صراع بين الوهم والحقيقة

قد تكون الحقيقة مرّة ، لكن لا بديل عنها ، فالموهمون دوما نشغلهم الأوهام  الجميلة  ، تحول بينهم  وبين عالم الحقيقة ،  لكن لو أبصرنا  حولنا   وأمعنا النظر وشغلنا الحواس  لا اكتشفنا كم نحن مخدوعون  بتلك الأحاجي التي يتسلى بها الأطفال الصغار .  

قد تكون الحاجة ماسة  لنتذوق  مرارة  الحقيقة وآلامها ، بذل عيشة الأوهام   ، إننا بحاجة  ليقظة  تكشف المستور  ، وتعري البيوت المصنوعة  من الورق ،  نريد يقظة  تظهر لنا الغث من السّمين ، نريد يقظة  تظهر لنا العدو من الصّديق ، نريد يقظة تهز كياننا الهزيل فتشحنه بقوة دافعة   ،   نريد يقظة تحملنا من عالم  التسول  إلى عالم   الرواد    .  

 نتمنى أن نعيش اليقظة ،  فنحيا واقعنا دون مدخلات  صلات  التجميل ، لكنّ صنّاع الأوهام  كي يخدعوا أبصارنا  وإلهائنا عن واجبات حاضرنا  ،   وصرف أنظارنا عن المستقبل المأمول ، فرضوا  عزلنا وفرضوا حراسة على عقولنا ، حتى نحبس مواهبنا ، فنخوض  حروبا هامشية تبدد طاقتنا  ،    فنعيش  في صراع  مع ذواتنا   ، يرجعوننا  لصراع الحضارات   ، صراع الثّقافات ، صراع اللغات ، صراع الأعراق ، حتى يخلوا لهم الميدان ، كي تبقى لهم  الرّيادة و الرّفعة والسّؤدد     . 

حقّا لقد أغفلنا مكانتنا  التي شرفنا الله بها  بين الأمم   يقول عز وجل  :     (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )[آل عمران : 110] 

فمتى تستعيد الأمّة عافيتها ، فتسير في ركب  صنّاع  الغد  ، صنّاع المستقبل  ،  فتكون  أمّة تستشرف المستقبل الواعد   ، تسجل اسمها في ركب   العالم  الأول ،  بذل السّير في رواق الدول النامية ، أو  الدول المتخلفة  ؟!!!!! 

وسوم: العدد 1053