اللعبي يبرر اختياراته في أنطولوجيا الشعر المغربي

اللعبي يبرر اختياراته في أنطولوجيا الشعر المغربي

الشعر المغربي الحديث يمد جسورا جديدة نحو العالمية بواسطة الإنترنت

حسن مقنع

شكل تقديم موقع المغرب في بوابة «الشعر العالمي» على الإنترنت، والذي تشرف عليه جمعية «بيت الشعر»، من جهة، وكتاب «انطولوجيا الشعر المغربي الحديث من الإستقلال إلى اليوم» للشاعر عبد اللطيف اللعبي من جهة ثانية، لحظتين قويتين ضمن الأنشطة المخصصة للشعر في إطار «المعرض الدولي للكتاب» الذي ينعقد هذه الأيام بالدار البيضاء. فكلا العملين يشكل جسرا جديدا للشعر المغربي نحو العالمية: أنطولوجيا اللعبي من خلال تقديم الشعر المغربي المكتوب باللغتين العربية والأمازيغية للقراء الفرانكوفونيين، والموقع من خلال تقديم الشعر المغربي للقراء الإنجلوفونيين عبر بوابة عالمية تعرف إقبالا متزايدا من طرف المهتمين بالشعر عبر العالم.

ورغم أن المؤلف الجديد لعبد اللطيف اللعبي ليس عمله الأول في مجال الأنطولوجيات الشعرية وترجمة الشعر العربي الحديث إلى الفرنسية، إلا أنه الأكثر إثارة للجدل.

فبدايات عبد اللطيف اللعبي على هذا الدرب تعود إلى نهاية الستينات عندما نشر «أنطولوجيا الشعر الفلسطيني» والتي تلتها عدة ترجمات إلى الفرنسية لأعمال شعراء عرب مشرقيين، كالبياتي والماغوط، والتي بلغت حاليا نحو 15 كتابا. لكن المؤلف الأخير يعتبر أول عمل يتناول فيه اللعبي إنتاج مواطنيه المغاربة، ولعل هذا العامل هو الذي جعله أكثر حساسية إذ ارتفعت أصوات تتهمه بممارسة الإقصاء والذاتية في اختيار الشعراء الذين قدمهم في عمله الجديد.

يقول اللعبي: «لا يمكن أن أنكر أن هناك جانبا ذاتيا في الاختيار ما قدمته هو قراءة شخصية لكنها مرتكزة على اعتبارات موضوعية وتطلبت مني عملا شاقا لمدة ثلاث سنوات، قرأت خلالها مراجع تاريخ الأدب والشعر المغربي وقرأت الأعمال الكاملة للشعراء الذين صنفتهم، لرصد التجارب والنصوص الشعرية التي أثرت في تاريخ الشعر المغربي». ويضيف اللعبي أنه كان عليه مراعات العديد من التوازنات، بين مختلف أجيال الشعراء، وبين النساء والرجال، وبين مختلف لغات التعبير».وتضم أنطولوجيا الشعر المغربي لعبد اللطيف اللعبي 51 شاعرا، منهم 3 شعراء يكتبون باللغة الأمازيغية و3 يكتبون باللهجة العربية العامية المغربية، و11 شاعرا يكتبون باللغة الفرنسية، والباقون يكتبون باللغة العربية الفصحى. وحول إعطاء حصة الأسد في تصنيفه للشعراء الذين يكتبون بالغة العربية الفصحى.

ويعلق على ذلك بقوله: «هذه مسألة موضوعية، لأنني أعتبر بأن الشعر المغربي الحديث، ليس فقط حالا وإنما حتى في المستقبل، هو شعر يكتب أساسا باللغة العربية الفصحى.

وبعيدا عن أوجاع وسائل النشر التقليدية ومحدوديتها فتحت جمعية «بيت الشعر» جسرا آخر نحو العالمية من خلال إطلاق موقع للمغرب على بوابة الشعر العالمي».ويتميز الموقع بالإضافة إلى جودته وسعة انتشاره في كونه ينفرد بنشر النصوص الشعرية في لغتها الأصلية إلى جانب ترجمتها بالإنجليزية، مرفوقة بصورة الشاعر ونبذة حياته، مما يجعل الصفحات المخصصة لكل شاعر عبارة عن موقع إلكتروني قائم الذات لهذا الشاعر، وتتم إضافة شعراء جدد كل شهر. وتتداول الدول المشاركة في الموقع الحضور على الصفحة الأولى وفق نظام تناوبي مضبوط. كما ينشر الموقع مقالات ودراسات وحوارات وأهم الأخبار والأنشطة الشعرية حول العالم. ويعود تأسيس بوابة الشعر العالمي إلى سنة 2001 بمبادرة من مؤسسة الشعر العالمي الهولندية، التي تشرف على تنظيم مهرجان روتردام العالمي للشعر. وانطلق الموقع فعليا في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 ليصبح من أبرز المواقع العالمية للشعر. ويعتبر المغرب البلد العربي الوحيد المشارك حاليا في الموقع في انتظار دخول بلدان عربية أخرى. ويضم الموقع المغربي حاليا 17 شاعرا، وبلغ عدد زائريه خلال الشهر الماضي 18668 زائرا من مختلف أنحاء العالم، ويرتقب أن يتجاوز هذا الرقم 20 الفا خلال الشهر الجاري.