السينمائي العالمي الكوردي نوزاد شيخاني سفيراً للفن الكوردي

السينمائي العالمي الكوردي نوزاد شيخاني

سفيراً للفن الكوردي في العالم ومرآة لشعبه

بدل رفو المزوري

[email protected]

المانيا\كولونيا

في احدى زوايا المدينة الرومانسية والتاريخية (كولونيا) الالمانية وتحت ظلال كاتدرائيتها الشهيرة ونهر الراين وفنون المانيا كان للحديث نكهة مع مبدع كوردي شق دربه الفني من ازقة مدينته الصغيرة الشيخان والتي تسمى بمدينة التعايش السلمي، تلك المدينة التي نهلنا منها عشقنا للثقافة والفنون وحيث  الشاعر الكبير (مشه ختي) ينتصب شامخاً على بوابة مدينتها ومعابد الايزديين تفوح منها عطر العادات والتقاليد والطقوس والاعياد، انه الفنان المبدع (نوزاد شيخاني) المسافر دوماً يحمل وجعه الكوردي عبر عدسته وفنه في مهرجانات العالم وكان هذا الحديث:

ــ بما انك عبرت حدود الوطن فهل تمكن السيناريو الكوردي ان يعبر الحدود ايضا؟

السيناريو الكوردي بحد ذاته هو الطائر الحزين الذي أبكى العالم بواقعيته ومشاهده المليئة بالصرخات والآلام والأشجان، فكل مخرج كوردي أشتغل من اجل العالمية حاول ان يعبر الحدود برؤية إخراجية ميزته عن غيره وحددت إمكانية استمراره نحو هذه العالمية. ولأدراك هذه المفاتيح الثمينة التي تعتبر سلاح ذو حدين سرنا نحو العالمية واقتحمنا عالم السينما برؤية خاصة بنا مكنتنا من تحقيق المكاسب والإنجازات الدولية في مهرجانات سينمائية مختلفة مع تأكيد عزمنا في الاستمرار على هذا النهج.

ــ هل للمثل الكوردي فرصة ودور للخروج من عزلته وطرق ابواب العالمية؟

الوصول إلى العالمية يبقى حلما يراود العديد من الفنانين الكورد كما للفنانين الآخرين، نظرا لما سيحققه لهم من نجاح وانتشار في بلدانهم وفي العالم. من المؤكد ان ظروف الممثل الشخصية والواقع الذي يعيش فيه تتحكم بدرجة كبيرة في وصوله إلى العالمية من عدمه، يزيد عليها موهبته، حبه لعمله واحترام جمهوره. واذا كان الممثل حريصا ان يعانق العالمية يحب ان يبتعد عن الأدوار النمطية وان تساهم أعماله في نقله إلى مكانة فنية أفضل كي يذيع صيته خارج المحلية الضيقة من خلال خوض تجارب كثيرة ومشاركات جادة في ادوار مؤثرة وان يقلص المساحات الكبيرة بينه وبين السينمائيين العالميين من خلال الحضور المكثف في المهرجانات والأنشطة الدولية والاحتكاك بنجوم السينما وتثبيت وجوده كشخصية فنية قابلة لاكتشاف مواهبها وألوانها المتعددة والأمثلة هنا كثيرة لكني امام نموذج حي وهي الممثلة الإيرانية ”كولشيفت فرحاني“ المفعمة بالحيوية والأبداع التي استطاعت ان تتجاوز الحدود وبناء صناعة اسم لها وزنه في السينما العالمية. ولعل أهم مايجذب عشاق السينما لأدوار ”فرحاني“ تلك العفوية التي ميزتها ان لا تكون فقط ممثلة تقنية لهذا نجحت في مواجهة عمالقة السينما وتألقت في عدة ادوار في عدد من الافلام العالمية من مخرجين كبار مثل المخرج الأيطالي ”باولو سورينتين“ كما امتازت بحضور قوي ومؤثر في اهم المهرجانات السينمائية في العالم آخرها كان في مهرجان مراكش السينمائي ضمن لجنة التحكيم الى جانب اشهر مخرجي هوليوود وهو المخرج الأميركي المخضرم ”مارتن سكورسيزي“ الحائز على جائزة افضل مخرج في مهرجان الأوسكار عن فيلم ”المغادرون“. وقد كان لنا شرف اللقاء مع هذا المخرج العملاق والنجمة المتألقة ”كولشيفت فرحاني“ ضمن مشاركتنا الدولية في مهرجان مراكش السينمائي الأخير في المغرب.

