الشيخ الدكتور علي عبد الله الألمعي حفظه الله 1360هـ

نِعِمَّا رِجالٌ عرفتُهُم (20)

الشيخ الدكتور علي عبد الله الألمعي حفظه الله 1360ه

أي والله المرءُ يُعرفُ في الأنامِ بِفِعاله،والنَّاسُ تُبصِرُهُ بِخِصالِه، وتراهُ بأقواله وأعماله، فمن حَسُنت أعمالهُ وأفعاله ، وطابتسيرتُهُ و خِصاله، ارتفع مقامُهُ عندهم، وعلا قدرُهُ بينهم،وزادُ قربُهُ لهم ،ويالجمال المروءة ومسارها وبهاء المكرماتوثمارها، فصاحب المعروف تطيب حياته ، وتطيب الحياة له والثمرةُ له قبل غيره أجل ورحم الله من قال:

وقد قال حَبْرُ الأمَّة ابن عبَّاس رضي الله عنه:

(إنَّ لله عباداً يستريحُ النَّاسُ إليهم في قضاء حوائجهم، وإدخالِ السُّرور عليهم ،أولئك هم الآمنون من عذاب الله يومالقيامة)

وحديثي أيها السَّادة منسكبٌ على صاحب مقالتي هذه ولانُزكِّي على الله أحداً لكنَّا نقول بما علمنا، ونشهدُ بماخبرنا،ونصفُ بحسِّنا مابَصُرنا والله عالمُ الظواهروالسَّرائر.

أجل حديثي عن رجلٍ من رجالات ألمع ،يحمل بأخلاقه ومروءته صولجانَ المهابة ، ويُمسكُ بأناته وحِلمِه أهدابَ عيون الرأي، ويمتلك بخبرته وعلاقاته الواسعة مفاتيح سحرية ، تسلك معه كلَّ مسلك جميل

والحقيقة أنَّ علاقات الإنسان تتوسع باتساع فضاءات قلبه، وترحب بمدى رحابة صدره ،وتطيب بجمال بيانه وحسنأدبه ،وتبلغ الآفاق بدماثته ولطفه ليضحي وكأنَّهُ يمتلكُ عصاً سحريةً في علاقاته مع الناس وهو عين الحقيقة فيمنسنتحدث عنه حفظه الله.

حديثي أيها السادة عن رجلٍ هامة ، وقامةٍ علمٍ ، تعرفه بمواقفه ،قليل الكلام ،جميل الفعال، كريم الخصال، تحكي عنهفعاله ونخوته، ورجولته وشهامته  

ولد الشيخ علي عبد الله الألمعي لأبٍ يُعتبرُ كبير قومه مكانةً وقَدْراً ،وعلماً وفهماً ، مما أهَّله أن يكون نائباً له في عشيرته،وقد كان منذ طفولته شخصيةً جادَّةً ،تتَّسمُ بالجُرأةِ، والجسارة، وتمتلك العزيمة والهمَّة ، مع اتِّصافه باللينوالرَّحمة،ولاأدلَّ على ذلك من أن كبار رجال القرية عندما عزموا على الحج لبيت الله الحرام في نفس العام ، ولم يبق فيالقرية من يدير شؤون بيوتها وحاجاتهم سوى شابٍ يافع في العاشرة ونيِّف ليسافروا ويتركوه لحسن ظنهم به،ومعرفتهم له ،فكان أن تدبَّر الأمر، وسدَّ وأمَّن جميع متطلبات بيوت القرية ،منفرداً لمدةٍ تزيدُ عن شهرٍ كامل وماأحوجهمإلى شيء، لتظهر نجابته وحصافته منذ صغره،ويتجلَّى طموحه وجُرأتُه في السنين التالية حيث عزم على السَّفر لطلبالعلم بمجرَّد أن سافر شقيقه الأكبرالشيخ أحمد عبد الله الألمعي لطلب الدراسة والوظيفة إلى جازان ، ليترك أخويه معوالدهما ليعيناه على متطلبات الحياة من رعيٍ وزراعةٍ ومتطلباتٍ وضيافة وكان الفتى راعي غنم منذ صغره وكان يسبقأقرانه في الخروج إلى الرعي والرعي في أعلى أماكن الأمر الذي كانوا يتعجبون به من نشاطه وهمته وأسبقيته لهم هوماكان ، إلا أنَّ هذا الفتى الألمعيُّ مااستطاع السكون والرُّكون ،فقد كان يُغالِبُهُ طموحه، وتُحرِّكه بنشاطٍ همَّته، وتأخُذُبتلابيبه تطلُّعاتُه، ليلحق بأخيه لأتذكَّر هنا قولَ الطُّغرائي في لاميته وكأنَّ هذا المعنى يخفقُ بكيانه:

