سر البرود في الموقف العربي- التركي- الرسمي والشعبي..!!

تحليل سياسي

وقد أورد في هذا التحليل العديد من الآراء والمعطيات، ليس بالضرورة أنني أتبناها؟؟

والسؤال العريض المفتوح، مثل الجرح يثعب دما؟؟

ما سر هذا البرود في الموقف الرسمي العربي، وفي الموقف التركي، وفي الموقف الشعبي العام مما يجري على أهلنا في غزة؟؟

هل حقا أن هذه الأطراف جميعا لم يعد يعنيها أمر الأقصى، وأمر القدس، وأمر آلاف الأشلاء تتناثر على أرض غزة، مع كل صباح ومساء!!

أين هي المظاهرات الحقيقية، وليس تحت الاحتواء؟؟ أين هي مواقف الجامعة العربية، والدول العربية؛ والحكومات العربية؟؟ أليست هذه الحكومات نفسها هي التي عقدت قمتها في الخرطوم بلاءاتها المحفوظة؟؟ أليست هي التي وظفت سلاح النفط في حرب الثالثة والسبعين، فماذا جرى اليوم والوضع أقسى؟؟ لماذا بعض الحكومات العربية، تمر بمحرقة غزة كأنها لا تعنيها!!

ومهما قلنا عن موقف الدول الحكومات العربية، فما سر الموقف التركي الذي لا يقل حيادية ورمادية عن مواقف الآخرين؟؟

بالأمس وقع الرئيس اردوغان قرار قبول السويد في الناتو..مر الأمر بهدوء!!

لا أحد من أصحابنا يستطيع أن يزاود على موقف الرئيس أردوغان من فلسطين مقدساتها وإنسانها وأرضها..

الرئيس اردوغان صاحب موقف "ون مينت" الذي لجم رئيس الدولة العبرية، مخترقا العرف الدبلوماسي.

الرئيس أردوغان الذي كتب إليه صديق دربه أحمد داود أوغلو منذ أيام يذكره، يوم كانا يبكيان فلسطينّ، معا خلف الأبواب المغلقة..

بالنسبة إليّ، صبرت على الكلمات المكرورة في "قمة القاهرة للسلام"، انتظارا لما سيقوله وزير الخارجية التركية، وكنت أتابع على الهواء، وصبرت على الكلمات الفارغة والمؤذية للكثيرين، حتى جاء الدور للسيد "هاقان" وزير خارجية تركية، ووزير خارجية الرئيس أردوغان، عذرا السيدَ هاقان بعد انتظار دام أكثر من ساعة، لم أستطع إكمال سماع الكلام الباهت المكرور!!

وأنا في هذا الموقف أحاول فقط أن أبحث عن سر هذا التغيير السلبي، في مواقف تستطيع أن تتعمق فيها أكثر، ودون أن تلجأ إلى التعليل الاتهامي، أن نتهم في كل مرة نخفق فيها الآخرين!! الطريقة التي نعالج به أمر كل من يخالفنا!!

وأذكر الجميع أنني أتحدث هنا في غزة عن أشلاء ودماء!!

ومع أن الكثيرين يراقبون المشهد في فلسطين وفي غزة، وقلوبهم تتفرى ألما؛ إلا أنك لن تنتظر من مسلم أو من عربي أن يكون أكثر حزنا وإشفاقا واهتماما من قيادات حركة فتح، وباقي المنظمات الفلسطينية، ومن شعب فلسطين في الضفة الغربية!!

كأنهم عشرون مستحيل في اللد ويافا والخليل والجليل!!

استمعت في فيديو إلى متحدث "صفيوني" يتحدث باستهتار واستصغار عن الأستاذ خالد مشعل، يقول عن لفيفه: لقد أيقظوه من النوم ليخبروه بالواقعة..

شخص مثلي لا يتوقع أن تستشار كل الأمة في قرار مصيري مثل هذا القرار، ولكن دعوني أقول إن قرارا فلسطينيا بهذا الحجم، يغيب عنه الأستاذ خالد مشعل، ويغيب عنه من القادة من ينتظر منه أن يحمل عبئه، ويحضره بنو صفيون..لهو قرار مريب!!

لن يقبل أي إنسان أن تتكرر مسرحية ٢٠٠٦

يرتدي حسن الله ثوب البطولة، ويدفع غيره ثمنه..

ويخرج بشار الأسد على الحكام العرب يخاطبهم يا أنصاف الرجال..

مع كل صباح يخرج علينا "عبد الله يان" يرغي بكلام لا مبنى ولا معنى..

بطولة تدعى على حساب أشلائنا!!

لقد أثمر الإصرار على إعلان شهيد القدس.. شهيد القدس.. شهيد القدس، تقال عن المجرم القاتل قاسم سليماني؛ مثل هذا الخذلان الذي تعيشه القضية اليوم.. إنها شجرة (الزَّقُّومِ.. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)..

هل ستدخل إيران الحرب انتصارا لغزة بإلقاء بعض الطلقات على تجمعات الأمريكان، بينما غزة تباد؟؟ تأملوا الفرق بين نفرة حزب الشيطان لقتل آلاف السوريين، وبين نفرته الباردة الرخوة المحدودة لنصرة شعب غزة، وتحاول بعض القنوات أن تنفخ في القربة المخرومة..

يقول الكثيرون وقد حولتهم السياسات الجاهلة إلى مجرد متفرجين: مادام النصر قد تم تجيبره مسبقا إلى الولي الفقيه، فلماذا ندفع ثمنه؟؟

وأقول للأهل جميعا: يا قوم إن هذا اللحم الحي الذي يفرم كل ساعة في غزة هو لحمنا..

وإن الولي الفقيه وفيلق القدس ليتلمظ أكثر كلما ارتقى لنا طفل أو أم أو أب!!

وإن الله سائلنا عما يجري حولنا (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا).. والعدل يقتضي أن نكون مع رجال غزة، ونساء غزة، ومع أطفال غزة أيضا..

وبعض المعاذير زرق العيون عليها أوجه سود..

يا أهل المروءة والنخوة والشرف ماهذا بوقت عتاب.

وأول أمس عندما قصف طيران العدو الصهيوني مطاري دمشق وحلب..

سارع بشار الأسد عضد مشروع المقاومة والممانعة، إلى الانتقام من أطفال أرياف حماة وإدلب..

على طريقة نتنياهو نفسها..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1055