ــ هل نقدر ان نقول بان لدينا سينما كوردية نفتخر بها؟ أم هي صناعة للمهرجانات فقط؟

السينما الكوردية كتاريخ هي سينما حاضرة لكنها تفتقر الى الصناعة بالرغم ان الإنتاج السينمائي الكوردي يتعدى الان الخمسين فيلما روائيا طويلا واكثر من الف فيلم قصير حازت العديد منها على جوائز مهمة في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية ومحلية وان حكومة اقليم كوردستان وعن طريق مديريات السينما تنتج في كل عام حوالي عشرة أفلام سينمائية روائية طويلة. انا شخصياً اعتبر السينما الكوردية هي سينما فتية لكنها طموحة بالرغم ان اول فيلم سينمائي ناطق باللغة الكوردية يعود تاريخه الى سنة 1926 وهو يعتبر اول فيلم سينمائي كوردي وحمل عنوان (زارى) من إخراج ”حمو بك نزاريان نزاروف“ وهو من إنتاج أرمينيا. الفيلم عندما تم إنتاجه لم يكن ناطقا وهو أمر وارد لان الصوت تم دمجه مع الصورة عام 1927 اي بعد سنة من إنتاجه. بعد هذا العمل لم يظهر الفيلم الكوردي الى الوجود الا من خلال عدة أعمال قدمها الفنان الكوردي الراحل ”يلماز كوناى“ الذي يعتبر مدرسة فنية بحد ذاته. ويعتبر فيلمه ”الطريق“ الأكثر شهرة وشيوعاً في العالم. ففي هذا الفيلم فجر ”كوناي“ بالتحديد القضية السياسية الكوردية ومعاناة الكورد. وهنا ارسيت الأرضية الاساسية التي بنى عليها المخرجون الكورد أعمالهم الفنية. تتبع السينما الكوردية أسلوب الواقعية الإيطالية في غالبية الافلام حيث طابع البساطة والصدق على الأحداث المقدمة وإن كان ابطال الفيلم الكوردي هم ليسوا بالمكون الأساسي في الحكاية على عكس ما نجده في افلام بوليوود مثلاً حيث أن البطل  Protagonist والشرير Antagonist هم أساس قيام هذا النوع من السينما وان كانت خارجة عن مقومات خلق صناعة سينمائية عالمية الا ان بوليوود نجحت في تقديم صناعة متقدمة ميزتها عن غيرها وانا هنا لست بصدد المقارنة بين بوليوود أو السينما الإيطالية وبين السينما الكوردية، لكن لماذا لا تكون للسينما الكوردية صناعة مستقلة، لها إنتاجها وتسويقها وأرباحها؟ اذن كيف ستتمكن من تمويل ذاتها والديمومة في مكنتها؟ السينما هي صناعة والصناعة تتطلب المال. لماذا لا تكون أربيل مثلا او دهوك او السليمانية مركزا من مراكز صناعة السينما في العالم على غرار الورزازات في المغرب أو بومباي في الهند؟ ما الذي ينقصنا؟ لو ادرك المجتمع حقاً أهمية هذا الفن الذي يتربع على عرش الفنون لكانت لدينا الان صناعة سينمائية تفتخر بها الأجيال امام العالم بأسره.

