فضيلة الشيخ عبدالخالق حسن عبدالوهاب عبدالله الشريف

sdsg1053.jpg

محل الميلاد: مدينة بوش - محافظة بني سويف - مصر.

تاريخ الميلاد: 28رمضان 1365هـ الموافق 25 أغسطس 1946.

مسئول قسم نشر الدعوة.

عضو مجلس الشورى العام بالجماعة.

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة الرسالة.

المشرف العام على موقع منارات ويب.

الشهادات:

- بكالوريوس تجارة ( شعبة محاسبة ) من كلية التجارة - جامعة الأزهر.

- ماجستير في الدعوة والاحتساب من المعهد العالي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض المملكة العربية السعودية.

العمل الحالي:- مدير مركز منارات للدراسات الشرعية.

الدورات العلمية التي قام بها الشيخ - بفضل من الله:

1- شرح كتاب الموافقات للإمام الشاطبي في دورة لمنسوبي موقع إسلام أون لاين.

2- شرح علم مصطلح الحديث في دورة لمنسوبي موقع إسلام أون لاين.

3- دورات في فقه المقاصد، وعلم فقه المعاملات، والاستحسان, والمصالح المرسلة في مراكز علمية مختلفة.

4- كما قام بتدريس بعض أحاديث الإمام البخاري في مسجد الإيمان بمحافظة بني سويف في الفترة من 12/1986 إلى 12/1994 وكان لقاء أسبوعياً كل يوم جمعة، كما كان يدرس في مدرسة الدعاة التي أقامتها جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف خلال ذات الفترة.

زيارة المحافظات والمراكز والقرى في مصر

جاب الشيخ الكثير من محافظات جمهورية مصر العربية ومدنها وكذلك قراها ، وله محاضرات كثيرة ولقاءات علمية في الكثير منها.

زيارته بعض الدول:

قام الشيخ بفضل من الله تعالى بزيارة عدد من المراكز الإسلامية في العالم منها:

الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من ست ولايات وحضور مؤتمرات "MAYA" ، كما زار المملكة المتحدة ( انجلترا)، ، وألمانيا ، واليابان ، غيرها من البلدان الغربية والعربية والآسيوية.

المشاركات في القنوات الفضائية:

  شارك الشيخ بفضل الله تعالى في العديد من القنوات الفضائية منها :

- قناة الرسالة حلقتين في برنامج الوسطية.

- قناة الفتح.

- قناة الناس في عدة برامج.

- قناة الحافظ في عدة برامج.

- قناة الصحة والجمال في عدة برامج.

- قناة البركة في عدة برامج – قبل إغلاقها.

- قناة الشباب.

- قناة صفا.

- قناة التسامح.

- قناة أعمال .

- قناة المحور.

المؤلفات:

1- الهداية الربانية شرح الأربعين النووية صدر منها

جـ1 الأعمال بالنية.

جـ2 حوار بين الأمينين محمد وجبريل – عليهما السلام.

جـ3 أركان الإسلام.

2- من أنوار التنزيل "سورة الكهف".

3- في واحة القرآن "قصص ثلاثين آية".

4- الشباب في مرآة الإسلام.

5- زكاة المال حسابها ومصارفها.

6- الاستدانة "أحكام الدين".

7- على مأدبة القرآن مشترك مع أ.د عبد الرحمن البر.

8- نفحات إيمانية "الجزء الأول".

9- في واحة الإسلام.

10- شفاء الصدور.

11- كتيب في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

12- كتيب في صحبة القرآن العظيم .

13- كتيب احذروا الفساد السري "الزواج العرفي"

14- كتيب الصحبة حقيقتها وآدابها.

15- كتيب فلسطين الثغر والرباط.

16- كتيب القدس – اليهود والدجال.

17- كتيب كيف نعود أولادنا على الصلاة.

18- كتيب كيف نربي بناتنا على الحجاب.

19- سلسلة من حياة الصالحات:

- فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنها.

- أسماء بنت عميس – رضي الله عنها.

- أم سليم - رضي الله عنها.

20- سلسلة وفاء حكايات أسرية:

- المجموعة الأولى.

- المجموعة الثانية.

- المجموعة الثالثة.

- المجموعة الرابعة.

21- قصص للناشئة:

- القوم البهت.

- ماشطة بنت فرعون.

- الملك صانع الطوب.

- توبة الكفل.

- كفى بالله شهيدا.

