الشيخ الداعية الدكتور عبد الله توفيق الشيرازي الصباغ

dgfhg1041.jpg

( 1350_ 1931م)/ (1436_ 2015م )

  هو الشيخ الداعية المربي الدكتور عبد الله بن الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ; وشقيقه الأصغر الشيخ عبد اللطيف الصباغ .

المولد والنشأة :

   ولد الشيخ الداعية الدكتور عبد الله توفيق الشيرازي الصباغ في مدينة حماة في وسط سورية عام 1931م/ 1350هـ.

   (والدته لطفية بنت الحاج عبدو علوش من مدينة حماة - تل الدباغة، وعمها هو الشيخ الجليل مصطفى علوش رحمه الله) في أسرة دينية علمية محافظة من أسر مدينة حماة، فوالده العلامة الشيخ توفيق، رحمه الله، كان آنذاك أحد علماء حماة المشهورين، وكان إماماً وخطيباً في جامع العليليات بحماة، ومديراً لمدرسة دار العلوم الشرعية (التي كان مقرها فوق أول سطح سوق الطويل من جهة الدباغة، فوق جامع الشيخ إبراهيم،أول السوق، وفوق حمام الحلق بالدباغة), ثم رئيس جمعية العلماء بحماة، وكان شيخ الشافعية في حماة ومرجع المذهب الشافعي فيها، وكان عمه الشيخ أحمد، رحمه الله، من العلماء الحفاظ المعروفين بالصلاح والتقوى!

  *نشأ الدكتور عبد الله في كنف والده العالم الفقيه المستنير، والإداري الحازم القدير، وتأثر به كثيراً في علمه وتقواه وسمته ومنهجه.

الدراسة; والتكوين:

 درس عبد الله الصباغ في المرحلة الابتدائية في مدرسة التطبيقات القديمة (شرقي الحاضر الصغير بحي المرابط)، التي كان مديرها في تلك الفترة (1937-1942); الأستاذ محمد سليمان البارد رحمه الله.

   * ألحقه والده بعد حصوله على "السرتفيكا" شهادة الدراسة الابتدائية، بتفوق، سنة 1942م، بمدرسة دار العلوم الشرعية بحماة التي كان والده مديرها وأستاذاً فيها.

   ودرس فيها المرحلة الشرعية المتوسطة، وقد برزت فيها مواهبه العلمية والأدبية والخطابية، حتى أنه باشر الخطابة في جامع والده، جامع العليليات (الشيخ علوان)، في سن مبكرة (كان عمره ١٥ عاماً) عام 1946م.

  *التحق في المرحلة الثانوية سنة 1946م بالكلية الشرعية بحلب " المدرسة الخسروية الشرعية" الشهيرة، التي كان يدرس فيها كبار علماء حلب، وصقلت فيها مواهبه الشرعية والأدبية واللغوية والخطابية، وعرف ذلك شيوخه الكبار منه، وعلى رأسهم العلامة المؤرخ الشيخ محمد راغب الطباخ الذي كانت له به صلة خاصة.

   ثم انتقل إلى الكلية الشرعية بدمشق سنة 1949; وتخرج فيها على أيدي علماء دمشق المشهورين آنذاك سنة 1950م.

   *سافر سنة 1951م إلى القاهرة لإكمال تحصيله الجامعي العلمي في الأزهر الشريف، والتحق فيه بكلية أصول الدين، وتخرج فيها سنة 1955م.

   وانتسب أثناء ذلك أيضاً إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ودرس وتخرج فيها سنة 1956م، مما أتاح له تكويناً علمياً عميقاً ومتكاملاً في علوم العقيدة والشريعة والقرآن والحديث واللغة والأدب والفلسفة، والحق أنه كان منذ نشأته الأولى، ذا ثقافة علمية ولغوية وأدبية واسعة وراقية!

الوظائف' والمسؤوليات:

* عاد الشيخ عبد الله توفيق الشيرازي الصباغ إلى مدينته حماة في صيف عام 1956م، وعين مدرساً للتربية الإسلامية في ثانوياتها، حيث مارس التعليم الرسمي في مدارسها المختلفة للذكور والإناث، وكان أستاذاً ناجحاً ومؤثراً في كل مراحل التعليم ومستوياته، من عام 1956وحتى نهاية عام 1972(فترة 16 عاماً).

  وتخرجت على يديه أجيال عديدة من أبناء حماة وبناتها! كما كان أثناء ذلك يمارس الخطابة الرسمية في مسجد والده الشيخ توفيق: جامع الشيخ علوان (أو جامع العليليات، ثم جامع المحبة)، كما كان خطيباً بليغاً ومؤثراً في كثيرمن اللقاءات والمواسم والمناسبات الدينية والوطنية في حماة وخارجها!