أجل العُلا في الحركة والتَّحرُّك بخطواتٍ متباعدة نحو الغاية والمعالي ،وفي الحركة بركة ولو كانت المسافات بعيدةشاسعة ولكن الغاية أسمى سيَّما إن كانت في طلب العلم والتَّعلم ، ولم يكن في رجال ألمع بعد مدارس نظامية، فاستأذنوالده فأذن له على مضضٍ لحاجته إليه، ودعا له بالتَّوفيق فحزم أمره ومتاعه ومضى في رحلته ماشياً من قريته ولمَّا يبلغالثالثة عشر عاماً لوحده وليس في جيبه سوى ريالين هي مااستطاع والده تأمينها له فمضى في رحلته وفي طريقه مرَّبقرية بها أحد الأنساب يكبره سناً وهو الشيخ أحمد الزيداني والد الأدباء الأكارم الألمعيون محمد وحسين وعبد الرحمنوهم رموزٌ تعليمية وأدبية وثقافية من رجال ألمع فسأله عن وِجهته؟؟فأخبره بعزمه الذهاب لجازان طلباً للعلم فدعمهبثمانية ريالات خشية أن ينقصه شيءٌ في طريقه نحو جازان فودَّعه داعياً ومضى هذا الفتى الألمعيُّ في طريقه بمفرده يعبر طرقاً جبلية وعرة صعوداً وهبوطاً ولاتخلو تلك الأماكن من السِّباع ليسير وحيداً والقلب ينتفض تارةً ،ويقفز منجسمه تارةً أخرى، متجهاً نحو البحر ارتفاعاً وانخفاضاً ، من تلَّةٍ لأخرى ،ومن معبرٍ لآخر في تلك الغياهب ليقطع الجبالوالوديان وكأنِّي به يخفق قلبه مع الشنفرى بقوله:

وتابع رحلته يسير متوكلاً على الله متمتماً مما حفظه من آيات الله مغالباً العناء والخوف، ومكابداً الجهد والمشقة،مستصحباً الطُّموح والآمال ، كادحاً فب الأرض لبلوغ غايته وبعد انتهاء سلسلة جبال تابع السير مع العير والجمالالمتجهة لدرب بني شغبة مستأنساًُ بها، ماشياً معها،حتى وصل إلى الطريق العام الذي تسير به السيارات فاستوقفسيارة متعهد البريد وأعطاه ريالاً واحداً ليصل بها بعد فضل الله وحفظه له إلى جازان في رحلةٍ حفرها التاريخ بذاكرته،وخطَّتها الأيام بعزيمته، وسطَّرها الفتى بشجاعته ليبلغ المراد بعد عناء ومشقة،فلله دَرُّ هذا الفتى الألمعيّ، والشَّاباللوذعيّ، ونعمَّا سعيُهُ وطموحه، وبمجرد وصوله أنس به أخوه الأكبر أحمد الذي أضحى قاضياً في محكمة أبها رحمهالله وكان لي شرف معرفته ،وكذلك أنس به مجموعة طيبةٌ من أبناء رجال ألمع وفرحوا بقدومه وأدهشتهم جرأته ،وسكنوا معبعض ،وبدأوا يتدارسون القرآن مع الشيخ حسين العمَّاري لكنه لنجابته كان يستيقظ قبلهم عند الفجر قبل أن يستيقظأحدٌ منهم ويذهب ليقابل الشيخ حسين بعد صلاة الفجر لينقله من حزبٍ إلى حزب فيكون بذلك قد أخذ درسين في اليومدرس الفجر ودرس العصر ليلحق بهم ولايتجاوزه أحد .

