مهمة الأخضر العرجاء... ومكياله الأعور

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

أو كلت مهمة الأزمة السورية أخيرا من الأمم المتحدة إلى الابراهيمي ، كما أوكلت  إلى آخرين من قبله سواء من الأمم المتحدة أو الجامعة العربية من الدابي إلى كوفي عنان ، وللأسف فقد باءت جميع تلك المحاولات السابقة بالفشل الذريع مع ازدياد تفاقم الأزمة واستشراس نظام طاغية الشام وكتائبه في القتل والذبح والعسف والقصف  والتدمير والمجازر .... وذلك في تحد ساخر واستهزاء سافر من بشار وعصاباته وحلفائه ضد الشعب السوري أولا ، والمجتمع الدولي صاحب هذه المبادرات الهزيلة ثانيا .

لقد ولدت تلك المبادرات في غرفة خداج منزوعة من أجهزة الإنعاش والأوكسجين ، ولم تك في تحليل ونظر الشعب السوري إلا مهلا مدروسة تقدم لعصابات الطاغية ليكمل مهمته قي القتل والذبح والتدميرللحجر والبشر وإهلاك الحرث والنسل للبلاد والعباد .

كلف الأخضر الإبراهيمي لحل هذه الأزمة الإقليمية المتفاقمة كسياسي مخضرم إلا أن تصريحاته الأولية رسخت شعورا لدى المهتمين والمعنيين بالأمر من طرف الشعب السوري والمعارضة بكافة فصائلها وأطيافها بأن مهمته ليست إلا نوعا من اللهو في الزمن الضائع ، فتارة يصرح بأنه ليس على اطلاع على حقيقة الأزمة ، وأخرى أنه ليس لديه عصا سحرية لتغيير الوضع ، وأخرى أن الحوار والجلوس إلى المفاوضات بين الطرفين هو مفتاح الأزمة والأغرب في الأمر أنه يرى أن المعارضة الداخلية هي الممثلة للشعب السوري الثائر ، وهي التي ينبغي جلوسها مع النظام ، والتي التقى الابراهيمي داخل سورية بمكوناتها بغض النظر  كونها معارضة من تفصيل النظام وتعمل تحت إشرافه وتناضل تحت سقفه ، فبشار ما يزال في نظرها أنه ولي أمرها ورئيسها ، هذه المعارضة التي لا تمثل نبض الشارع السوري ولا يعترف بها وليس لها أي صلة على الأرض مع الثوار الشرفاء والجيش الحر، وإنما يعتبرها الثوار والجيش الحر جزءا  من النظام . هذه المعارضة هي التي يريدها الأخضر لتجلس مع النظام الفاشي المستبد ليستمر النزيف الأحمر لجرح الشعب السوري العميق الذي يتفجر كل ساعة في جميع ربوع قرى ومدن وبوادي سورية الجريحة ، أما المعارضة الحقيقية على الأرض من شرفاء سورية وأحرارها من قيادات الثوار والجيش الحر، أو التنسيقيات الإعلامية الحرة لم يكن لها رصيد ومتسع من الوقت لتحشر في برنامج الأخضر لأنها لا تعنيه ، وحتى لقاءه بالمعارضة السياسية منها في الخارج ممثلة بالمجلس الوطني كان لقاء عابرا سبقه تصريحات استفزازية وتراشق اتهامات بينه وبين بعض قيادات المجلس الوطني حين صرح " من المبكر الحديث عن رحيل بشار الأسد " وحاول تفسيرتصريحه المخزي ذاك بطريقة التوائية لا يقتنع بها هواة السياسة فضلا عن محترفيها ومخضرميها .