22- اللوحات:

- لوحة الحديث النبوي الشريف وعلم مصطلح الحديث.

- لوحة زكاة المال.

استشهاد نجل الشيخ عبدالخالق الشريف على يد شرطة الانقلاب

استشهاد نجل الشيخ عبدالخالق الشريف على يد شرطة الانقلاب

    

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 06:26م

استشهد حسن النجل الأكبر للشيخ عبدالخالق الشريف، عضو مجلس شورى الجماعة وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تحت وطأة التعذيب من قبل داخلية الانقلاب بعد اعتقاله أثناء توجهه إلى مقر عمله.

وقال الشيخ عبد الخالق الشريف - وفقا لما نقله تلفزيون قناة وطن -: بالأمس كتبت خبر وفاة ابني الكبير حسن الشريف، وكنت علمت أنه ذهب للمستشفى وسقط وأن الوفاة طبيعية، واليوم علمت التفاصيل؛ وهي أن أمن الدولة أخذوه وهو في طريقه للعمل، وآذوه كهربائيا بشدة في أماكن مختلفة، وكسرت أنفه، وشق رأسه، وذهبوا به للمستشفى، ثم طلبوا من الأهل الحضور.

  وتوجه بالدعاء: "اللهم انتقم اللهم انتقم اللهم انتقم، أما أنت حبيبي حسن يا قرة عين أبيك فإني أحتسبك عند الله شهيدا، فنم قرير العين في رحاب أرحم الراحمين. واشفع لأبيك وأهلك يوم الزحام".

وختم قائلاً: رحمك الله يا ولدي وتقبله الله في الشهداء.

الشيخ عبد الخالق الشريف: شرفٌ لي أن أنتسب إلى الإخوان

مقدمه:

الشيخ عبد الخالق الشريف

توحيد الأذان قضية مفتعَلة لا أصل لها في الدين.

الدعاة الرسميون يحتاجون إلى وقفة لتصحيح أوضاعهم.

نشجع ظاهرة الدعاة الشباب كعمرو خالد.

حوار: هاني المصري

منذ نعومة أظافره في ظِل دعوة الإخوان المسلمين، واجتهد في العلم، سالكًا دروب العلماء، وحصل على الماجستير في علم أصول الفقه، وابتُلي- كغيره من العلماء العاملين من أبناء الجماعة- بالمحاكمات العسكرية.. تميز بأسلوبه المشوِّق في توصيل دعوته..

إنه فضيلة الشيخ عبد الخالق حسن عبد الوهاب الشريف- أحد مؤسسي جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف- والذي حاوره موقع (إخوان أون لاين) حول الدعوة والدعاة، وتجديد الخطاب الديني، وتوحيد الأذان، وغيرها من القضايا.. فإلى تفاصيل الحوار:

نص الحوار

نبدأ حوارنا معك من ذكرياتك مع شهر رمضان الكريم.

رمضان شهر البر والجود والكرم والإحسان والجهاد، وشهر لله فيه في كل يوم عتقاء من النار، ولكنَّ كثيرًا من المسلمين ضيَّعوه بالمأكل والمشرب، وأنا أنصح كل مسلم ألا يدخِر فيه جهدًا، وأن لا يضيِّع فيه وقتًا، وبالنسبة لذكرياتي مع هذا الشهر الكريم عندما كنا نصوم رمضان في أغسطس أي عزَّ أيام الحَرِّ، كنا لا نشعر بأي تعب، بالرغم من أني مصاب بهبوط حاد في الدورة الدموية.

ومن ذكرياتي مع رمضان في الفترة التي قضيتها في السجن أني لم أكن أشعر بأي نوع من التعب، بالرغم من ظروف السجن القاسية، ولكن كانت أيامه رحلةً مع القرآن، وكان للإخوان أحوال مع هذا الشهر تُثير العجب، فمنهم من كان يواصل ليله بنهاره مع كتاب الله، سواء كان مصليًا أو تاليًا أو مراجعًا لحفظه، ووجدنا من الإخوان من ضربوا المثل في استغلال هذا الشهر، فمنهم من كان يبدأ صلاته بعد القيام، ولا ينتهي منها إلا قبيل الفجر بدقائق معدودة، ومنهم من كان بكاؤه لا ينقطع في صلاته، ومنهم من كان يقرأ 20 جزءًا في ليلته، ومنا من كان يسبِّح في يومه 10 آلاف تسبيحة، بل كان منا من رأيناه يختم القران كله في اليوم والليل.

