المجلس الأعلى للثقافة بمصر يؤبن ممدوح عدوان-حمدي عابدين/مهرجان المدينة الثقافي في دورته السادسة-صلاح الدين غزال/برقيات 81

المجلس الأعلى للثقافة بمصر يؤبن ممدوح عدوان

حمدي عابدين

نظمت لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة بمصر احتفالية لتأبين الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان، حضرتها مجموعة من الشعراء والنقاد والكتاب من مصر والوطن العربي. وقال الشاعر احمد عبد المعطي حجازي رئيس اللجنة: «نحن نحتفل بممدوح عدوان لأنه يزداد حضورا في الغياب انه حاضر في اعماقنا، تربطنا به قرابات عديدة، قرابة اللغة والشعر والفكر والاحتفاء بالحياة التي يجب ان نعمل لها معا حتي يكون من حقنا ان نحتفل بها معا».

وأضاف حجازي: «ان الراحل ممدوح عدوان لم يكن شاعرا وحسب، انما كان شاعرا حيا وفيا للحياة مفعما بأفراحها واحزانها منفعلا بها وفاعلا فيها، ولم يكن هناك تناقض بين ذلك وبين انشغاله بالموت وحديثه الدائم عنه وقد نظم الكثير من قصائده فيه، وكان يحاوره بحياة رائعة صاغها بالفرح وعمقها بالكتابة».

وذكر حجازي ان ممدوح عدوان لم يكن باحثا عن شهرة او ثروة او سلطة، وإنما كان على العكس من ذلك زاهدا فيها وهاربا منها، وكان يخاف من الشهرة التي تفرض عليه ان يجتهد في إرضاء سواها. وأضاف: «من السلطة التي تحول الانسان الى بهيمة، حاول ممدوح عدوان كما في كتابه الاخير «حيونة الانسان» ان يعطينا درسا في الحرية

وممارسة الحياة، وفيه يقول ان الانسان لكي يكون انسانا بحق عليه ان يظل حرا، اننا لا نستطيع ان نفرح بحق ونحزن بحق ونحب ونكره بحق ان نقبل ونرفض بحق لا نستطيع ان نمارس انسانيتنا الا اذا استطعنا ان نمارس حريتنا، فبقدر ما نستجيب للقهر ونذعن له نرتد بعيدا عن حدود البشرية».

وذكر حجازي ان الحرية هي قضية ممدوح عدوان منحها كل ما كان يملك من طاقات ومواهب عاشها بكل خلجة في وعيه وكيانه، وهي عنده تعني كل قيمة تعني الحق والخير والجمال والحياة الكريمة والموت النبيل، ولهذا اقول ان الشاعر الراحل ممدوح عدوان يتوهج في اعماقنا

* بين دنقل وعدوان 

* وتحدث الدكتور جابر عصفور، امين المجلس الاعلى للثقافة، عن علاقته بالشاعر الراحل ممدوح عدوان، مشيرا الى ان عددا من اوجه الشبه كانت تربطه بصديقه الشاعر الراحل المصري امل دنقل، اولها ان بدايتهما معا كانت في كتابة القصيدة العمودية، التي لفتت الانظار في مهرجان شعر في فترة السبعينيات. ومن الغريب، كما يضيف عصفور، ان القصديتين اللتين القياها فيه كانتا من وزن واحد وقافية واحدة. وقد كان كلاهما مهتما اهتماما عميقا وشاملا بالتراث العربي: امل دنقل بحكم نشأته، وممدوح عدوان بحكم وعيه بأهمية التراث العربي والاسلامي رغم تخرجه من قسم اللغة الانجليزية جامعة دمشق عام 1965 . وقد دفعهما اهتمامها بالتراث الى حد التقائهما معا عند شخصية الزير سالم التي استوحاها امل دنقل في شعره واستوحاها ممدوح عدوان في اعماله الدرامية.

وذكر عصفور ان الشاعر الراحل ممدوح عدوان تمرد على الانتماء الحزبي مثل صديقه امل دنقل، وكانا معا يشتركان في التمرد الدائم والرفض المستمر لكل ما يسلب الانسان حريته وكرامته ورغبته في المغامرة وقدرته على الابتكار، فكلاهما كان يؤمن في اعماقه ان الشاعر جاء ليصلح الوجود وينتزع من شروط الضرورة آفاق الحرية التي لا نهاية لها.

