الشيخ المعلم الداعية عبد الله الشيخ ويس ( الزعيم)

sgsfg1053.jpg

(١٩٤٣_ ٢٠٢١م)

  هو الشيخ المعلم الداعية الشجاع الجسور أبو عمر عبد الله بن عمر الشيخ ويس الملقب ( أبو عمر الزعيم).

المولد، والنشأة:

     ولد الأستاذ أبو عمر عبد الله عمر الشيخ ويس في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي في ١ يناير عام ١٩٤٣م، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة، تحب العلم، وتحترم العلماء، وهي أسرة ذات ثراء وغنى ووجاهة في مدينة الباب، ومنبج برز فيها من الدعاة الأستاذ الداعية محمد الشيخ ويس أبو ماهر، والطبيب الداعية د. عامر الشيخ ويس...وغيرهم كثير.

   وقد توفي والده عمر الشيخ ويس وعمره ٦ سنوات، فرباه الداعية الإسلامي أبو ماهر محمد الشيخ ويس كأحسن تربية، ورعاه كأحد أبنائه.

الدراسة، والتكوين:

  درس عبد الله الشيخ ويس المرحلة الابتدائية والإعدادية، والثانوية في مدارس الباب.

 ثم أكمل دراسته في دار المعلمين ( أهلية التعليم) في حلب.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الأستاذ عبد الله الشيخ ويس معلما في مدارس مدينة الباب... وغيرها.

  وقبيل الثمانين فصل من التربية والتعليم مع عدد كبير من الدعاة بسبب انتمائه الإسلامي.

   فعمل في المالية موظفاً لفترة قصيرة، فكان كثير الأمانة، حريصا على المال العام، فأحبه جميع الناس.

السجن، والاعتقال:

   ودخل عبد الله الشيخ ويس السجن في حلب في عام ١٩٧٩م، وعذب عذابا شديدا لكي يعترف على جماعته، فصمد صمود الأبطال، وصعق بالكهرباء، وعذب بمختلف أنواع العذاب، فلم يعترف بحرف يفرح الطغاة والجلادين.

   ثم خرج من السجن في حزيران عام ١٩٧٩م، فهاجر إلى مدينة الزرقاء، وعمل في المشفى الإسلامي، وقدم خدمات جليلة لإخوانه في سورية واليمن، فأحبه الأخوة في الأردن، ولكثرة نشاطه سمي هناك (أبو عمر بالزعيم).

   وفي هذه الفترة صار مسؤول الأطباء في الجماعة.

    ثم غادر إلى اليمن، فكان ينسق مع إدارة المشفى الإسلامي في الأردن، ويرسل لهم الحالات المرضية الخطيرة من اليمن.

أخلاقه، وصفاته:

    كان _رحمه الله_ كثير النشاط، وعظيم الحركة، وله علاقات واسعة مع قادة العمل الإسلامي في سورية والأردن واليمن ومع الوزارة في اليمن، وكان مخلصا، طيب القلب، لطيف المعشر، وكان سليط اللسان إذا رأى خطأ، جريئا في قول الحق، لا يخشى في الله لومة لائم.

حياته الأسرية:

    تزوج الشيخ عبد الله الشيخ ويس من ابنة خاله الشيخ كامل الشيخ ويس ( أم عمر)، وأنجب منها ٥ أولاد، وبنت واحدة، نذكر منهم:

أسماء شيخ ويس: زوجة الشيخ د. معاذ سعيد حوى.

د. عمر شيخ ويس: دكتوراه في الصيدلة.

حمزة شيخ ويس: مجاهد في أحرار الشام، وحافظ للقرأن...وغيرهم.