فوجدنا في سجننا كثيرًا من الفتوحات الربانية، وكان مما أحزننا أن بعض القائمين على السجون كانوا لا يعملون أي حساب لهذا الشهر العظيم، وكانوا يتعاملون بغلظة القلوب، وكأن الرحمة نُزعت منهم، ورغم كل ذلك كنت تجد الإخوان لا تنقطع من وجوهم الابتسامة، معبرين عن رضائهم بالقضاء، بل وصل الأمر ببعض الإخوان إلى الدعاء لمن آذَوهم بالهداية، وبالرغم مما كنا نتعرض له من ضيق إلا أننا كنا نزداد ثقةً في موعود الله- عز وجل- وازدادت قلوبنا تعلقًا بالله.

ومن الذكريات التي لا أستطيع أن أنساها أن أحد الإخوان المسجونين معنا كان مصابًا بمجموعة من الأمراض المزمنة بالقلب، وعندما كان يظلنا رمضان نجده في كامل صحته وعافيته، وكأنه عاد شبابًا مرةً أخرى، وعندما جاءه نبأ الإفراج عنه وجدناه يبكي خوفًا من أن تعاوده الآلام مرةً أخرى وهو خارج السجن!!

كيف بدأت رحلتك مع جماعة الإخوان المسلمين؟

منَّ الله عليَّ أن أنشأ في ظلها منذ نعومة أظافري، فقد التحقت- وأنا طفل صغير- بأشبال جماعة الإخوان المسلمين، وكنت أذهب مع الذاهبين للشعبة، وألعب مع اللاعبين بها، وقد أثرت هذه الفترة في نفوسنا، وجلعتنا نتعلق بديننا كل التعلق، وعندما حُلَّت الشعُب كان عمري تسع سنوات، وفي هذا السن أدركنا بالفعل ما يحدث لنا، خاصةً وأن طفولتنا تختلف عن طفولة هذه الأيام، وظلت هذه الدعوة المباركة في قلوبنا لم تصدأ لحظةً، ولما شاءت إرادة الله في تحبيبنا في العلم الشرعي، وتعمقنا في هذا العلم ازدادت دعوة الإخوان أمامنا وضاءةً، وكأنها جوهرة كلما ازددتَّ دلكًا لها ازدادت هي إشعاعًا لك، وشعرنا بمدى هذا الفهم العميق.

القرآن الكريم

وكان من فضل الله عليَّ الحفظ المبكر لمعظم كتاب الله، كما كان يشجعنا الإخوان على القراءة والاطلاع المستمر في مختلف الجوانب الأدبية والشرعية، كما استفدنا كل الاستفادة من رسائل الإمام البنا، التي حافظنا عليها من حملة الحرق والإحراق لكل كتب الإخوان في عام 1954م.

وما شعورك وأنت تنتسب لهذه الجماعة المباركة؟

جماعة الإخوان تُشرِّف من ينضم إليها؛ لأنها استضاءت بنور الكتاب والسنة، فهي تتمتع بدقة الفهم، وتوازن العمل، وإن كنتُ لا أستطيع أن أصف نفسي منتسبًا إليها إلا أن يمن الله عليَّ وتأتيني لحظة الوفاة وأنا ثابت على هذا الطريق؛ فإن الثبات في الدعوات ليس بزمن محدود، ولكن بنهاية الطريق.. إذا تجاوزنا وقلنا إننا ننتسب لهذه الدعوة.

وكلما ازدادت الحملة المسعورة على هذه الدعوة كلما ازددنا حبًّا لها وإيمانًا بطريقها، وظل الحال هكذا حتى يومنا، ونتمنى من الله أن يستمر الحال هكذا حتى الوفاة؛ ولذلك عندما دخلنا السجن في عام 1995م- في المحاكمات العسكرية الظالمة- ما زادنا ذلك إلا إيمانًا وتثبيتًا.

