تأملات وذكريات 5

تأملات وذكريات 5

أحمد علي عولقي

[email protected]

الدنيا  ارض  الفناء

والآخرة  دار  البقاء

مسكين  هذا  الإنسان

حريص  على  دنيا  فانية

لا يأبه  بعواقب الآخرة

شعاره عصفور في اليد

خير من نعيم الآخرة

ظلم نفسه بالأمني والمنون

وترك النعيم المضمون

صار عبدا للشيطان الملعون

      جاء  الحاج  احمد  إلى  جاره

يطلب  منه  مرافقته  في  زيارة

لجارهم  المريض  أبو  عمارة

فقال  الجار  أنا  اليوم  مشغول

      اشتد  المرض  بأبو عمارة

مرةً  أخرى ..

جاء  الحاج  احمد  إلى  جاره

يترجاه  يذهب  معه  زيارة

اعتذر  لأنه  لا  زال  مشغول

في بناء العمارة

·      مات  المريض ..

لم  يحضر  الجار

في  العزاء

ولا  في الجنازة

·      ذهب  الحاج  احمد  إلى  جاره

فأخذه  مرغما  في  زيارة

ذهب  به  إلى  مقبرة  الأموات !

·      فقال  له  هؤلاء  كلهم ..

أولهم  وآخرهم

كبيرهم وصغيرهم

قضوا  نحبهم  ولم  يكملوا  شغلهم

فاجأهم  الموت.بغتة

ولديهم  من  الآمال  العريضة

والطموحات  الكبيرة..

والمشاريع .. لقرون  عديدة

      من  غير  موعد  باغتهم  الأجل

وقطع  عنهم  الأمل

لم  يتعظوا  من  المواعظ  والعبر

ولا  من  التاريخ  والسَيِر

تركوا  الدرهم  والدينار

والأسهم ... والعقار

والزوجة  والبنت والولد

والوجاهة  والنفوذ  والسلطان

لهثوا  وراء   دنيا   ليطووَها !

فإذا  بها  تغويهم.. وتطويهم

كم فارقنا من الأقران

كم دفنا من الأخوان

كم فقدنا من الخلان

كم بكينا على الأحباب

·      في هذا المكان

يرقد الناس  سواء

لا فرق  بين  الأمير والخفير

والغني  والفقير

·      يا جار لا تكن صعلوك

ولا لشيطان مملوك

خذ  لنفسك  من  نفسك

قبل  ذهاب  نفسك

فاختر  لنفسك  ما  شئت

لا  تلهث  وراء  دنيا

لتطويها...  فتطويك

ختم أبو احمد حديثه

بادر قبل موتك بالمتاب

فان الموت حتما.. آت

دموع القلم :

قال تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

·      الموت كأس وكل الناس شاربه

يا ليت شعري بعد الموت ما الدار

الدار دار نعيم إن عملت بما

يرضي الإله وإن خالفت فالنار

هما محلان ما للمرء غيرهم

فاختر لنفسك أي الدار تختار

أبو العتاهية