ــ  مالذي اضافته لك مشاركاتك الكثيرة والمتنوعة في المغرب؟

المغرب بلد مفتوح على العالم يمتاز بأمتلاكه قاعدة سينمائية خصبة اتخذت العالمية شعاراً لها ساعدت الى خلق فضاء سينمائي متميز على أرضه واستقطاب عمالقة السينما في العالم وباتت منطقة الورزازات مركزا مهما لهوليوود في صناعة السينما العالمية. ومن المتوقع في السنين القادمة ان يكون أقليم طاطا هو الاخر محط استقطاب صناع السينما في العالم بعد التعرف عن قرب على طبيعة المنطقة وعلى تلك المؤهلات والعوامل الهامة التي تدخل في صميم صناعة السينما من خلال ترأسنا لجنة التحكيم الدولية في مهرجان سينما الواحة بمدينة طاطا أضافة الى حرص أبناء المنطقة من الفنانين والمهتمين على تحقيق هذه الغاية وفي مقدمتهم الفنان العالمي ”محمد القيسي“ الذي خاض تجربته السينمائية في هوليوود على مدى اكثر من عشرين عاما رافق من خلالها النجم العالمي ”فان دام“ في معظم أفلامه، حيث حرص ”القيسي“ في اختيار طاطا لإنجاز فيلمه الروائي الطويل ”العهدLe Pacte “ بدعم من المركز السينمائي المغربي وكان من دواعي سرورنا أن نتلقى دعوة كريمة من ”القيسي“ في تأكيد رغبته في الاخراج المشترك لهذا الفيلم. تعدد المهرجانات الدولية في هذا البلد الجميل والتي تمتاز في عرض أفضل إنتاجات السينما العالمية اضافة الى أستضافة رموز صناعة الفن السابع محلياً واقليمياً وعالميا تشكل فضاءً رحبا لتبادل الأفكار والاطلاع على ما جد في عالم السينما الواسع وفرصة للمهتمين بمتابعة التجارب الدولية والدفع بهم نحو الإبداع في فن صناعة الفيلم لذا تنوعت مشاركاتنا في المغرب بين ترأسنا لجان التحكيم الدولية والعضوية في مهرجاناتها السينمائية وبين المشاركة في العديد من الندوات السينمائية الدولية اضافة الى ورشات تدريبية قدمت في مجال الاخراج والإبداع في صناعة الفيلم السينمائي. كل هذا بالتأكيد ساهمت في تنمية قدراتنا وخبرتنا وزادت من رصيدنا في العمل السينمائي وهو مكسب كبير لنا.

ــ هل تلقت الافلام الكوردية التي شاركت في المغرب صداها في الاعلام الكوردي؟

أهمية الشيء تولد التخصص الذي يفجر الإبداعات، فلو آمن الاعلام الكوردي بثقافة الصورة وبأهمية السينما كفن يعكس رقي وتقدم المجتمعات لكان هناك الآن متخصصين في مجال الاعلام السينمائي يساهموا في نشر الثقافة والتوعية السينمائية بين أبناء المجتمع وخلق فضاء سينمائي حضاري منعش في عقول الشباب الصاعدة وتسليط الاضواء بالشكل المستحق على الافلام الكوردية المشاركة في المهرجانات العالمية والاهتمام بالسينمائيين المبدعين واحتضانهم وتشجيعهم لأنهم نوارس المجتمع المتحلقة حول العالم. تحقق الوفود السينمائية الكوردية في المغرب إنجازات دولية عبرنا عن أهميتها خلال لقائي مع سعادة سفير جمهورية العراق لدى المملكة المغربية الاستاذ حازم اليوسفي في العاصمة ”الرباط“ خاصة بعد الإنجاز الذي حققه الوفد السينمائي القادم من كوردستان العراق في مهرجان سوس الدولي في دورته الأخيرة كما عبرنا عن أهمية دعم المخرجين العراقيين وتسهيل إجراءات الفيزا لغرض تأمين مشاركاتهم في المهرجانات الدولية المتنوعة المقامة على ارض المملكة نظراً لعدم وجود سفارة او قنصلية مغربية سواء في بغداد او في أربيل كما تم التأكيد على أهمية وجود اتفاقية شراكة فنية وثقافية بين المغرب والعراق لتكون النواة الحقيقية والجهة الرسمية المعتمدة لدى البلدين في تنفيذ الاتفاقيات والانتاج المشترك وتبادل الوفود والخبرات والمشاركات الدولية. وبحكم الأطلاع على ارادتنا الصادقة وطموحنا في تحقيق تعاون سينمائي مشترك بيننا وبين المغرب بادر الاستاذ آزاد دارتاش مدير العلاقات العامة في وزارة الثقافة والشباب بمعية الناشط الإعلامي شوان تاڤنك ان يسحبوا اعترافا من الوزارة بمنحي شرف تمثيل السينما الكوردية في المغرب لبدء العمل في تحقيق الشراكة والتواصل بين المخرجين الكورد وبين مختلف الثقافات والمهرجانات السينمائية لما لدينا من علاقات دولية طيبة وقدرة فنية ولوجستية تساهم في تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات خدمة للسينما الكوردية وخدمة للفن والانسانية.