وأشار عصفور الى ان الشاعر الراحل ممدوح عدوان رغم عمره الذي لم يتجاوز الـ 63 عاما، انجز عددا كبيرا من الكتب المتنوعة تصل الى 80 كتابا منها 18 ديوانا شعريا، وهناك عدد ضخم من الكتب المترجمة، وهي تحتاج الي وقت طويل لترجمتها ومنها «الالياذة» لهوميروس، ومذكرات الكاتب اليوناني نيكوس كزنتزاكي. ولم يتوقف ممدوح عدوان عند حدود الشعر والترجمة فقط لكنه ابدع عددا كبيرا من المسرحيات

اشترك في إخراج عدد منها كما كتب 15 تمثيلة درامية وهو رقم لافت وحرص من خلالها ان يكون متواصلا مع الناس والحياة والواقع الحي، وهذا هو الذي ميز إبداعه في الشعر والقصة والمسرح. وأضاف عصفور: «لم يكن ممدوح عدوان مغرما بالمتيافيزيقا التي أغرم بها الشاعر صلاح عبد الصبور، لذا لم يكن غريبا ان يكتب واحدة من اجمل قصائده عن «دون كيخوته» ولم يكن غريبا في هذا الاطار ان يقدم لنا كتابيه «دفاعا عن الجنون» و«حيونة الانسان».ان تنقل الشاعر الراحل بين انواع إبداعية مختلفة جاء، حسب عصفور، بسبب تمرده على حدود النوع ولجوئه الى الفعل الخلاق من هنا صنع معجزته في الابداع المتنوع بأعماله التي قدمها لنا للإسهام في تجديد الحياة.

واختتمت الاحتفالية بأمسية شعرية لمختارات من قصائد الشاعر ممدوح عدوان شارك فيها الشعراء محمد ابراهيم ابو سنة وحسن طلب وعبد المنعم عواد يوسف وحلمي سالم وآخرون.

        

مهرجان المدينة الثقافي في دورته السادسة

غاب الشعر ولم يحضر الشعراء

 

بقلم: صلاح الدين غزال

[email protected]

احتضنت عاصمة الثقافة الليبية مدينة بنغازي مهرجان المدينة الثقافي - الدورة السادسة خلال الفترة من 20 – 21 – 22 /3/2005م بمبنى الدعوة الإسلامية بإشراف رابطة الأدباء والكتاب.

وبعد مراسم الافتتاح التي شارك فيها العديد من الأخوة المسؤولين عن قطاع الثقافة الذين أشادوا باللغة العربية ورحبوا بالشعر والشعراء حاثين إياهم على ضرورة التواصل من أجل إذكاء جذوة الثقافة في هذا القطر العربي.. وثمّنوا عالياً الجهود المبذولة من قبل الشعراء لأجل المساهمة في خلق مناخ ثقافيّ يشارك في إثراء مكتبتنا العربية بما هو مفيد وبناء ثم تلاشوا ولم نر أيا منهم خلال أيام المهرجان التي استمرت طيلة ثلاثة أيام متتالية.

وعلى هامش المهرجان أقيم معرض للكتاب من قبل الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع.. ومعرض للفنون التشكيلية شارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين وهم محمود الحاسي – عادل جربوع – محمد فرج (فنان مصري) – امباركة زيدان المغربي – عبد القادر بدر – رمضان البكشيشي – خالد الصديق – جمال الشريف بالإضافة إلى مشاركة بعض طلبة كلية إعداد المعلمين جامعة قاريونس (قسم تربية فنية) وهم صالحة المقرحي - سمية عمار – هدى العبار – فوزية الرياني – فاطمة نجم – محمد البرناوي – فاطمة إبراهيم وقد كان من أجمل المعارض التي شاهدتها في حياتي ومساهمة الفنانات التشكيليات في المعرض أعظم دليلٍ على تمكّن المرأة من إثبات وجودها واجتيازها لمرحلة التشجيع والمجاملة حيث تمكنت بإصرارها ومثابرتها من دحض التقسيم الجائر الذي يقوم بتصنيف الإبداع إلى قسمين ليرتفع عالياً لواء الإبداع بدون هرمونات.