ولايزال الفتى يرقى ويرقى في طلب العلمٍ متعلِّماً جاداً في السعي إليه،جامعاً بين العلم والعمل في بعض الأحايينمستغلاً الدراسة الليلية ليلتحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بشقراء بعد أن سبقه إليه أيضاً أخوه وثلةٌ من أبناء رجال ألمعمنهم الشيخ الأديب الدكتور محمد زاهر الألمعي حفظه الله والعالم الشيخ محمد العسكري رحمه الله ليلتحقوا بمعهدهاالعلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم لينتقلوا بعد ذلك ويعودوا إلى أبها بعد افتتاح فرع جديدللمعهد العلمي التابع لها هناك ،وبعد إنهائه للثانوية بأبها عاد للوظيفة سداً لمتطلبات الحياة لكنَّ محرك الطموح وأوارحُبِّ التَّعلُّم والتَّحصيل العلمي لبلوغ الغايات العالية مازال يضجُّ في صدره ليلتحق بعدها بكلية الشريعة والدراساتالإسلامية بالرياض منتسباً ليجمع بين العمل والدراسة شاحذاً عضد الجد والمثابرة ،ليعمل ابتداءً بوزارة المواصلات ثمليلتحق بعدها بإدارة تعليم البنات بعد أن التقى بشيخه وأستاذه الجليل الشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العاملتعليم البنات الذي كان قد درسه بعض الكتب في أصول الفقه والعقيدة حيث أقنعه بالانتقال إليها رغبةً بالقرب منهوالاكتساب من خبرته ومعرفته والاستفادة من ثقافته وعلمه ليحصل بعدها على ترقية وظيفية بعد مسابقة أجريت لهحيث انتقل بعدها للأحساء كان هذا عام 1388ه وقد وعدوه أنَّ الانتقال لها مؤقت وستعود بعدها للرياض لأنها لم تكنمطلبه ابتداءً حيث كانت رغبته بمتابعة دراسته الجامعية في الرياض لكن الأقدار كانت تخبئ له فيها شيئاً...!!.....ليباشرعمله فيها كمندوب في تعليم البنات بالأحساء ولم يكن فيها سوى أربعة مدارس للبنات أغلبها كانتمبانيها مستأجرةً وقد استقبله حينها سعادة الأستاذ عبد اللطيف العرفج رحمه الله لتبتدأ رحلته في الأحساء تلك البلدةالطيبة التي تزخر بالعلماء والمدارس العلمية ،وتضم في جنباتها المذاهب الأربعة، وكم كان فيها الأربطة العلمية،والمدارس الفقهية وقد كان هذا محفزاً له للبقاء وطلب العلم على أيديهم ، حيث التقى بالشيخ الجليل صالح بن غصونرئيس المحاكم فيها فقرأ عليه الفقه وأصوله وقد كان للشيخ بن غصون مجلسٌ عامرٌ بالعلم وكان الشيخ يأنس به ، ويهفوإليه ،ويتردد عليه، وبعد أن شعر بالاستقرار أتى بزوجته وابنيه أحمد ومحمد بعد فترةٍ طويلة مكثا فيها بالرياض ليأتيويسكن بجوار فضيلة الشيخ ابراهيم الحصين حيث سعد هو وأسرته بالجوار ونعما هو.

طلب الأستاذ عبد اللطيف العرفج إجازة طويلة للسفر للعلاج فأعطيها وكُلِّف الشيخ علي الألمعي حفظه الله حينهاكمندوبٍ مؤقت لتعليم البنات بالأحساء حتى يعود صاحب الإجازة إلا أنّه استقال بعد عدة أشهر ليُكلَّف الشيخ عليالألمعي كمندوبٍ لرئاسة تعليم البنات بالأحساء بدلاً عنه ليباشر عمله ويبدأ بطلباتٍ لرئاسة التَّعليم كان من أهمهاوأنجحها تحويل المندوبية في الأحساء إلى إدارة عامة لتعليم البنات لتستقل مالياَ وقد تحقق ذلك عام 1391ه ،وكانتسنة تخرجه من الجامعة فعين من وقتها مديراً عاماً لتعليم البنات بالأحساء.

تميَّز عمله في الإدارة بحسن الضبط والربط مع الحكمة والحلم يزينها الاتقان وبعد النظر ،وقد حرص على امتلاكالأراضي الحكومية لمدارس البنات دون تسجيل مشاريع عليها وهذا خدم في المستقبل في تنفيذ المشاريع لتوسيع رقعةمدارس تعليم البنات في المباني الحكومية والاستغناء عن المباني المستأجرة خلال فترة عمله التي استمرت طيلة عقودٍثلاث حتى عام 1420ه.؟

وقد كان له الفضل في افتتاح كلية الشريعة بالأحساء حيث كانت جامعة الإمام قد قررت فتح فروع لها في مناطق تواجدالطلبة لتخفيف الضغط عن الرياض فقرروا فتح فرع لها في الدمام إلا أن القدر ساق مدير الجامعة حينئذٍ فضيلة د. عبدالله التركي إلى الأحساء وبصحبته فضيلة د. عبد الله المصلح وفضيلة د.عبد الله الطيار حفظهم الله   لزيارة الأحساءوالتقوا ببعض الأهالي ومن ضمنهم الشيخ علي الألمعي وكان مديراً لتعليم البنات آنذاك وحينما علموا مابنيتهم منفتح فرع للجامعة تحدث معهم الشيخ علي الألمعي حفظه الله بدعم من سمو الأمير محمد بن فهد آل جلوي رحمه الله بأنالأحساء هي مركز العلم ومدينة العلماء وفيها كثافةٌ سكانية فلانت الفكرة لهم إلا أنَّ العائق كان عدم وجود مبانٍ مناسبةلتكون مقراً للدراسة وسكناً للطلاب إلا أنَّ الشيخ بادر وحلَّ الأمر لهم وسارع بعرض أحد مدارس تعليم البنات بأثاثٍ كاملللسنة الأولى وبقيمةٍ مجانية فلم يكن للجنة إلا أن وافقت وتم الأمر وفُتحت الكلية وبقوا بهذا المبنى أربع سنوات حتىتخرجت منها الدفعة الأولى فلله دره وبورك به وبكل من ساههم في دفع عجلة الخير والعلم والتعليم.