ــ برأيك ما هي ادوات المخرج السينمائي الناجح؟

المخرج السينمائي هو قائد لفريق متخصص في صناعة فيلم سينمائي يقدم كقطعة فنية لا تقدر قيمتها الا من خلال الجمهور المتلقي لذا من أولويات المخرج الناجح ان يتميز بكاريزما مؤثرة ومسيطرة على أدوات انتاج الفيلم بمراحله الثلاثة: مرحلة ما قبل الإنتاج Preproduction، مرحلة الإنتاج Production ثم مرحلة المونتاج Postproduction ونظراً لان السينما هي فن جماهيري واللغة السينمائية هي لغة عالمية مشتركة لها ضوابطها الخاصة لذا من مميزات المخرج الناجح هو الإمساك بالعناصر الفنية المطلوبة لبناء الفيلم الروائي ابتداء بكيفية معالجتها سينمائياً بطريقة سلسة ومثيرة وان تكون لديه رؤية إخراجية مبدعة يقدم بها الفيلم كلغة سينمائية ذات إيقاع جميل وممتع ومشوق يفهمها ويتفاعل معها الجمهور المتلقي.

ــ هل انصفك الاعلام الكوردي كونك مخرجا كورديا وهل تتلقى الدعم لانجاز مشاريعك؟

لابد من توضيح نقطة هامة في هذا الموضوع وهي مسألة صناعة الخبر. فمن المعروف في الدراسات الاعلامية ان هناك مصادر أساسية في صناعة الخبر (أهمها) صاحب الخبر نفسه، مندوب صحفي، وكالات الأنباء ثم الوسيط. وما يتعلق في الشأن السينمائي فان الاعلام الكوردي في اغلب الأحيان يفتقد الى وجود عنصر (المندوب الصحفي) في موقع الحدث ليصنع خبراً لذا يعتمد بالدرجة الاولى على الوسيط او ما يتناقل عبر وسائل الاعلام الأجنبية المتمركزة في مكان الحدث وهذا ما سيكون للخبر نكهة مغايرة فيما لو كان الاعلام الكوردي فعلا يتعايش الحدث، مثلما كان مع مشاركة اول وفد سينمائي كوردي على ارض المغرب حين كان برفقة عنصر (المندوب الصحفي) من خلال الناشط الإعلامي حسو هورمي الذي كان الناطق الرسمي للوفد في مهرجان سوس الدولي في دورته السادسة كذلك الدور الفعال الذي قدمه مركز لالش الثقافي والأجتماعي في المانيا في ارسال مندوبه الصحفي والإعلامي هژار مدير داود الى مهرجان تيزنيت السينمائي وأخيرا الدور الكبير الذي بذله الأستاذ خليل سنجاري مؤسس فضائية كوردستان ومدير القسم الاوروبي في تأمين ارسال مصور الفضائية أحمد سيليڤاني الى مهرجان سينما الواحة، مهرجان سوس السينمائي في دورتها السابعة وأخيرا مهرجان تطاوين السينمائي. لذا يمكنني القول ان الأعلام الكوردي قد أنصفني كوني مخرجاً كوردياً. أما ما يتعلق بمسألة الدعم أقولها بكل صراحة ان الجهد الذي ابذله والمشوار السينمائي الذي تم تحقيقه والمشاريع السينمائية المنجزة لحد الان جاءت كلها بجهود فردية بحتة وبتمويل ذاتي دون اي دعم.

