الى القادة السياسيين....خذو حذركم!

فلسطين والأقصى قضية أمة، اكبر من فلسطين الجغرافيا والشعب وأعظم من السلطة التافهة وحماس وسائر الفصائل بل وحتى من المقاومة رغم بسالتها وتضحياتها وشجاعتها.

ينبغي أن تكون مرجعية القضية إسلامية على مستوى علماء العالم الإسلامي المخلصين المستقلين حتى تؤمن الاستقلالية وتكون عصية على الضغوط المادية والمعنوية وغير المباشرة. ولا يصح للجغرافيا، ولا المساحات الإعلامية مهما بدت عظيمة، ولا للقضايا الشخصية لقادة فلسطينيين سياسيين ولا لإتاحة المنابر والمنتديات السياسية ان يكون لها انعكاسات على مواقف سياسية تمس جوهر القضية و مستقبلها أو تعبث بمبادئ وقيم الأمة ومعتقداتها.

إيران دمرت دول سنية وهجرت الملايين وانتهكت الأعراض وقوضت مستقبل اجيال وجعلت من لافتة القدس غطاء لكل موبقاتها وجرائمها وانتهاكاتها والتي باعدت بتلك الجرائم والتدمير بين الأمة وتحرير القدس. بشار الأسد دمر سوريا واهلها ودمر كل مقومات المقاومة الحقيقية للامة والتي تؤدي لتحرير فلسطين تحريرا فعليا وليس فقط لتغيير قواعد اللعبة للوصول لحل سياسي أو ترتيبات تقبلها الشعوب بعدما كانت مرفوضة ملفوضة.

اية مديح لإيران او بشار كائن من كان المادح انحراف وزندقة سياسية وانحطاط أخلاقي غير مقبول وعبث بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى، وأستهزاء بمشاعر الأمة ومواقفها والتي قدمت وستبقى قضية الأقصى وفلسطين على قضاياها المؤلمة والملتهبة وعلى جروحها النازفة وبغزارة.

مواقف إيران وحزب الله من الهجوم الأخير على غزة كان سلبيا جدا كشف النفاق والتقية وأن فلسطين بالنسبة لهم أداة سياسية للتفاوص وعقد الصفقات ليس إلا. فيما وقف حزب نصر الله وبكل بسالة ووضوح حارسا للحدود الشمالية للكيان الصهيوني. اما مصر السيسي فدورها معروف وتغيير مواقفها فجأة من غزة هي تغييرات تكتيكية ومحاولة لاحتواء المقاومة سياسيا بعد الفشل العسكري الصهيوني في تقليم اظافرها.

إن فلسطين قضيتنا وإن الأمة التي يسعدها أن تقدم أرواحها فداءا للإقصى، من حقها بل من واجبها أن تأخذ على يد السفهاء ممن يمتدحون بشار أو يداهنون مجرمي القتل وسفاحي العراق وسوريا واليمن في طهران، إن التاريخ السياسي أو المواقف المشرفة لكائن من كان لا تخوله أو تغطي على تصرف أخلاقي وضيع له أو موقف سياسي منحط. إن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. إن المبادئ لا تتجزأ وإن مقدساتنا ودماءنا في فلسطين لها نفس حرمة دماءنا في العراق وسوريا ومصر ولبنان واليمن.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وسوم: العدد 930