وفاته:

   مرض الشيخ الداعية عبدالله الشيخ ويس في اليمن، وترهل جسمه، فضعف بعد قوة، فقامت زوجته أم عمر حفظها الله في خدمته ورعايته، فكانت نعم الزوجة له في اليسر والعسر، لم تكل أو تمل في خدمته حتى توفي الشيخ المعلم عبد الله الشيخ ويس في اليمن في ١٤ رمضان عام ١٤٤٢ هجرية / الموافق ٢٩ نيسان عام ٢٠٢١م، ودفن هناك، عن عمر ناهز ٧٨ عاما قضاها في التعليم والتربية والجهاد والتضحية والفداء.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

( زعيم فقدناه ):

   كتب الشيخ حسن عبد الحميد يقول في نعيه:

لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير 

ولكن الرزية فقد حر يموت لموته خلق كثير 

   بلغني نبأ حزين أعزي بسببه نفسي وكل أهل مدينة الباب وحلب فقد مات نجم من نجومها إنه: الزعيم عبد الله العمر الشيخ ويس .

زعيم في مجال العمل الخيري: في الطب والدواء .

زعيم في حب الناس وخدمتهم .

زعيم في الكرم والوفاء .

  رحمه الله مات غريبا ومهاجرا ، مات صائما مصليا وبعد أن صلى الضحى .

  رحمه الله عاش في صغره يتيما فربيّ في بيت عمه الداعية المجاهد كافل الأرامل والأيتام أبو ماهر الشيخ ويس رحمه الله .

   كان بارعا في خدمة المرضى، فيدخلهم المشفى الإسلامي في الأردن، ثم انتقل إلى ميدان آخر في اليمن فكان صابرا كما صبر على السجن والاعتقال والتعذيب في بلده .

  من يعلم أنه كان رحمه الله مسؤولا عن أطباء مشفى حلب وعددهم ١٧ وعلى رأسهم عميد أطباء العرب في ألمانيا الكتور حسان نجار حفظه الله .

  الزعيم فقيد الباب مات غريبا يحلم بالعودة إلى الديار، ولد في الباب، ودفن في اليمن .

ورحم الله الصدّيق رضي الله عنه:

كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله .

رحمه الله أرسل لي تحياته وسلامه قبل موته بلحظات .

  سلام عليك أبا عمر وسلّم لنا على رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى أرواح الدعاة وعلى رأسهم الأمام الشهيد حسن البنا، وكل الشهداء العاملين الصادقين .

أبا عمر لا نقول إلا ماقاله المصطفى عليه الصلاة والسلام: 

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون .

أبناء الفقيد وبناته 

صهره الفاضل الدكتور معاذ سعيد حوى 

أبناء الشيخ ويس، وأبناء مدينة الباب، وأبناء الحركة الإسلامية أعظم الله أجركم .

   اللهم اغفر له وارحمه وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله ياأرحم الراحمين .

رابطة أدباء الشام، وسوم: العدد 930.

الأخ عبدالله الشيخ ويس ابو عمر الزعيم في ذمة الله 29 نيسان2021

   وكتب الأستاذ الداعية عبد الله الطنطاوي شافاه الله وعافاه في موقع (أدباء الشام)، يقول:

انتقل إلى رحمة الله تعالى

   صبيحة هذا اليوم في صنعاء الأخ عبدالله الشيخ ويس ابو عمر الزعيم. اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه فراديس الجنان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

١٤/رمضان ١٤٤٢هجرية

٢٦/٤/٢٠٢١ الأثنين

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، 

وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ، ونَقِّه منَ 

الذنوب والخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، اللهم أَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ،

   وجيرانا خيرا من جيرانه، اللهم أدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النار- اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه بالإحسان إحساناً، وبالإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.

ولقه الأمن والأمان يا أرحم الراحمين.

اللهمّ أدخله الجنّة بغير حساب، ولا سابقة عذاب.

اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.

  اللهمّ احشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا .

    وأحسن الله عزاءكم ,وألهمكم الصبر، وأجركم في مصيبتكم، وإنّا لله وإنّا إليهِ راجعون. 

  وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم اكتبه في المحسنين، واجعل كتابه في عليين، واخلفه في عقبه في الغابرين، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده .

مصادر الترجمة:

١_ مركز الشرق العربي يشرف عليه الأديب الداعية زهير سالم.

٢_ رابطة أدباء الشام، وسوم: العدد 926.

٣_ معلومات من الطبيب الداعية د.عامر محمد الشيخ ويس.

٤_ صفحة الشيخ حسن عبد الحميد (الباب).

٥_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1053