ــ ما هو دورك في مهرجان دهوك السينمائي السنوي كونك ابن منطقة دهوك وهل توجه لك ولاعمالك دعوة المشاركة؟

بالتأكيد نأسف عندما نحاط بالاهتمام والتكريم من قبل مراكز سينمائية دولية خارج الوطن وتمنحنا المكانة المتميزة بين السينمائيين من مختلف دول العالم بينما (مسؤولينا) سواء في دوائر السينما الكوردية أو في وزارة الثقافة والشباب لا يعيرون الاهتمام ويتجاهلون الواقع الذي به مثلت السينما الكوردية في المحافل الدولية خير تمثيل والالقاب التي منحت بها. يكفي اني حققت إنجازا للسينما الكوردية بأعتباري أكثر المخرجين السينمائيين الكورد على مر التاريخ تختاره مهرجانات الافلام السينمائية ان يكون رئيساً للجان التحكيم الدولية او في عضويتها، وهذا ما أعلنه الاستاذ عدنان أوصمان المدير السابق لدائرة سينما أربيل التابعة الى وزارة الثقافة والشباب. نحن نصنع التاريخ بأنفسنا وماضون في طريقنا.

ــ (تورن)  فيلمك السينمائي في جورجيا تطرقت الى الأيزيديين، فمالذي اردت ان تقوله عبر هذا الفلم؟ وهل تختلف الشخصية الايزيدية في جورجيا عن كوردستان العراق؟

بالتأكيد الشخصية الأيزيدية في جورجيا أختلفت تماماً عن تلك الموجودة الان في كوردستان العراق نظراً لان عمر هذه الشخصية حوالي مائتي سنة تكونت في جورجيا نتيجة حملات الإبادة الجماعية والهجرة القسرية التي تعرض اليها الأيزيديون على مر التاريخ بأيدي أعداء الحضارة والأنسانية. الفيلم الروائي الطويل ”تورن TORN" الذي أنجزناه مؤخراً في جورجيا يحكى عن تصادم الحضارات والأديان وأنتصار قيم الحب والانسانية التي ورثناها من الآباء والأجداد من خلال الاصالة المتجذرة في التاريخ والتراث والدين ليكون هذا العمل السينمائي نداءً الى أولئك الذين ضلوا طريقهم ليس في جورجيا فحسب بل في كل مكان في العالم وغرز الثقة والحب وقوة الإيمان في نفوسهم من جديد. الفيلم هو من أحداث اليوم في مدينة الميتروبول (تبليسي) العاصمة الجورجية. طبيعة الفيلم هي ميلودراما بنيت قصة الفيلم من أحداث واقعية وهذه هي المرة الأولى في تاريخ السينما الكوردية التي تتبنى فيها معالجة موضوع ساخن وجريء اعد وعولج نصه السينمائي وفق المنهاج الأكاديمي للسينما السوفيتية كي يكون الأقرب الى واقع الحال في انتشار ظاهرة انصهار الأيزيديين في نسيج المجتمع المسيحي الجورجي دون مبرر مع جل احترامنا للديانة المسيحية. تتسارع احداث الفيلم في سياق تطور درامي تصل الى الإثارة في معالجة الفيلم. نحن متحمسين جدا من خلال فيلم ”تورن“ الى خلق سينما أيزيدية ترتقي الى العالمية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ولتكون بصمة أبداع تضاف الى السينما الكوردية لما لأهمية هذا الفن في محاكاة التاريخ وتجسيد معاناة الشعوب وخاصة الأيزيديين الذين لاقوا الويلات وحملات الإبادة الجماعية بالعشرات على مر التاريخ. ”تورن“ هو الإعلان عن ولادة السينما الأيزيدية.

شكراً على هذا اللقاء الجميل مع مبدع كوردي اجبرته الايام بان يتخذ درب الغربة ومنها صوب الفن ليغدو انعكاساً لبراكين الابداع في دواخله ومرآة لشعبه في مهرجانات العالم.