يعيب الكثير على الإخوان أنهم لا يمدون شبابهم بقسط وافر من العلوم الشرعية.. فما ردكم على ذلك؟

هذا الكلام هو حقيقة، كما أنه مغالطة؛ لأن الإخوان يقومون بالتوازن بين العلم والعمل، وإن دراسة الأصول الشرعية تحتاج إلى تفرغ لزمن طويل، ولو أخذنا كل الشباب الذين يسيرون مع الإخوان بهذا المبدأ فلن يصلح منهم أحد ليكونوا أطباء أو محاسبين أو معلمين أو متخصصين في مختلف مجالات الحياة، ولكن الإخوان حريصون على أن يزودوا أبناءهم بما يكفي جوانب حياتهم ومعاملاتهم المختلفة من الأمور الشرعية، وإذا نظرنا لغيرهم نجد أنهم يجتهدون في تعليم شبابهم لمواضع الاختلاف، ويثيرون قضايا اللحى والإسبال، وهل أن يحيط الشخص بمجموعة من المسائل الشرعية يكون ذلك هو العلم الشرعي، وإذا ناقشت من يتهم شباب الإخوان بسطحية العلم لوجدت أنه ليس لديه أدنى معاني العلوم الشرعية، والكل يعلم أن طبيعة أي أمة يطلب فيها نفر لتحصيل العلم الشرعي، وهذا قد ورد في القرآن، ومن منن الله على شباب الإخوان أنهم يفهمون دينهم فهمًا صحيحًا بعيدًا عن الغلوِّ والتطرف، وإن بند الفهم برسالة التعليم رسَّخ داخل الإخوان أركان الفهم الصحيح لديننا العظيم.

يأخذ البعض على الإخوان أن طريقهم طويل وأنهم لم يحققوا على مرِّ تاريخهم أي جديد.. فما ردكم على هذه الشبهات؟!

شجرة الإخوان أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومن يريد أن يعرف ماذا قدمت هذه الجماعة فليقارن بين الماضي والحاضر، فبالأمس كان من يصلي بالجامعة يكون محلَّ سخرية لمن حوله، وكانت المساجد في الماضي لا يعمرها إلا المسنون، وكان التبرج هو السمة الرئيسية لنساء المجتمع، لكن اليوم انقلبت كل هذه المفاهيم، فقد استطاعت هذه الجماعة المباركة أن توقظ الإيمان في قلب هذا المجتمع، وتنيره بفكر الإسلام الصحيح الشمولي.

أما عن من يستعجلون الثمرة فنقول لهم إن كانت محاسبة الدعوات على ما مر من عمرها.. فلنا في نوح العبرة والمثل، فقد جلس في قومه ألف عام إلا خمسين، وما آمن معه إلا قليل..!! وما على الإخوان إلا البلاغ والتبليغ والإرشاد والتوضيح، وليس من منهج الإخوان إحداث فتن داخلية، فنحن لا نؤمن بذلك، ولن يتحول الإخوان إلى رجال ثورات هوجاء، فلهم طريق واضح، يهتدي بسيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- وليس لهم بديلٌ عنه، وبالرغم مما يتعرض له الإخوان من ظلم واضهاد وكبت سياسي ومحاكمات عسكرية إلا أنهم يصبرون على ما لحق بهم من أذًى، محتسبين ذلك عند الله- عز وجل- غير مبدلين لمنهجهم أو أصول دعوتهم.

لكنَّ البعض يرى أن الجماعة تغلِّب العمل السياسي على الدعوي؟

"الدعاء مخ العبادة"

الكل يعلم أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة شمولية تشمل كل جوانب الدين، فهي تشمل الجانب الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والثقافي..

أي إنها منهج حياة، ومن يروِّجون مثل هذه المفاهيم إنما يريدون أن يحجِّموا دعوة الإخوان في الجانب التعبدي؛ حتى يخلو لهم الطريق لإفساد هذا المجتمع، ولكنَّ للإخوان منهجٌ شموليٌّ يسيرون عليه، لا يضرهم من خالفهم.

وماذا تعني الابتلاءات في حياة الداعي؟

أولاً نسأل الله العفو والعافية ولا نتمنَّى الابتلاء؛ لأن الإنسان- كما قال الله عنه- ﴿وَخُلِقَ الإْنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ (النساء: 28)، فالضعف سمة أصلية في الإنسان، وإن شدة الابتلاء قد تفتن الإنسان وتهلكه؛ ولذلك المسلم لا يتمنَّى الابتلاء قط ولا يسعى إليه، ولكن على كل مسلم أن يسعى لإرضاء الله والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يدعوه شيء إلى الركون والتراخي، فإذا ما جاءه الابتلاء وهوعلى هذا فيطمع الداعي في عون الله والثبات.

