سرّاق الأحلام

في عالم مليء بالأسرار، مليء بالفرص،  في هذا العالم الممزوج بإيرادات الخير ونوازع الشر، في هذا العالم تترصد السائرين الألغام والمصائد.   

بين هذا وذاك  تذوب أحلامك،  فواحد يريدك  سلّما يرتقي به،  وآخر يريدك رقما في سجلّه،  وواحد يريدك رقما  وقت الاقتراع ،  وآخر يريدك بريدا يرسل من خلاله رسائله و برقياته .

بين هذا و ذاك، تذوب الأحلام ،  فالكل يريدك وزنا  خفيفا  معدوم القيمة ،  حتى ذاك الذي يمرّ بجانبك،  يرسل لك رسائل التعزية،  يرسل لك  برقيات شؤم ،   تنذر بقرب وفاتك ،  يريدك أن تندب حظّك ، فتفقد الأمل ،    يريد رحيلك بلا عزاء .  يريدك مفرع البضاعة ،  يرسل لك الوعيد إن  لم تتخلى عن أحلامك، سيهجرك الأصدقاء،  لأن طيف الشر،  لا يريد لك  زيادة الوزن ،  فوزنك يقلقه،  بل يفزعه،  لهذا بريدك وزنا خفيفا،  كوزن الريشة !   يريدك صفرا في المعادلة،  في هذه الأحوال ؛  عليك أن تحدث  نفسك  في الظلام  ، حتى لا يراك  طيف خيالهم المزعج. 

 فمثلي وأمثالك  يفضلون الإبحار في السّكون والهدوء،  يسيرون الهوينة ، بخطوات محسوبة ومعدودة ،  ليس ضعفا و ليس  انهزاما، وليس هروبا من الحلبة،  بل هو تفضيل  السير في  التآنّي والسلامة، بل  توفير الآمان لأحلامي وأحلامك  . 

فالفضل أن  يسير الواحد منا وهو يعد ّ المسافات المقطوعة  بعدّاد الحسنات ،  يتصيّد أوقات الأرباح ، يقتنص  فرصها، يترصّد أرباحها في أماكنها المحجوزة . فالأماني مغرية والطبالون لها كثير ، والمرجفون في القرية   المزعجة كثير، هؤلاء يحبسون الأوقات  الرابحة حسدا  ، حتى لا يستيقظ أمثالي وأمثالك ، والأوقات الرّابحة  في ميزان النّاجحين مؤشر العبور لطريق الرّيادة والإبداع. 

والنّاجحون دائما عيونهم نحو الهدف ، لا يشغلهم الضّجيج الصّاخب عن المرامي ، يغتنمون دقائق الأوقات في المشاريع المربحة ،  فقد صدق من قال  ( الوقت هو الحياة ) 

وسوم: العدد 1053