وكنت قد قدمت إلى المملكة الغراء منذ عقودٍ أربع لأفرز إلى الأحساء متعاقداً كطبيب أسنان مع الحرس الوطني حيث كنتأول طبي أسنان له في الأحساء في مطلع عام 1402ه وقد سمعت عن الشيخ الفاضل علي الألمعي حفظه الله منذ قدوميكل خير وطيب ومروءةٍ وفضل من مصادر عدة عملوا في إدارة تعليم البنات وكانوا يذكرون له أيادٍ بيضاء

وكانت له جلسةٌ في مزرعته القليبات مكان العثيم حالياً قبيل المغرب لمابعد العشاء كنت أتردد عليها لنجلس في شرفةًسماوية مرتفعة عن الزراعة خارج البيت المبني فيها ، كانت على بساطتها جميلة رائعة وما أجمل صلاة المغرب فيهاوالأنسام تدغدغ المشاعر مع تلاوة الشيخ وليد الصعب الندية كانت أماسيَ جميلة وديوانيَّةً رائعة كانت تزقزق فيهاعصافير الأنس ، وتنشد فيها بلابل الود، وتزغرد فيها عنادل الألفة ،كنت آنسُ بالقدوم إليها وكان يتردد إليها بعض الأحبة،أجل ماأجملها وأجمل ماكان يسَّاقط فيها من طيب الأحاديث ، ولطائف البيان، وطرائف الأدب ومازالت هذ الجلسةمستمرة عامرة حتى الآن حيث انتقلت إلى مزرعته الجديدة في البحيرية بعد أن باع القديمة و شرط على من يشتريهاأن يبني مشروعاً لم يُسبق في الأحساء ليبيعها له بنصف السعر محبةً بها ووفاءً لها شرط تحقيق ذلك وكان أن بنيمجمع العثيم عليه وفرغ له بعد أن حقق شركة العثيم الشرط .

وللعلم عمله لم يحد من طموحه فمازال يسعى ويسعى طالباً ومتعلماً حتى نال الماجستير فالدكتوراة من جامعةالبنجاب بلاهور ونالها بهمته وعزيمته بعد تقاعده كان عنوانهاالقضية الكشميرية في الكتابات العربية المعاصرةولايزال حتى اليوم يكتب ويتعلم ويُعلِّم ويوجِّه بنشاط وهمة وعزيمةٍ وتفاني .

أما الأحساء فقد باتت حياته ونبضه ،وقلبه وحسُّهُ وعندما سأله بعض الأقارب لم لاتعد إلى الجنوب إلى مسقط رأسكومرابع الصِّبا فأجابهم بأنه عاش في الأحساء بين أهله وأصحابه وصارت له بمثابة رجال ألمع ومنطقة عسير وربماغلبتهم عليه. وقد أنعم الله على الشيخ بمحيَّا كأن البِشرَ كلَّه فيه ، ووجهٍ تعمره الطَّلاقةُ ، مع حسن وفادة ، وكرم ضيافة ،وصدق مشاعر، وأدبٍ جم، والشيخ اجتماعي بطبعه من الذين يألفون ويؤلفون ،يحبُّ الكلمَ الطَّيِّب،و يعشق الأدب،ويهوى الشِّعر ، ،ويحب مكارم الأخلاق وهو كما كان أبوه الشيخ عبد الله الألمعي رحمه الله كبير ربعه مكانةً ومقاماًووجاهةً كذلك حال شيخنا هنا في مجلسه اليومي في مزرعته بالبحيرية بعد عصر كل يوم حتى العشاء لترى مجلسهعامراً بالضيوف وتراه دائم التحرك ليخدم من قصده مااستطاع إلى ذلك سبيلا بذلاً للمعروف أو سعياً بخير أو إصلاحاًلما يتمتع به من حكمةٍ وقبولٍ عند الجميع، وهو صاحب مروءةٍ وواجبٍ ،يسعى لخدمةً جميع من يلجأ إليه ويقصده طالباًللشفاعةً أو الوساطةً أجل هذا حاله ودأبه لتراه مهاباً مقدَّراً محترماً كبيراً في عيون جميع من عرفوه .

