من ينزل النتنَ من على الشجرة ؟؟

قُبيل الحرب التترية على غزة .... وبوقت طويل كان اليهود قبل العرب؛ يزعمون أن النت ياهو يستغل الأمور السياسية لمصلحة عدم دفعه للمحاكمة بتهمة الفساد؛ وهذا ما وضح في نيته لإطالة فترة الحرب الهلوكستوية على شعب غزة الأعزل.

واليوم يتذمر من هذه الظاهرة المفضوحة شعبه الذي يطالب كل يوم بصفقة الإفراج عن الرهائن، وكثير من الدوائر الغربية التي أمست تتذمر من تجبر النتن بالسلطة الحربية؛ وكأنها تقول للعالم: من ينزل هذا القرد من على شجرة الموز؟!

ما فائدة أن تدمر آلة الحرب المجرمة أمس أكبر مصنع للأدوية في غزة؟ طبعا الجواب: تحقيق نصر وهمي أمام مجتمعه المحلي المتأزم المتمرد.

"يائير لابيد"؛ زعيم المعارضة الإسرائيلية في البرلمان الصهيوني المقيت وصف مؤخرا حكومة نتنياهو بأنها "حكومة تخريب" ... ليس إلا... والفضل ما شهدت به الأعداءُ، ومن أفواههم ندينهم! وأمسينا نسمع في مظاهراتهم المسائية وصفهم للنتِن بوصف "الخائن"؛ وهذا ما لم تعهده دولة الإجرام الصهيونية منذ تأسيسها!!

أصدرت أمس دوائر رسمية إسرائيلية أن خمسين شخصا على الأَقل قد انتحروا بعد السابع من أكتوبر المظفر ؛ بسبب عدم تلقي العلاج النفسي الكافي؛ فهل سمعتم عن غزي واحد فقط انتحر؟ رغم أربعة وثلاثين ألف شهيد، وثمانين ألف جريح، وعشرين ألف مفقود تحت الركام+ 80% من مباني غزة وبنيتها التحتية وقد دُمِّرت؟!

وتقول تلكم المصادر الرسمية اليهودية البائسة أنه كل يوم يُسجَّل ستون معاقاً جديداً في دولة المكر والجبر المنتن؛ وهذا من ثمرات حربهم الفاشلة الأثيمة! فمن ذا الذي سيستطيع إنزال هذا النتِن من على شجرة الحرب العالمية الثالثة؟!!

ولترطيب خواطر أهلينا في فلسطين الأبيَّة، من ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين وأصحاب الهدم؛ نعزيهم بتعزية رب العالين كما عزى بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "(104) / النساء.

ومما يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية:) "ولا تهنوا ": ولا تضعفوا .وقوله " :في ابتغاء القوم يعني: في التماس القوم وطلبهم، و القوم هم أعداء الله وأعداء المؤمنين من أهل الشرك بالله" إن تكونوا تألمون "، يقول: إن تكونوا أيها المؤمنون، تَألمون مما ينالكم من الجراح منهم في الدنيا، : " فإنهم يألمون كما تألمون "، يقول: فإن المشركين يَألمون مما ينالهم منكم من الجراح والأذى مثل ما تَيجعون أنتم من جراحهم وأذاهم فيها" وترجون "، أنتم أيها المؤمنون " من الله " من الثواب على ما ينالكم منهم " ما لا يرجون " هم على ما ينالهم منكم. يقول: فأنتم إذ كنتم موقنين من ثواب الله لكم على ما يصيبكم منهم، بما هم به مكذّبون أولى وأحرَى أن تصبروا على حربهم وقتالهم، منهم على قتالكم وحربكم، وأن تجِدُّوا من طلبهم وابتغائهم، لقتالهم على ما يَهنون فيه ولا يَجِدّون، فكيف على ما جَدُّوا فيه ولم يهنوا)؟!

إن كرة الثلج تكبر وتتدحرج نحو نصر المؤمنين على الباغين؛ فمن يُنزل هذا المجرم المنتن من على الشجرة؟؟!!

اليوم 194 من عمر النصر

وسوم: العدد 1077