وقد أقيمت مساء اليوم الأول الأمسية الشعرية الأولى للشعراء الشباب حيث قام بالتقديم لها الشاعر موسى اللافي والشاعرة عفاف عبد المحسن وقد شارك فيها كل من الشعراء الشباب صالح قادربوه – خالد درويش – خلود الفلاح - صلاح عجينة - مراد الجليدي - هليل البيجو وغيرهم. 

وفي اليوم الثاني أقيمت في الفترة الصباحية ندوة قدم لها كل من الشاعر جمعة الفاخري ومحمد ولد نافع (ناقد موريتاني) وقد شارك فيها كل من:

1.     أحمد التهامي وعنوان ورقته (التأويل وميتافيزيقا الحدود في منطق تعريف السيميائية)

2.     عبد الحكيم المالكي وعنوان ورقته (النص الروائي والمدخل النقدي محمد الأصفر وعبد الله الغزال أنموذجا)

3.     طارق الشرع وعنوان ورقته (البحث عن النقاط الصفر)

ثم تخللت الندوة بعض المداخلات حول ورقات العمل.

وفي الفترة المسائية لليوم الثاني فوجئنا بالشعر المحكي يقفز على المنبر.. وإذا أمعنا النظر في أصحاب هذا اللون من الشعر فسنجد أنهم أناس رائعون عكس أشعارهم التي لا لون لها ولا طعم وهي تجربة جديدة ولكن لن تستمر طويلا ومن المؤسف أن يتم تقديم هذه التجربة غير الفصيحة في المهرجانات المختصة بالفصيح كما تم النشر لها في الملفات الثقافية في صحفنا المحلية المختصة بالفصيح أيضا.. وأنا لست جائرا في حق هذه التجربة فهي رغم فهم الناس لها وتفاعلهم مع حسن الإلقاء إلا أنها تظل هزيلة أثناء قرأتها ثم أن هذه التجربة تبناها عدد محدود ولم تمتد إلى سواهم وأنني لا أدري ما سرّ كل هذا الاهتمام بها رغم فشلها الذريع.. وإهمال الشعر الشعبي المليء بالصور الجميلة والمعاني السامية.. وقد أفسحوا لهم المجال فصالوا وجالوا دون أن يحاول أحد مقاطعتهم بينما لم يسمح لشاعر كبير مثل مفتاح العماري بالمشاركة أكثر من 3 دقائق حرصا على الوقت.

ثم تلتهم الأمسية الثانية للشعراء الشباب حيث قدم لها كل من الشاعر فرج العربي وعذاب الركابي (ناقد عراقي) وقد شارك فيها العديد من الشعراء الشباب وهم د. صلاح البدري – خالد المغربي – صادق السوسي - حنان عبد الكريم – مصطفى قادربوه – عصام الفرجاني – فتحي الحريزي – موسى اللافي – وليد الشيخي – أحمد الفيتوري.

وقد تم فيها تحديد الزمن حيث أصبح الوقت ثمينا بقدرة قادر وتم مقاطعة الشعراء نظرا لضيق الوقت ولم يطلق لهم العنان مثل أصحاب الشعر المحكي وكأنهم هم الدخلاء على المهرجان بالإضافة إلى عدم معرفة المقدمين لهم حيث لم يتم عرض سيرتهم الأدبية للتعريف بهم.

وفي صباح اليوم الثالث والأخير أقيمت الندوة الثانية في المهرجان قدم لها القاص محمد المسلاتي وأحمد بشير العيلة (شاعر فلسطيني) وقد قدم الأستاذ سالم هابيل ورقة بعنوان (الأسئلة الصعبة لأدب الشباب الحديث) ثم تخللت الندوة بعض المداخلات حول ورقة العمل اليتيمة.. ثم ترك المجال مفتوحا للجميع لمناقشة موضوع (الشعراء الشباب وفضاء النشر الالكتروني) 

وفي المساء كان موعدنا مع الشعر الفصيح للشعراء الكبار حيث اكتظت القاعة بمحبي الشعر الفصيح وقد قام بالتقديم لها كل من د. هنية الكاديكي والأديب محمود البوسيفي وشارك فيها العديد من الشعراء وهم:

عفاف عبد المحسن – فرج العربي – علي صدقي عبد القادر – محمد الهريوت – نعيمة العجيلي – أحمد بشير العيلة – جمعة الفاخري – مفتاح ميلود – محمد المزوغي – فاطمة عبد الله – عبد الله عبد المحسن – مفتاح العماري.

