفظه الله

نِعِمَّا رِجالٌ عرفتهم

dsgd899.png

1948م

حديثي في هذا المقال عن رجلٍ موسوعي، وباحثٍ في شتى مجالات العلوم والطب والحياة والأدب والشعر والفن والثقافة ،

كاتبٌ ومفكِّر،وطبيبٌ وباحث، وأديبٌ ، ورسامُ مُبهر،وشاعرمبدع،ذو قلمٍ سيَّال، برع بشتى أنواع العلوم والفنون والطب والأدب إن أردت التعريف به قلت معرفاً بعمله الرائع البحثي الطبي الفقهي الموسوعي فهو صاحب الموسوعة الطبية الفقهية أجل إنه أستاذنا، وأديبنا ،وشاعرنا ،وفقيهنا ،أستاذنا الدكتور أحمد محمد كنعان حفظه الله ورعاه أجل هو عالَمٌ بحدِّ ذاته بدينه وعلمه ، بفقهه وأدبه ،بطبِّه وفنِّه، بحلمه وتواضعه، بتعامله وخُلُقه ،أجل هو عالمٌ رحب من الإنسانية والأحاسيس ، والطيب والخُلُق، والعلم والمعرفة ،والأدب والرقيِّ،والرحابة والسمو ماأسمى التحليق معه فيه،وماأجمل المعرفة تنساب من فيه ،وماأبهى مافي جعبته وأسناه علماً وأدباً، معارف وعلوماً، فكراً وثقافةً وهبه الله كنوز المعرفة ، وفتح الله عليه مفاتيح معرفته في الفقه والتأصيل ،في شتى العلوم والمعارف ، في الفكر والآداب، والطب والفن.   أما علاقتي به فماذا أقول ومشاعرنا متناغمة وأحاسيسنا متعانقة ، وقلوبنا على نفس النغمة والوتر تعزف الحبَّ والخير والمودَّة والسَّلامفهو

أخٌٌ حبيب، ورفيقٌ قريب، وصاحبٌ لبيب حواه الشغاف بكليته ،وسكن في الحنايا وحلَّ فيها ،ذكرياته بحارٌ عذبة تموج بذاكرتي لاتنسى ،كان له دعابة معي يُكررها دائماً إن أراد التعريف بي هذا (أبو أنس صاحب داووين )وهو يقصد أنَّ صحبتي فيها لطفٌ ودُعابة وشغبٌ ودماثة ،ماأرق أحاسيسه، وأجمل صحبته، وأطيب اللقاء به،أجل وهو الشاعرٌ والأديب ، والفنانٌ والطبيب ،والرسَّامٌ والقاص ،والباحثٌ والعالِم إنَّهُ د.أحمد محمد كنعان حفظه الله ورعاه، وأتمَّ عليه نعمهوألبسه لباس التقوى على الدوام ، وكساه بثوب العافية ،وكلأه مولانا بعين رعايته وشفاه اللهم آمين .

ثم ماذا أقول عنه؟! وهو الصاحبُ والرفيق ،والأخٌ والصديق ،والحبيب والسلوى للقلب والروح والنَّفس والحس،مازرتالدَّمامَ إلا كان مقصدي ،ولازار الأحساء إلا شَرُفتُ بلقائه لأذكر أنني عندما كنت أزوره في ا

لدمام ونذهب للكورنيش في مدينة الخبر مع عائلتيناكان يعد عدة الرسم بنفسه واللوحات يجهزها لكي ترسم عليها ابنتي الصغرى آية  لعلمه أنها صاحبة موهبة في الرسم والفن ومازال محتفظاً برسوماتها حتى الآن وهي التي تخرجت من من الجامعة الكندية البحرينية في المنامة تصميم غرافيك grafic design من سنوات  .

من نحن بصدده دكتورنا الحبيب جميل الصحبة، لطيف الدُّعابة،  كريم الخلق ، مُتفرِّد في بعضالخِصال والخِلال ، متعدد المواهب والفنون ، ذو شخصية توافقية تندر في هذا الزمان حفظه الله 

هو شقيق روحي،وتوأم نفسي،ونبض فؤادي، وسلوى مشاعري أجل 

.غادر مهوى فؤاده وحورية قلبه الشَّامُ منذ أكثر من أربعة عقود ليسكب فيها في غربته بعيداً عن مسقط رأسه مشاعره وأحاسيسه شلالاتٍ عذبة أدباً وشعراً وقصةً ومقالاً ليعمل بعد أن غادرها في المملكة العربية السعودية رئيساً لقسم مكافحة الأمراض المعديةبإدارة الرعاية الأولية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية  منذ عام 1399هـ .حتى 1432ه وهو منسق للعديد من البرامج الوقائيةالوطنية

وكذلك برنامج الإيدز ، برنامج استئصال شلل الأطفال ، برنامج التحصين الموسع

  • ( SSFCM) وهوعضو في الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع
  • (ISHIM) عضو في الجمعية العالمية لتاريخ الطب الإسلامي
  • عضو في الهيئة الاستشارية لتحرير مجلة الجمعية العالمية لتاريخ الطب الإسلامي (JISHIM)
  • عضو في الهيئة الاستشارية لتحرير مجلة ( صحة الشرقية ) السعودية .

