الجسد يقصف الروح في أربيل

ملاحظة

سنعاود اكمال حلقات النظرة الفارسية للعرب لاحقا، ولأهمية الموضوع قدمنا هذا المقال واعطيناه الاسبقية لنوضح حقيقة النظام الإيراني واستهتاره بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، وعدم احترامه لسيادة العراق، وغالبا ما ادعى قادة النظام الإيراني انهم يحترمون سيادة العراق، ويعتبروا وجود القوات الامريكية في العراق انتهاكا صارخا لسيادة العراق.

غالبا ما يزعم زعماء الأحزاب الولائية الشيعية الخاضعة لسلطان ولاية الفقيه بأن العراق وايران جسد وروح، في يوم 15/1/2024 قام الحرس الثوري الإيراني بقصف دور سكنية في أربيل بدعوى انها تضم جواسيس، ثم تغيرت النبرة الى ان لهم علاقة بتفجيرات ايران خلال مناسبة الاحتفال بذكر المقبور قاسم سليماني ولقيطه أبو مهدي المهندس، وتارة ان رجل الأعمال الكُردي (الشهيد بيشرو دزيي) بأن بيته مقر لجهاز (الموساد)، وتارة أنه يقوم بتصدير النفط الكُردي إلى إسرائيل، وتارة بأن لديه شركة أمنية توظف ضباط أميركيين. وقد نجم عن القصف الإرهابي عدد من الشهداء والجرحى، وتتبادر الى الذهن أسئلة:

ـ لماذا لا يقصف الحرس الثوري السليمانية وعلاقتهم جيدة مع اسرائيل؟ علما ان قادة الحشد يدعون بوجود اوكار تجسس صهيونية في أربيل والسليمانية. وزعم السياسي العراقي مشعان الجبوري بأن الشهيد دزيي" صديقي ولا علاقة له بالسياسة، وانا ابني الآن بيتا بجوار بيته".

ـ لماذا الضحايا من المدنيين الأبرياء ومنهم أطفال ونساء وكبار السن، والمبررات متضاربة في التصريحات الإيرانية؟ ما الفرق ما بين قتل الصهاينة الاطفال في عزة، وقتل الحرس الثوري أطفال العراق؟

ـ لماذا ينادي الولي الفقيه بالصبر الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ولا يستخدم الصبر الإستراتيجي مع العراق؟

ـ اليس هذا القصف يحرج الميليشيات الإرهابية العراقية التابعة للولي الفقيه؟ ويضع في افواههم احذية متهرئة في تبعيتهم لمن يقصف العراق ويعاديه؟

ـ هل هذا هو جزاء العراق الذي وطن مليون إيراني واعطاهم الجنسية، وسمح لهم بامتصاص الآبار البترولية المشتركة، والسيطرة على شط العرب، والربط السككي وزياراتهم مجانا وتقديم الاكراميات للزوار الإيرانيين (كارت موبايل مع مبلغ مالي) خلال موسم عاشوراء للتجارة بدم الحسين؟

ـ مجنون من يظن ان الحكومة العراقية ستقدم مذكرة الى مجلس الامن حول القصف الأخير، لأنه لا يحق للعبد ان يشكو من سيده.

ـ ماذا سيقول المدافعون عما يسمى بسيادة العراق ورفض القواعد الامريكية والضربات الامريكية ضد ميليشيات الحشد الشعبي عن العدوان الإيراني؟ ام انه عدوان صديق لا يمس سيادة العراق؟

ـ الوفد الذي ارسلته الحكومة العراقية الى طهران للاستفسار بشفافية عن العدوان الإيراني الصديق، تضمن رئيس الوفد قاسم الاعرجي (فيلق بدر الإرهابي) مرافق سليماني ومن ضباط الحرس الثوري الإيراني، وكيل رئيس جهاز المخابرات (فيلق بدر)، اللواء الركن سعد نعيم (فيلق بدر)، اللواء ماجد عبد الحسين (فيلق بدر).. سنقبض من الوفد الرفيع المستوى لكن في المشمش!!

ـ استدعاء السفير العراقي في طهران للتشاور ما هو الا حفظ ماء وجه وزارة الخارجية وحكومة السوداني، التي ستلاحقها أرواح شهداء العراق الذين قتلهم الحرس الثوري والميليشيات الولائية، الا لعنة الله عليكم يا قتلة.

ـ اين الدفاع والردع الجوي العراقي علما ان الصواريخ انطلقت من محافظي الاهواز وكرمنشاه الإيرانية، بمعني اجتازت عدة محافظات عراقية دون ان تواجهها الدفاعات الجوية.

ـ أعطت ايران للولايات المتحدة المبرر اللازم لبقاء قواتها في العراق، وطالب مسعود البرزاني الولايات المتحدة بإبقاء قوتها في العراق.

ـ طالما توجد اتفاقية امنية بين العراق وايران، واجتماعات مستمرة بين الجانبين، لماذا لم تُفاته ايران الجهات الأمنية العراقية عن وجود مؤسسات صهيونية في العراق؟ صرح مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي في16/1/2023 " ان اللجان العراقية الإيرانية عملت كثيرا والدولتان توصلتا إلى اتفاق مقبول للطرفين بشأن الجماعات الإيرانية المعارضة وأن الحكومة الإيرانية لم تبلغ العراق عن القصف الأخير".

ـ لماذا لا تستهدف ايران المؤسسات الصهيونية في الدول المجاورة لها مثل الدول العربية المتطبعة مع اسرائيل؟ او تستهدف الكيان الصهيوني نفسه الذي طالما صفع وجه الولي الفقيه بالنعال عدة مرات؟

سؤال غير برئ: لماذا لم نسمع الأصوات التي تصدح بالسيادة الوطنية من زعماء ونواب وزبابيك؟ قرأنا فقط من وصف مكان القصف بالمبارك (موقع صابرين لميليشيا عصائب اهل الحق)، وقائد حشدوي يصف أربيل ببلد (القجقجية أي المهربين).. مبارك عليكم السيادة الوطنية يا اسفل ما خلق الله.. ويزعمون الحشد الشعبي وطني وليس إيراني. الغدر من معالم الفرس عبر التأريخ، فلا عجب.

ـ اين صوت ـ من يزعمون انه وطني وغير تابع لإيران ـ بالطبع المقصود مقتدى الصدر، وأين صوت المرجعية في النجف التي أرسلت التعازي لإيران بعد الانفجار الذي طال البعض خلال الاحتفاء بذكرى مقتل الجنرال سليماني، لو كان القصف طال شيعة البحرين او الكويت هل يسكتا؟ الجواب لا يحتاج الى تفكير.

ـ نأمل ان لا تكون نتائج تحقيق اللجنة الجديدة بنفس نتائج اللجنة التحقيقية السابقة بقصف منزل الشيخ الباز بنفس الادعاء الإيراني بأنه وكر تجسسي. بمعنى تسويف القضية وكأن شيئا لم يكن.

وسوم: العدد 1066