وقد اختلط في هذه الأمسية حابل الشعراء الكبار بنابل الشعراء المبتدئين الذين لا نستطيع تصنيفهم حتى مع المواهب لافتقادهم الموهبة وهي العنصر الأساسي للشاعر المتمكن ومنهم من لا يزال في ريعان الشباب ولم ينضج بعد غير أن الشعراء مناظر وليسوا محاضر وبعضهم تكلمك عباءاتهم الموشاة نيابة عن ألسنتهم المتلعثمة وقد لوحظ غياب شعراء المدينة الكبار أصحاب الأسماء اللامعة مثل راشد الزبير السنوسي - حسن السوسي - رجب الماجري - محمد الشلطامي وغيرهم من متذوقي الأدب ومما زاد الطين بلة عدم الالتزام بالوقت والبرنامج الذي تم توزيعه على الحاضرين وكذلك الإزعاج الذي كانت تحدثه الهواتف المحمولة داخل القاعة بالإضافة للثرثرة التي استحوذت على ألسنة مقدمي المهرجان حيث كان بعضهم يسهب في الحديث عن شعر الشباب بأسلوب ممل محاولا استعراض مهارته الخطابية رغم مطالبته دائما بالحرص على الوقت كما لوحظ أن أغلب طالبي الكلمة أثناء النقاشات هم مجموعة من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالأدب من بعيد أو قريب حيث يتلذذون بإحداث الملابسات من أجل لفت الأنظار بسبب عدم استطاعتهم الكتابة وغالبا ما يدخلون في جملهم أسماء مفكرين غربيين من أجل الاستعراض لتغطية عقدة النقص التي يعانونها.

وفي ختام المهرجان تم توزيع كتاب ديوان الشعراء الشباب على الحاضرين بالإضافة إلى تكريم مؤسس المهرجان الأستاذ إبراهيم العريبي وهو من العناصر التي أفنت زهرة شبابها من أجل النهوض بقطاع الإعلام ونحن بدورنا نهنئه على هذا التكريم ونتمنى أن يمد الله في عمره ويمنحه الصحة والعافية.

كما أصدر خلال أيام المهرجان الثلاث ملحق المدينة وهو ملحق ثقافي يصدر عن صحيفة أخبار بنغازي التي يرأس تحريرها الأديب سالم العبار وقد أشرف على تحرير هذا الملحق مجموعة من مبدعي بنغازي وهم محمد المزوغي – حمد المسماري – جابر نور سلطان - خلود الفلاح – نيفين الهوني بالإضافة للمختصين بالقسم الفني لصحيفة أخبار بنغازي وهم فاتح مناع - طارق الهوني – خديجة الزوي.

تلك كانت محاولة بائسة لإعادة الحياة لمهرجان المدينة الثقافي من قبل غير ذوي الاختصاص بعد تعرضه لنوم سريري (كوما) لمدة تسع سنوات فكانت النتيجة الإجهاز عن قصد وترصد بسبب انتشار ثاني أكسيد كربون الشعر المحكي وعدم توفر أكسجين الشعر الفصيح المناسب لبث الحياة إلى جسده المترهل الذي أنهكه الإجهاد والإعياء.

        

برقيات 81

* صدر عن مكتبة الآداب في القاهرة كتاب بعنوان: (الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ: رئيس جمعية العلماء بحماة.. لمحة من كفاح عالم مستنير، ومربٍّ كبير) من إعداد ولديه: الدكتور عبد الله، والدكتور عبد اللطيف، في 196 صفحة من القطع الكبير.

* صدر عن دار الجديد في بيروت كتاب: (قضايا الفكر في الأدب المعاصر) للأديب الكبير الأستاذ وديع فلسطين، في 158 صفحة من القطع العادي.

* صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع في عمان – الأردن، كتاب جديد للدكتور فاضل صالح السامرائي بعنوان: (الدراسات النحوية واللغوية عند الزمخشري) في 404 صفحة من القطع الكبير.

* صدر عن مركز الراية/التنمية الفكرية كتاب: (العولمة النيوليبرالية وخيارات المستقبل) تأليف الدكتور حسين عبد الهادي، في 527 صفحة من القطع العادي.