له مشاركات علمية  في العديد من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والبرامج الطبية والفكرية في العديد من الدول العربية والأجنبية .كما كان له مشاركات تعليمية حبث شارك  في برنامج ( أخلاقيات الطب ) لطلاب وطالبات كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام ، وكذلكطلاب الدراسات العليا بالجامعة وشارك في مؤتمرات الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة ،كما شارك في تدواتٍ ثقافية وحوارية عديدة وكذلك في النوادي الأدبية في الدمام والأحساء وكذلك شارك عدة مراتٍ في أحدية المبارك الثقافية درة المنتديات في الأحساء.

كما فاز بعدة جوائزعام 2004 بالمركز الأول منهاالجائزة الذهبية عن المقالة العلمية ( الفحص الطبي قبل الزواج ) في ( المسابقة الذهبية )التي نظمتها مجلة ( القافلة ) بأرامكو السعودية بمناسبة اليوبيل الذهبي للمجلة .

مؤلفاته ناهزت العشرين  في المجالات المختلفة الطبية والعلمية والفكرية والأدبية والثقافية  والبحثية ، وله العديد من البحوث العلمية التينشرت في المجلات والصحف العربية والأجنبية إلا أن الأهم في مؤلفاته جميعها هو الموسوعة الطبية الفقهية وهو بحق باحثٌ موسوعي وجهدٌمتفرِّد فما ألَّفه وأنجزه به توفيقٌ من الله، بجهدٍ فرديٍ جبار 

كتبت عنه  مقدمة تعريفية بتاريخ14/1/2006 عندما كنت المشرف العام على موقع المرايا الثقافية فقلت 

علمٌ من أعلام الأمة لن أستفيض في التعريف عنه فآثاره تشهد وأعماله تشير

طبيبٌ متعدد المواهب فكراً، وبحثاً،علماً،وثقافةً،طباًومعارف، شعراًوأدباً،رسماًوقصةً،

وفوق ذلك كله هو جامعةٌ في الأخلاق  وسعة الصَّدر ورحابته، وماأجمل حلَّتي الحِلم والأناة المتصف بهما  ،هاتان الخصلتان اللتان يحبهماالله ورسوله،أجل كما أنَّ قدرته على استيعاب الآخر مهما كان فكره ونهجه ،قربه وبعده تفوق الوصف لتجد في مجلسه مختلف الطيوف ،وقد أوتيفي ذلك سحر هاروت وماروت  في التقريب والتآلف ، في الإصلاح والتواصل

ولعلي أقف أمام مؤلفاته عند الموسوعة الطبية الفقهية المعاصرة

التي أصدرها بمفرده وهي جهدٌ موسوعي

ولاأقول إلا بارك الله له في وقته وعمله وزكى أعماله وأثاره

وقد رحبت به بهذه المقدمة في المرايا الثقافية الأماراتيةعندما كنت المشرف العام عليها

مؤلفاته عديدة وذات قيمة فكرية وأدبية وثقافية ومعرفية وفقهيةفي الطب والدين ،في الأدب و الثقافة ،في العلوم والشعر ،في الفكر وقد كان محلقاً في كل ماسطر قلمه ليسيل أدباً راقياً  ببيانه،  وماأجملها ليلة حلَّق بنا في  حفل تكريمي في اثنينية النعيم الثقافية بحضور نخبة من الأدباء والشعراء والوجهاء والمثقفين ،حيث مازلت أذكر نبرة الصدق في إلقائه ،وروعة البيان في جديثه، وبحة الصوت العذبة في كلمه ،وماأنداها منه بنبضه ونَفَسه،وروحه وحسِّه، وصوته وأنداء مشاعره كان ذلك في مزرعة حسنالعفالق بالأحساء بتاريخ

الإثنين 12 ربيع الأول 1427هـ ، الموافق 10 نيسان 2005م

وهذه كلمة / د.أحمد محمد كنعان حفظه الله ورعاه 

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الأكارم ..

