وكالعادة سحرتهم بالضاد

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

خرج أحد الزملاء من الصف العاشر فرع (الإنساني) كما يُسمى في النظام التعليمي الإيراني وهو يشكو من الطلاب: 

طردت أربعة منهم حتى استطعت أن أسيطر على الصف قليلا!

دخلت صفهم في الحصة الثانية، كانت السبورة مملوءة بمواضيع الحصة السابقة.

صاح بعضهم على بعض: (پکن التختة)!

وبقيت أمامهم ماكثا أطيل النظر في وجوههم. ثم خاطبتهم بعد أن سكت الجميع: 

في هذا العام الدراسي، سوف لا نتعلم الرياضيات فحسب، بل سنتعلم كيف نخاطب بعضنا باحترام، وأن لا نخلط في كلامنا مفردات غير عربية.

تصوروا أنكم بعد أعوام جالسون في مجلس يتشكل من 10 أشخاص أو أكثر، وحان دوركم للاشتراك في أحاديثهم، فإن تكلمتم بخليط من اللغة العربية واللغة الفارسية، نظروا إليكم نظرة عتاب واستصغار!

وإذا تحدثتم بلغة سليمة لا تشوبها شائبة، كبرتم في أعينهم، وفزتم باحترامهم.

ولذا دعونا نبدأ من الآن، واكتبوها فوق الصفحة التي أمامكم: 

امحِ: إن كنت تقصد الكتابة التي في الدفتر أو في الكتاب.

امسح: إن كنت تقصد الكتابة التي على السبورة.

والآن هل هناك من يخالف الالتزام بلغته؟

أجابوا متفقين: كلا.

وكنت أرى تأثير السحر وهو يجري كماء الحياة على وجوههم! وكنت أرى الدعة والسكينة وشيئا يشبه السرور والعزيمة في وجوههم!

وانتهت الحصة بالإستجابة والإذعان، والدرس والاحترام.

وسوم: العدد 797