   *تميز تدريس الشيخ الفقيد' وتميزت خطبه في حماة بالعلم الموثق، وباللغة الرفيعة، وبالمستوى الراقي، وعرف بالنبرة الصادقة المخلصة، وبالجرأة في الحق، في غير غلو ولا مداهنة! وكان ذا شخصية مستقلة مهيبة ومؤثرة ومحببة في نفس الوقت عند الناس وعند أولياء الأمور كذلك!

  * انتخب عضواً في الاتحاد القومي بمدينة حماة أثناء الوحدة بين مصر وسوريا (1959)، وكان على رأس الفائزين وقتئذ، وكان عضواً نشيطاً وفعالاً في جمعية العلماء بحماة طيلة وجوده في حماة، وكانت له علاقات ودية وتعاونية مع جميع العاملين في الحقول الدينية والتربوية والوطنية والاجتماعية في مدينة حماة في الفترة مابين 1957و1973، وبخاصة مع تلميذ والده العلامة الرباني الشيخ محمد الحامد، رحمه الله!

* حصل أثناء تدريسه في حماة على دبلوم التربية وطرق التدريس من جامعة دمشق، وتابع دراساته العليا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، حتى حصل منها بعد ذلك على درجة الماجستير!

* أعير للتدريس في ثانويات مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في نهاية عام 1972م ودرس فيها حتى عام 1977، ثم تعاقد للتدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود، فرع القصيم، لعدة سنوات، ودرس فيها عدة مواد علمية مهمة.

*حصل على درجة دكتوراة الفلسفة (في مجال الدراسات القرآنية واللغوية) من جامعة لاهور في باكستان!

* ثم تعاقد للتدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، ودرس فيها عدة سنوات!

*ثم انتدب للتدريس في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في الباكستان، كما انتدب للمشاركة وضع مناهج الجامعة الاٍسلامية بسريلانكا، فسافر إليها وشارك في وضع مناهجها والتدريس فيها!

* تقاعد عن العمل الوظيفي، واستقر في القاهرة، واشتغل في الفترة الأخيرة من حياته بكتابة مذكراته، وبالكتابة في بعض الموضوعات العلمية المهمة في الدراسات الشرعية والتربوية والقرآنية واللغوية.

* تنقل الفقيد، منذ مغادرته سورية نهاية عام 1972، في عدد من البلدان العربية والإسلامية، واستقر به المقام في القاهرة،العزيزة عليه، حتى وافته المنية فيها مساء يوم الأربعاء في 14 كانون الثاني2015م الموافق 23 ربيع الأول 1436هـ،عن عمر يناهز الرابعة والثمانين ميلادية، وفي قلبه حرقة شديدة وألم مبرح لما يجري من أحداث مأساوية في وطنه الأصلي سورية، وفي عدد من الأقطار العربية والإسلامية الأخرى!

  * للشيخ الفقيد ثلاثة عشر ابناً وبنتاً، كلهم كبار ومتزوجون، وله منهم أحفاد وأولاد أحفاد كثيرون، وهم منتشرون في أقطار متعددة، منهم مقيمون في حماة، ومنهم مقيمون في السعودية والإمارات ومصر، وفي بعض الأقطار العربية الأخرى!

مؤلفاته وأبحاثه:

  * للأستاذ الفقيد مكتبة ثرية ومتنوعة في منزله بحماة، وأخرى مثلها في منزله بالقاهرة، وله عدد كبير من الكتب والأبحاث والمقالات والرسائل المنشورة في موضوعات شتى، وهي موضع عناية أهله وأبنائه لجمعها ونشرها والإفادة منها،إن شاء الله تعالى، ونذكر الآن منها:

1_ الاتجاه اللغوي في التفسير وأثره في تطور الدراسات اللغوية والنحوية والبيانية (كتاب)، وهو رسالته للدكتوراة، لم يطبع بعد.