من أين أبدأ الحديث عن فارس الليلة ، عن أخي وحبيبي وصديقي وزميلي الطبيب الأريب الدكتور إياد ؟

من أين أبدأ الدخول إلى عالم هذه الشخصية الأدبية الفريدة ، المتعددة المواهب ، النادرة الحضور ؟

من أين أبدأ ، وكيف أقترب من هذه الشخصية التي استطاعت بعبقرية أدبية فذة أن تنسج من حرير الكلمات ثوباً مبهراً جديداً لهذا العالمعلى أمل أن يكون عالماً أكثر سلاماً وأماناً وجمالاً وحباً ..لقد استطاع الدكتور إياد برشاقة كلماته ، وسحر تعبيراته ، أن يبني لنا عالماًأنيساًيغرينا بحب الحياة والناس والشجر والطير ..

لقد استطاع الدكتور إياد بخياله المجنَّح أن يحملنا إلى دنيا مدهشة من الخيال ، والحُلُم ، والغزل الرقيق ..لقد استطاع الدكتور إياد برهافةحسه ، ودفء مشاعره ، أن يأخذ بقلوبنا إلى متاهات البوح ، والعواطف الدفاقة ،والمشاعر الإنسانية النبيلة التي عزَّ مثيلها في هذا الزمنالعربي الصعب ؟!فمن أين أبدأ الدخول إلى دنيا هذا الأديب ؟ وماذا أقول وأنا أرى نفسي نقطة في بحره الزاخر باللآلي والمحار والكنوزالعجيبة ؟وقبل هذا وذاك .. من أين أبدأ .. وأنا أرى هذا الأديب الدمشقي العزيز تخطفه منا واحات الأحساء ليصبح نخلة شامخة فيواحاتها ،

ويصبح شعره رُطَباً جَنيَّاً يَسَّاقَط في أحضانها بعد أن ظلَّ لسنوات طويلة يسَّاقط في أحضان دمشق ؟!من أين أبدأ .. يا أهالي الأحساءالطيبين .. وأنا أراكم تستأثرون بهذه الزهرة الدمشقية الفواحة لتغرسوها في بساتين كَرَمكم ؟!من أين أبدأ .. يا أهالي الأحساء الطيبين .. وعتبي عليكم شديد .. فقد كانت دمشق حبَّه الأول والوحيد ، فأصبحتم والأحساء حبه الأول والأخير !من أين أبدأ .. يا أهالي الأحساءالطيبين .. وقد كان شاعرنا يستعذب الفيء في ظلال الصفصاف الدمشقي العتيق ، فأصبح لا يطيق الفيء إلا في ظلال مضاربكم !

من أين أبدأ .. يا أهالي الأحساء الطيبين .. وكان شاعرنا يطرب لزقزقة الحساسين الدمشقية العذبة ، فأصبح لا يطرب إلا لحفيف الجريد فيواحاتكم !

من أين أبدأ .. يا أهالي الأحساء الطيبين .. وكان أديبنا لا يرتوي إلا من عين الفيجة ،

فأصبح لا يرتوي إلا من عيون الأحساء ،وأصبح لا يطيق النوم إلا بعد أن يملِّي عينيه من زرقة هذي العيون !

يا أهالي الأحساء الطيبين .. أنشدكم الله أن تخبروني كيف حدث كل هذا ؟ وكيف كان الدكتور إياد لنا فصار لكم ؟!لقد كان الدكتور إيادخاتماً دمشقياً ، ذهباً خالصاً ، من صياغة دمشق ، ونسيجاً لغوياً من بوح فلها وياسمينها وريحانها ،

ورسالةَ حبٍّ مكتوبةً بأناملَ دمشقيةٍ مغموسةٍ بالحناء والعنبر ، وعبقاً ندياً سخياً من قرنفل دمشق ويانسونها وزعترها وطرخونها ..فكيفاستطعتم أن تأخذوه من هذا المهرجان الدمشقي ؟!يا أهالي الأحساء الطيبين ..

لقد كان شاعرنا يكفيه من متاع هذه الدنيا الفانية ظل مئذنة من مآذن الأموي ، فأصبح عندكم بدوياً ، رحَّالاً ، لا تَسَعُ الدنيا كلُّها لأحلامهالوردية ، وآماله العريضة ، وأشواق روحه التي تروم عالَماً أفضلَ وأتقى .

يا أهالي الأحساء الطيبين ..

كم أودُّ أن أحدثكم الليلة الكثير الكثير عن أدب هذا الدمشقي الطالع من بساتين الغوطة نبتة أصيلة نادرة الأريج ..