ولذلك من عجيب الأمر عندما تقرأ سورة البقرة- وفي نهاية الجزء الأول الذي شمل أنواع البشر الثلاث، وشمل القانون الإلهي قبل البدء في القصص- يوضح الله عز وجل ملامح الطريق قبل تعريف التكاليف، فقال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾ (البقرة)، ثم بدأ بعد ذلك بالتكاليف.. ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ (البقرة: من الآية 158)، وكأن الابتلاءات لا بد منها، ولكن لا نتمناها، كما أن الأستاذ البنا في رسالته بين الأمس واليوم أكد هذا المعنى في حديثه عن عقبات الطريق، وقال: "أيها الإخوان، ما زلتم مغمورين، وحين تُعرفون ستبغضكم كل الحكومات، وستحاربكم كل الاتجاهات، وستقذَفون بكل نقيصة علم الله أنكم بُراء منها".. ثم قال: "ستسجنون وتعتقلون، وحين يحدث ذلك فقد سلكتم طريق أصحاب الدعوات".. ولنا فيما تعرض له رسول الله من أذًى دروسٌ وعبرٌ.

باعتبارك داعية هل أنت راض عن مستوى أداء الدعاة خاصة الرسميين منهم ؟

في الواقع إن الدعاة في هذه الأيام مشاكلهم كثيرة، فهم يصعدون المنابر، وقد ضعفت مناهجهم العلمية وقلَّت رواتبهم التي يأخذونها فانشغلوا بعرَض الدنيا عن فضل الدعوة، وبالتالي لا هُم استطاعوا أن يستدركوا ضعف المناهج العلمية التي تُدرس لهم في الجامعة بتمام علم بعد ذلك؛ نتيجة انشغالهم بأعمال دنيوية، وأنا أتساءل عن كيفية قيام هؤلاء الدعاة بإفتاء الناس وهم لا يعلمون شيئًا في علم أصول الفقه، وهم لم يقرؤوا على الأقل كتابًا مذهبيًّا كاملاً من الكتب المبيِّنة لتفاصيل الأدلة، ولم يقرؤوا أيضًا أي شيء في القضايا الحديثة للفقه مثل القضايا المالية والمعاملات، فأنَّى له من إفتاء الناس، وهل سيكتفي هؤلاء الدعاة بصعود المنابر فقط.

وهل ترى أن الدعاة يقومون بواجبهم تجاه قضايا الأمة الملتهبة، خاصة في فلسطين والعراق؟

الدعاة الرسميون كفئات المجتمع، فيهم من يقوم بواجبه تجاه هذه القضايا، وفهيم من يقصر في هذا الواجب، وأحسب أكثرهم على خير، فلا أتصور أن تمر آية ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ (الإسراء: 1) دون أن تثير الكثير في قلوب وفكر هؤلاء الدعاة، كما أن آية ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 120 ) ستوقظ الحس لديهم بالمسؤلية التي تقع على عاتقهم، وأقول للقلة التي لا تقوم بواجبها تجاه الأمانة التي يتحملونها اتقوا الله، ولا تستجيبوا لأي ضغط؛ فأنتم حماة هذه الأمة، وواجبكم أن تبصروا الناس بما عليهم من حقوق تجاه إخوانهم في فلسطين والعراق والشيشان، فكلهم يعلم أن الرزق من عند الله، وأن أرواحهم لن يقبضها إلا ربهم.

هل تؤيدون ظاهرة الدعاة الشباب من أمثلة عمرو خالد؟!

بارك الله في عمرو خالد وأمثاله:

في البداية أدعو الله أن يبارك في جهد أخينا عمرو خالد ومن يسير على دربه؛ فهم لديهم أساليب جيدة ومشوِّقة في أساليب دعوتهم، والحمد لله أن فتح لهم قلوب الكثيرين من أبناء أمتنا، ولا ينكر أحد جهدهم في الدفاع عن الإسلام، والدعوة لمفاهيمه الصحيحة، ولكن ما أخشاه عليهم أن يخوضوا في الفتوى، وأيضًا أحذِّرهم من تناقل أحاديث من نوع الموضوع والمتروك أو شديد الضعف؛

لأن هذه النوعية هي مكذوبة على رسول الله.. فكيف يستخدمونها دليلاً، وهذا يقع فيه الكثير حتى من كبار المشايخ، وأنصح هؤلاء الدعاة أن يضعوا مجموعةً من الأشياء في ذهنهم، منها ألا يتكلم بحديث حتى يتأكد من صحته، والأمر الثاني أن الأمور المتشابكة- والتي تخص الكثير من المسلمين- لا يكفي هؤلاء الدعاة أن يأخذوا فيها برأي عالم فقط، ولكن عليهم أن يدققوا النظر، ويقرؤوا الموافق والمعارض، ويوازنوا بين الأدلة، وعليهم أن ينقلوا ذلك بأمانة لأن ذلة العالِم تهلك عالَمًا.