2 - الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ: لمحة من كفاح عالم مستنير ومرب كبير (كتاب منشور)

3 - نكاح المتعة في ضوء الكتاب والسنة (كتاب منشور)

4 - الإجابات في العقيدة والعبادات (كتاب منشور)

5 - الخطاب الديني ودوره الرائد في تصويب مسار الأمة (رسالة منشورة)

6 - أطفالنا...حبات القلوب (رسالة منشورة)

7 - حكمة التشريع وفلسفته (رسالة منشورة)

8 - فن الترتيل (رسالة منشورة)

9 - منهج المسلم في تلاوة القرآن وحفظه (رسالة منشورة)

10 - القراءات القرآنية وملاحظات على منهج الدرس (رسالة منشورة)

11 - دليل المرأة المسلمة (رسالة منشورة)

12 - المدخل الوجيز في اصطلاحات مذهب السادة المالكية (رسالة منشورة)

13 - لماذا أسلمت (رسالة منشورة)

14 - المصاحف، للحافظ أبي بكر عبد الله بن أبي داوود السجستاني (دراسة وتحقيق)، كانت تحت الطبع

15 - المحكم والمتشابه ومصطلح التأويل، كانت تحت الطبع

16- القرآن الكريم أوثق كتاب في الوجود، كانت تحت الطبع

17 - الأحرف والقراءات، كانت تحت الطبع.

18- النسخ بين نفاته ومثبتيه، كانت تحت الطبع.

  * كانت للشيخ الفقيد مناشط عامة وعلاقات خاصة ببعض رجال الدعوة والعلم والأدب والثقافة والوطنية في سورية; والسعودية, ومصر, والجزائر... وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، نذكر منهم بمصر خاصة، زميله وصديق عمره فضيلة العلامة الكبير الأستاذ الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي، أطال الله في عمره، الأستاذ المشهور في الأزهر الشريف وفي جامعة القاهرة، وأمين مجمع اللغة العربية حالياً بمصر!

  * كان _رحمه الله_ وصولاً ودوداً لأصدقائه وأقاربه، وكان يتفقد أرحامه ويصلهم في حله وترحاله، كريماً جواداً مضيافاً، وكان وفياً لأصدقائه وأصحابه وأصحاب والده وإخوته وعائلته، وكان في عون كل من يطلب منه معونة ورفداً ما أمكنه الظرف والوسع، وما كان يدخر وسعاً في إغاثة كل ملهوف. 

  وكان حيياً عفيف اليد واللسان، لا يحب الخوض في أعراض الناس. 

  وكان مستقيماً في معاملاته المالية، عزيز النفس حتى ولو كان محتاجاً، وكانت قاعدته الذهبية أن اليد العليا خير من اليد السفلى! وكان يحب التنظف والطهارة والمظهر الأنيق والملبس الأنيق والروائح الطيبة، من غير إسراف ولا مخيلة!

   كان مجلسه مجلس علم وأدب وأنس ومباسطة، وكان تدينه تدين العلماء الواعين، دون تنفير ولا تفريط.

   وكان يحفظ كثيراً من أجزاء القرآن وسوره، وكثير التلاوة والمراجعة لسور القرآن وكتب التفسير، وكان لغوياً متبحراً في معاني الألفاظ وضبطها!

   كان _رحمه الله_ صاحب رأي ونظر عميق في الأمور كلها، مقدراً للمصلحة العامة، وكان قوياً جريئاً في قول الحق، كما كانت له مواقف جريئة، ولكن دون تهور ولا استخذاء!

   *رحم الله فقيدنا الكبير: العالم الأديب الخطيب الأستاذ المربي، الذي يعتبر بحق مفخرة من مفاخر مدينة حماة، مدينته العريقة، مدينة أبي الفداء، وغفر الله له، وأسكنه فسيح جناته، وأحسن جزاءه عن أهله ودينه وأمته ووطنه ومدينته، مدينة حماة الأبية!

أصداء الرحيل:

  كتب محمد عصام العلوش (الأرجـوزة الـعـلُّـوشِـيَّـة في أعـلام حـماةَ الـمـحـمِـيَّـة): ج 2:

{تـابـع آل الـشِّـيـرازي الـصَّـبَّـاغ}:

(الشيخ الدُّكتور عبد الله توفيق الشِّيرازي الصبَّاغ 

(1351ـ 1436هـ /1931ـ 2015م)

وقد جاء فيها :

 واِبْــنُــــهُ مِـن بَـــعْــدُ (عــــــبـــــدُ اللهِ) قـد عــاش يـدعـو فـي سـبـيــلِ اللهِ 

وأمُّــــهُ (لُـــطـــفِـــــيَّــةُ الـعَـــــلُّــــوشُ) هــذا الَّــذي فـي قَــيْــدِهِ مَـنـقــوشُ

وإنَّــــهُ لـــــوالـــــدٌ لــــــزوجَـــــــتـــي أنــعِـــمْ بـــهِ مِــن والِــــدٍ واِبْــنـــةِ

وقــد تـلــقَّـى مـن أبـــيـــهِ الــعِــــلْــمــا كـمـا أفــاد مــنــه فــهْــمًــا جَــمَّـــا