كم أود أن أحدثكم عن شعره ، عن دواوينه ، عن غزلياته الرقيقة ، عن وطنياته الخالدة ، عن مرثياته المبكية المفجعة ،عن خلقه ، عن أدبه .. غيرأني لو فعلت لكنت كالذي يبيع الماء في حارة السقايين ، فقد أصبحتم أكثر مني معرفة به وبأدبه بعد أن قضى بينكم ربع قرن من الزمانكانت غنية بالشعر والأدب والحب والعطاء وغنية قبل كل شيء بمحبتكم .

يا أهالي الأحساء الطيبين ..

كنت أود أن أقول الكثير الكثير عن هذا الكنز الدمشقي الثمين الذي أخذتموه منا بلا استئذان لكنني لضيق الوقت أكتفي بالقول :إنني عرفتالدكتور إياد الأديب المؤمن بربه ، المتمسك بدينه ، المدافع أبداً عن قضايا أمته ، الذي جعل من يراعه البليغ الرشيق سيفاً دمشقياً مشهوراًأبداً في وجه أعداء هذا الدين وأعداء هذه الأمة .

وأقول أيضاً : لقد عرفت د.إياد الزميل الطبيب المتفاني في خدمة مرضاه ، المتابع لآخر ما يستجد من مكتشفات علمية تفيد مرضاه وتخففمن أوجاعهم ، وعرفت فيه أيضاً الطبيب الذي يعطف على مرضاه المحتاجين فلا يكتفي بعلاجهم مجاناً ، بل يغدق عليهم مما أفاء الله عليه منفضله .وأقول أيضاً : لقد عرفت د.إياد رباً لأسرة مثالية يقوم بأمورها خير قيام ، ويحرص أشد الحرص على تربية أولاده التربية الإسلاميةالسليمة ،ويعينهم على تحصيل أعلى درجات العلم ، حتى رأينا منهم ـ وسوف نرى بإذن الله تعالى ـ الطبيب والمهندس والأديب !

وأقول أيضاً : لقد عرفت د.إياد الأخ الوفي الذي يعطي إخوانه من قلبه ومشاعره وعواطفه بلا حساب ، فيتواصل معهم ، ويحس نبضمشاعرهم ، ويتعاطف مع مشكلاتهم ، ويتفانى بتقديم أغلى ما يستطيع من أجلهم !

أجل أيها الإخوة .. هذا هو فارس الليلة .. الدكتور إياد .. وإن كل ما قلته الليلة عنه ،

وما سمعته من الإخوة الذين سبقوني للحديث عنه ، لا يعدو أن يكون قطرة من بحر ،

وبيتاً من ديوان شعر طويل أصيل جميل عنوانه ... الدكتور إياد

!

هذا مقاله الذي أذهلني ببيانه ، وزينني بجمانه، وطوقني بفضله وأدبه 

ثم ماذا عساي أقول بعد عن هذا العَلَم الباحث، والأديب  اللبيب ،والطبيب الحاذق، والعالم الفقيه ،والكاتب البحر حفظه الله ورعاه وأمدهبالصحة وقواه 

وفي خضم الحياة كان فوق الأحداث والمصاب أجل كان قوياً  مستسلماً لقدر الله ،راضياً بقضائه، وجهه لاتفارقه ابتسامته، ومحيَّاه البشر في كل حالاته،ولسانه الحمد لله والرضا بمراده  وقد  تعرض لجلطةٍدماغيةقبل عدة سنوات وكانت ألطاف الله تحيطه وتغمره بفضله ، وقد نجسنت حالاته والحمد لله وهو على مايرام أدام عليه مولانا ثياب الصحة والقوة والنقوى والإيمان اللهم آمين وقد غادرنا إلى الولايات المتحدة حيث أبناؤه وأحفاده ليعطي هناك في أمريكا من عصارة فكره،وكريم خلقه ،وجميل  أدبه ، ورحيق ثقافته ، ولبانة معرفته،ودنِّ طِبِّه، ورياض خُلُقه، وعظيم علومه  كما كان يعطي هنا شهداً خالصاً سائغاً للشاربين 

هذا هو حبيبنا وأخونا الكبير وأستاذنا الدكتور أحمد محمد كنعان حفظه الله ورعاه 

أسأل الله سبحانه كما جمعنا في دنياه على محبته ورضاه ، متحابين بجلال الله أن يجمعنا تحت ظل عرشه في جنات عدن عند مليكٍ مقتدر سبحانه اللهمآمين وماذلك على الله بعزيز وهو أكرم الأكرمين رب العالمين ويعلم ربي أن مشاعري وفؤادي وحناياي وروحي عامرةٌ بحبه في الله والحمد لله رب العالمين 

وسوم: العدد 899