تعددت الدعوات لتجديد الخطاب الديني.. فهل ترون أن الخطاب الديني يحتاج بالفعل للتجديد؟

مثل هذه العبارات في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. فهل المقصود بتجديد الخطاب الديني التجديد في الوسائل والأساليب، فإن كان ذلك هو المقصود فذلك يقبله الجميع، وإن كان المقصود به تفهيم العلماء والأئمة أن الإسرائيليات والكلام الذي دُس في الكتب عليهم أن ينقوه ويخرجوه بعيدًا فذلك أيضًا مطلوب، وإذا كان المقصود أيضًا التيسير وعدم استخدام أساليب الترهيب فقط واستخدام أساليب الترغيب والترهيب جنبًا إلى جنب فذلك أيضًا مقبول.

ولكن إذا كان معنى تجديد الخطاب الديني إلغاء بعض أسس الدين، وعدم الكلام عن العداء الذي بيننا وبين اليهود، وادعاء أنهم أحباء لنا، أو المقصود به المراوغة والمماطلة في تطبيق الشريعة الإسلامية..

فكل ذلك مرفوض.. ففي الآونة الأخيرة انطلقت تعبيرات لغوية تستهدف تحليل الحرام، وإلباس الباطل ثوب الحق، مثل لفظ الفائدة وحقيقته الربا، والمشروبات الروحية وحقيقتها الخمر، ونحن نعلنها أننا لن نقبل أي تبديل أو تغيير في أصول هذا الدين أو فروعه تحت أي دعوة، وإن ديننا لا يقبل تغييرًا في المضمون، كما أنه يستوعب كل القضايا الحديثة، فباب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة.

أثيرت مؤخرًا قضية توحيد الأذان.. فما موقفكم من هذه القضية؟ وهل لها أسانيدها الشرعية؟

الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، ولا نعلم أسباب هذه الحملة المسعورة على هذه الشعيرة، وإذا كان مرتبطًا بالمؤذنين فمن الذي امتحن هؤلاء المؤذنين وعليهم تغيير أصحاب الصوت السيئ، واستبدالهم بمن يصلحون لذلك، والكل يعلم أن الزوبعة الأخيرة حول الأذان ليس للإسلام فيها منفعة، وإنما المقصود بها طمس الشعائر الدينية للإسلام، وإن منعهم للأذان وجعله داخل المسجد فقط- وخاصةً في صلاة الفجر- ما هو إلا حرصٌ منهم على العصاة الذين لا يطيعون الله، ولا يستطيعون أن يفعلوا ذلك مع الملاهي أبدًا.

هل هناك تأصيل شرعيٌ لتوحيد الأذان؟

لا يُعرف لهذه الدعوات التي تطالب بتوحيد الأذان أي تأصيل شرعي، ومن يدَّعي أن هناك تأصيلاً شرعيًّا لذلك فعليه بإظهار دليله على ذلك من الكتاب والسنة..!!

الهدف هو إماتة الإسلام في مصر

بم تفسرون الحملة الأخيرة التي تشنها وزارة الأوقاف على المساجد والمعاهد الأزهرية؟

الهدف الرئيسي لهذه الحملة هو إماتة الإسلام في أرض الكنانة، وهي خطة لا يمكن أن تكون أبدًا مصريةً، ولا يمكن أن تكون إسلاميةً، ومن اشترك فيها إما أن يكون مخدوعًا وإما أن يكون عابسًا وإما أن يكون بائعًا لضميره، وما يحدث من تضييق على المساجد ما هو إلا حلقة في مسلسل الحرب على الإسلام، وإن ما يحدث لا يخدم إلا أعداء الأمة من اليهود والأمريكان، وإنني لأستغرب ممن يمنعون الدعاة غير الأزهريين من الخطابة.. فكم من الدعاة غير أزهريين ولكن لديهم من القدرات التي تفوق كثيرًا من رجالات الأزهر، وليس ذلك معناه أننا نقلل من شأن رجال الأزهر، ونحن نكنُّ لهم كل احترام، ولكن لا ينكر أحد أن هناك دعاةً جدَّدوا شباب هذه الأمة وليسوا أزهريين، وعلى رأسهم الإمام حسن البنا، الذي نهَل من علمه علماءُ الأزهر.