يعرف عنه بمساهمته الكبيرة في تطوير الحركة التعليمية للبنات في محافظة الأحساء لعقودٍ ثلاث، ولم ينس الشيخمرابعه التي نشأ فيها وقومه وعشيرته حيث بادر لتشجيع التحصيل والتفوق العلمي في منطقة عسير ورجال ألمعبإنشاء جائزة للتفوق العلمي لجميع المراحل الدراسية للجنسين وقد سميت باسمه أقيم أول احتفالٍ لها بتاريخ4/5/2017م، وقد أطلق اسمه على إحدى مدارسها الابتدائية تقديراً له ولعطاءاته،

أُكرم بالنَّادي الأدبي بالأحساء تقديراً لعطاءاته وجهوده التي بذلها خلال عقودٍ ثلاث في تطوير إدارة تعليم البنات وكانهذا بتاريخ 4/11/2015م وقد شاركت في هذا التكريم بكلمة كتبتها بمداد القلب وفاءً وحباً لهذا الرجل الفاضل المكافحالعصامي الشَّهم والذي بلغ مابلغه فيه بكده وجهده ، وعرقه وعزمه بعد توفيق الله له وكأنه كان مستصحباً لمعاني هذين البيتين في حياته:

والحقيقة التي أحبُّ أن أتكلَّم بها بصدقٍ مماعرفته عنه أنَّ أياديه بيضاء في خدمة الناس كل الناس مواطنين ووافدينوبذل المعروف عنه سمته وحُلَّتُه ،سواء كان ذلك في إدارته التي كان على رأسها أو في غيرها من إدارات الددولة وقدسمعت وعرفت وخبرت وبصرت الكثير من القصص التي كان يبذل فيها من جاهه ووجاهته ، شفاعةً وخدمةٍ ووساطةًلتيسير الأمور على الخلق وتسهيل أمور الناس وكما روى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله

( الخلقُ كلُّهم عيالُ اللَّهِ ، وأحبُّ الخلقِ إلى اللَّهِ أنفعُهم لعيالِهِ )

أخرجه البزار وأبو يعلى والطبراني

فهنيئاً له خصاله وفعاله ومروءته وشهامته وهذا جليٌ واضح كعين الشَّمسِ في رأد الضحى ولي قصةٌ معه حدثت قبلسبعٍ وعشرين عاماً، فبعد أن قدَّمت استقالتي من الحرس الوطني زاده الله رفعةً ومنعة بعد خدمة استمرت لأحد عشر عاماًكطبيب أسنان فيه وكان أن أكرمني المولى بالحصول على ترخيص افتتاح عيادةٍ خاصة في الأحساء من وزير الصحةحينها وأريد الحصول على تنازل لإتمام الأمر وكان الأمر معقداً وصعباً أن تستقيل من إدارة حكومية وتعطى تنازلاًللقطاع الخاص حاولت وحاولت حتى كلَّ سعيي ولم يكلل مسعاي بالنجاح وكان أن وسطت الكثيرين دون جدوى فكان أنقدمت إلى الشيخ علي الألمعي حفظه الله متوكلاً على المولى سبحانه في كل أمري وحدَّثته بمعضلتي عساه يشفع ليعند وكيل الحرس الوطني بالمنطقة الشرقية سمو الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز...كان هذا بعد جهدٍ ولأي ،وسعيٍ دؤوب من آخرين دون جدوى فلما حدثته بأمري كانت ابتسامته تتألَّق على وجهه كعادته لأقرأ البشرى ترتسمعلى محيَّاه فقال لي عساه خيراً ليودعني بأجمل مما استقبلني به بابتسامة الواثق بالبشرى فخرجت من عنده فرحاًمستبشراً متوكلاً على مولاي مسلِّماً أمري إليه لأتلقى منه خلال أيام البشرى بالموافقة على التنازل فجزاه الله عني كلخير وزاده الله من فضله   وبارك في عمره وصحته أجل هو ماحدث معي :ولغتي كليلة وكلماتي عاجزة ولاأقول إلا جزاهالله كل خير وحاله بحق تشرحه الأبيات التالية وكأنها قيلت له :  

هذه قصتي مع هذا الشيخ الفاضل ،والألمعي العصامي، والكريم المفضال ،أطال الله في عمره ،ونفع به ،وسدد على الحقخطاه وهداه لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 875