فـكـان خَــــيْـــــــــــرَ وارثٍ وقــابـــسِ وفـارسًـا يَـنـــمـي لـخــيْــرِ فـارسِ

وفــي حـــمــــاةَ كــــان قــد تـــعــلَّــمـا ثــمَّ إلـى الـشَّـــهــبــاءِ قـد تــقـــدَّما 

فـحـصَّـــل الـمـعـــارفَ الـشَّـرعــيَّـــةْ فـي واحــةٍ لِـلْـعِـلْـمِ (خُــسْـرَوِيَّـــةْ)

ثــمَّ إلـى دِمَــشْـــقَ شــــــــدَّ الـعــزمــا فـيـهـا كــذاك قـد تـلَــقَّـى الـعِــلْــمـا

هـنـــاك فـي (الـكُـــلِّـيَّـةِ الـشَّـرعــيَّـــةْ) كـانـت لـهـا فـي وَقــتِـهـا الـمَــزيَّـةْ

كـمـا اســــتـمـدَّ من عـلــوم (الأزهــرِ) في مِصـرَ صار كالـنّـوار الـمُزهِرِ

  

فـفـي (أصـولِ الدِّيــنِ) قــد تـفــوَّقــا (كُـلِّـيَّـةٌ) عــريـقـةٌ فـي الـمُــرتـقـى

كـذاك فــي (دارِ الـعـــلـومِ) أنــجــزا مـا كـان يَـسـعــى نـحــوَهُ فــبَـــرَّزا

ثــمَّ إلـى حـــمــاة عـــــاد غــانـــمـــا يُـمـارسُ الـتَّـعـلـيـمَ كـان الـعــالِـمـا 

كذاك أيـــضًـا زاول الـخَــــطــابـــةْ فكــان فــيــهــا آيةَ الــنَّـجــابــةْ 

وكـان كـالـهِــــزَبْـرِ فـي زئـــيــرِهِ وكــان كــالأزهـارِ في عَــبــيـــرِهِ 

وصـار عـضـوَ (الاتِّـحـادِ الـقَـوْمـي) فـكـان فـيـهِ ساطِـعًـا كـالـنَّـجــمِ

فـكـــم عـــن الأوْطــانِ قـد تـغَـــرَّبــا ولـم يَـكُـن مــن ظــالـمٍ تــقــرَّبـــا

وقــاوم الــيـهــــودَ فـي الـمــحـافــلِ وآزرَ الأبــطــالَ في الـمَـعــاقِـلِ

فـعـاش فـي حــيــاتِــهِ مُـجـــاهِـدا مُـــؤَلِّــــفًــا مُـصــنِّــفًــا ورائِـــدا

فـاقْـرأْ له ما خَـطَّ فــي (الـــتَّـرتــيـلِ) و(فَـــنِّــهِ) فـي طَـرحِـهِ الأصــيـلِ

ومـا أتى فـي (مَــنــهَـجٍ لـلْـمُـــسـلِـم) فـي (الحِــفْـظِ والـتِّـلاوَةِ) الـمُـتـمَّــمِ

واقـرأْ كـذاكَ عــن (نِـكـاح الـمُـتـعــةِ) في ضَــوْءِ وَحـيِ اللهِ أوْ في الـسُّـنَّـة

واقـرأْ لـه كـذا (الخِـطـاب الـدِّيــنـي) مُـصــحِّـحًــا مَـسـيـرةَ الـتَّــمـكـــيــنِ

واقـرأ لــه فــي (حِـكـمـة الـتَّـشـريـعِ) مُــحلِّــقًـا بـطَـرحِـهِ الــبَــديـــعِ 

واقـرأْ له (مَــواطِـنَ الــدُّعــاءِ) و(الـحُــكْـمَ فـي الدِّمـاءِ لـلـنِّـسـاءِ)

واقـرأْ لـه (الأطفال حـبَّـات الـقـلوبْ) رسالةٌ كـالـمِـسكِ أوْ فَـوْحِ الـطُّـيـوبْ 

كذا له بـحــثٌ عــن الـتَّـــبـشــيــرِ ومــا رمـــى إلـيـه مِـن تـنـصــيـــرِ

واقرأْ لــه مـا خـطَّ عـن أبـــيـــهِ (الشَّـيْـخ تـوفــيـقٍ) شـريكًا فـيـهِ 

مع الأخ الدُّكتورِ في الطَّرحِ اللَّطيفْ هـو الـمُـسمَّى فـيهُـمُ (عـبدَ الـلَّـطـيفْ)

مصادر الترجمة:

1_ موقع رابطة العلماء السوريين.

2_ صفحة محمد عصام العلوش على الفيسبوك.

3_ علماء مدينة حماة.

4_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1041