أثيرت اختلافات كثيرة حول مضمون الفقة المعاصر.. فما المضمون الحقيقي لهذه النوعية من الفقه؟!

الفقه لغةً يعني الفهم، واصطلاحًا استنباط الأحكام العملية من الأدلة التفصيلية، فإذا كان المقصود بها الأحكام الفقهية فهي إما عبادات وإما عاديات ومعاملات، والعبادات جاءت لنا على سبيل التفصيل بالأدلة؛ ولذلك إن مجال النظر فيه قليل، ومن أمثلة هذا القليل التحقق من أهلَّة الشهور بطرق الحسابات الفلكية، وطول الليل والنهار، وتحديد مواقيت الصلاة، وكل هذه القضايا وأمثالها يسعها صدر الفقه الإسلامي، وكما قلنا إن باب الاجتهاد مفتوح أمام العلماء على مصراعيه إلى يوم الدين، كما أن الأمة ثريةٌ بعلمائها الثقات، الذين يتصدَّون لكل ما يجدُّ على ساحة الفقة الإسلامي المعاصر، ومنهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ومن قبله الشيخ الغزالي- رحمه الله- والدكتور محمد البهي، ولكن البعض من أصحاب دعوة الفقه المعاصر يريد أن يهيل التراب على علم أصول الفقه، وأن يتخلصوا من كل ما هو قديم، فمثل هؤلاء ما هم إلا مجموعةٌ من الجهَّال، فأصول الفقه يشتمل على المصطلحات والأدلة على الأحكام من الكتاب والسنة، فمن يستطيع أن يتجرَّأ على هذه الثوابت، فهم يريدون أن يستبدلوا تلك الثوابت بالهوى، ويضيعوا دين الأمة.

تعاني كثير من الدول العربية من تقييد واضح للحريات.. فكيف ينظر الإسلام لقضية الحريات بصورة عامة؟

شريعة الله تكفل لجميع البشرية حقَّهم في الحرية، ولعل قيمة الحرية تظهر في قول الله- عز وجل-: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة:من الآية 256)، فشريعة الإسلام كفلت للجميع حريةَ الاعتقاد، كما كفلت للجميع حرمةَ الأموال، وحرمة الدم، وحرمة العِرض، وحرمة النفس إلا بحقها، كما كفل الشرع أيضًا حرية التعبير للجميع عن آرائهم.

فها هو يهودي يحاجج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمام قاضٍ مسلم، وها هو عمر بن الخطاب يحاسب عمرو بن العاص على ما فعله ابنه في ابن القبطي المصري، ويقتص له، بل هذا هو النبي- صلى الله عليه وسلم- يطلب منه أحد أصحابه أن يقتص منه عندما اشتكى من أن سواك النبي أوجعه، بل إن الحرية في الإسلام تحافظ على المال العام، والنبي رفض أن يعطي فاطمة خادمًا يساعدها في أعمال البيت ويعلمها دعاءً تستعيض به عن ذلك.

وإذا رجعنا لواقع الحريات في بلادنا وجدنا أن كل معاني الحرية قد اختفت، فهناك آلاف من الشباب غُيِّب دون جريمة في غيابات السجون، بل نجد الآلاف فقدوا أرواحهم دون وجه حق.. فأين ذلك من الحريات التي كفلتها الشريعة للبشرية عامة؟ وأي حريات نعيشها وهناك دعوات لتوريث الحكم، ولنا في عمر بن الخطاب في ذلك خيرُ مثل، فها هو يرد على من اقترح عليه باستخلاف عبد الله بن عمر من بعده بقوله قبَّحك الله..

ما هذه نصيحة أُريد بها وجه الله، حسب آل عمر أن يُحاسَب منهم عمر، كما أن كل التشريعات البشرية كلها لم تعطِ الإنسان الحرية التي كفلتها الشريعة له، وما علينا إلا أن نعود لشريعتنا لكي تعود لنا الحرية بكل معانيها.

المصدر:

١_ حوار: الشيخ عبد الخالق الشريف: شرفٌ لي أن أنتسب إلى الإخوان.

٢_ موقع إخوان ويكي.

٢_ الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

٣_مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1053