شاعر الكويت خالد سعود الزيد

محمد فاروق الإمام

شاعر الكويت

خالد سعود الزيد

محمد فاروق الإمام

[email protected]

أسهم الأستاذ الشاعر الأديب المؤرخ الكويتي خالد سعود الزيد في وضع لبنة حقيقية في العالم العربي.

فحين أنكر جيل أدباء ما بعد الاستقلال وجود أدب وأدباء في الكويت، وراحوا يكتبون ذلك في الصحف والمجلات انبرى الزيد للتأريخ لأدباء هذا الوطن وعكف على تأليف كتابه "أدباء الكويت في قرنين" الذي صدر في ثلاثة أجزاء في الفترة (1966-1982م) وقد أرخ فيه لبدايات الحركة الأدبية والفكرية والثقافية في الكويت من خلال أدباء لم يحفل أحد من أبنائهم بجمع إنتاجهم الأدبي، ولم يلتفت أحد من الأدباء قبله للترجمة لهم على هذا النحو الواعي بأهمية دورهم الأدبي في تاريخ الكويت.

ولم يتوقف الزيد عند هذا الجهد التأسيسي فحسب بل راح يجمع كل ما من شأنه التأكيد على وجود أدب وأدباء في الكويت، فجمع من ما يطوق المجلات القديمة البالية التي أهملها الناس القصص اليتيمة التي سطرها أدباء كويتيون في كتابه "قصص يتيمة في المجلات الكويتية" ووضع لهم مقدمة لم تسبق عن تاريخ القصة في الكويت بل كانت عماد لكل من جاء بعده يدرس القصة الكويتية من أمثال الدكتورة هيفاء السنعوسي التي أشارت في مقدمة كتابها عن القصة القصيرة في الكويت أنه لولا كتاب الزيد عن القصة وجمعه لهذه القصص لما تمكنت من إنجاز بحثها عن القصة القصيرة في الكويت. وكذلك الأستاذ الدكتور سليمان الشطي الذي وضع كتاباً عن القصة القصيرة في الكويت معتمداً على ما أنجزه الزيد وسطره في هذا السفر المهم.

وللزيد الريادة في معظم مؤلفاته وأنشطته الثقافية والأدبية، إذ أنه أول من وضع كتاباً عن الأمثال العامية في الكويت في العام 1961م جمع فيه ما تناثر من أمثال كويتية كانت متداولة على لسان الرجال والنساء في حينها واعياً لأهمية جمعها وتأصيلها بوضع المقابل العربي بها.

كذلك فإنه أول من أخرج مادة الكويت من السفر الكبير "دليل الخليج" لمؤلفه الإنجليزي لوريمر وهذا السفر يقع في أربعة عشر مجلداً سبعة منها تاريخي ومثلها جغرافي.

وقد أحس الزيد بأهمية تلك المادة التاريخية والجغرافية عن الكويت، فعكف على إخراج المادة الخاصة بدولة الكويت والتعليق عليها وضبطها وتصحيح ما ورد في الكتاب من انحراف حتى يتمكن القارئ من الوصول إلى صورة حقيقية عن دولة الكويت من خلال أحد الرحالة الإنجليز. وقد صدر كتابه في جزأين الأول عنوانه: "الكويت في دليل الخليج" "السفر التاريخي" والثاني عنوانه "الكويت في دليل الخليج "السفر الجغرافي" (العام 1982م).

كما كان الزيد أول من وضع كتاباً مستقلاً عن الأديب الشاعر خالد الفرج (1898-1954م) وكذلك كتاباً عن شيخ القصاصين في الكويت الأديب الأستاذ فهد الدويري ترجم فيه لسيرة حياته ومسيرته الأدبية وجمع فيه كل ما سطره الدويري من قصص.

وفي العام 1990م أقام الزيد معرضاً للمخطوطات العربية والمطبوعات الكويتية النادرة التي يمتلكها في الفترة ما بين (13-20 فبراير) في رابطة الأدباء، وقد احتوى هذا المعرض على أكثر من ثلاثمائة مخطوط عربي، فضلاً عن مخطوطات ومطبوعات كويتية تمثل النواة الحقيقية لنشأة الأدب في الكويت. وقد أهدى الزيد هذا المعرض إلى سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ليكون نواة لمكتبة وطنية في الكويت. وقد نهب هذا المعرض كاملاً أثناء فترة الغزو العراقي على الكويت.

ولد الشاعر الكويتي البارز خالد سعود الزيد في مدينة الكويت في 27 كانون الثاني عام 1937م، وتوفي في 12 تشرين الأول عام 2001م.