واما التصريح الأنكى فقد كان تصريح الابراهيمي الأخضر في الأمم المتحدة حين أطلق اكتشافه الجديد امام مجلس الأمن : بأن الرئيس السوري أخبره : " بوجود خمسة الاف مقاتل أجنبي في سورية يقاتل ضد النظام "

والسؤال : 

·         كيف نقل الإبراهيمي الأخضر هذا  الخبر عن طاغية قاتل يستبيح دماء شعبه ويسبح في أنهارها ويقتل منهم في مجازره وسجونه وقصف طائراته ودباباته أكثر من هذا الرقم خلال أسبوع واحد ؟

·         كيف يعتبر ويصدق كلام طاغية كذاب أشر فقد شرعيته باستباحة دماء أبناء شعبه ودك بيوتهم وتدمير البلد ؟

·        هل سأل نفسه كيف تأكد الطاغية من هذا الرقم وهم متواجدون على مناطق لا تسيطر عليها كتائب الطاغية وشبيحته ولا تستطيع دخول تلك المناطق المحررة من قبل الثوار والجيش الحر ؟  !

·        وبالمقابل وبعيدا عن الجدل وقد زفّ الأخضرلنا هذا الخبر الذي في ظنه يصيب بالصعقة جماهير الإسلام فوبيا المتواجدين في قاعة الأمم المتحدة ، ألم يكن من أدنى درجات الإنصاف أن يذكر كم عدد المقاتلين الأجانب المرتزقة التي تقاتل مع كتائب الطاغية بشار وشبيحته ؟

·        ألم يستطع أن يقدم لنا إحصاء دقيقا عن أعداد الحرس الثوري الإيراني  من قوات الباسيج وفيلق القدس وقد اعترف بذلك صراحة بلا مداورة او مناورة الجعفري قائد الحرس الثور ي الايراني ، وإن كان قد كذب في حقيقة العدد الموجود ومهمته ، ويتكلم عن دورهم الدموي في قيادة الأعمال الحاقدة في المجازر والمذابح وقصف الطائرات والصواريخ ؟ .

·        ألم يستطع حصر أعداد ميليشيات حزب اللات اتباع نصر الشيطان حلفاء النظام السوري والذين يقومون بتنفيذ المهام القذرة ضد أحرار وشرفاء الشعب السوري وقنص المدنيين والأطفال والنساء ، وسبّ الصحابة والخلفاء الراشدين لاستفزاز المسلمين من أبناء الشعب السوري، من باب رد الجميل ومكافأة الإحسان بالإحسان ، حين استقبل الشعب السوري أكثر من نصف مليون لبناني  فروا من الجنوب إبان حرب  حسن نصر الله التحريكية في تموز 2006 ؟

·        ألم يستطع حصر أعداد العصابات الحاقدة من عصابات جيش المهدي الطائفية الحاقدة التي أرسلها مقتدى برعاية رئيس الوزراء نوري الهالكي والتي قامت بأعمال انتقامية بنفس طائفي بغيض بانتهاك الأعراض وذبح الأطفال والرضع  ؟

·        ألم تتوفر له المعلومات عن أعداد خبراء الروس الذين استخدموا أسيادهم الفيتو بعد الفيتو لدعم عصابات الإجرام والقتل داخل سورية ضد أبناء الشعب السوري ، وكميات الأسلحة الثقيلة والمتطورة التي زودوا بها الطاغية المجرم بشار ؟

·        ألم يسعفه أحد من طاقمه بأن يخبره عن أعداد المرتزقة الأكرانيين الذين ورثهم طاغية الشام عن معتوه ليبيا بعد نفوقه وسقوط نظامه ؟ 

·        هل كان من الإنصاف جلد الضحية وعدم مساواتها حتى بالجلاد ؟

·        أما كا يمكن وضع الأمور في نصابها والنظر إليها بمنظار واحد على حد سواء أم أن النظر إلى الأمور بعين واحدة عوراء  إلى جهة الطاغية والجلاد تكفي في نظره ؟

·        هل أحاط الأخضر بحقيقة الوضع السوري وأزمته أم مازال الأمر غامضا بالنسبة اليه وغير مفهوم ؟

·        هل يستطيع أن يكون على مستوى المهمة فيوقف العنف والقتل والمجازر وذبح الأطفال وانتهاك أعراض النساء ودك المدن والقرى وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها ، أم أن المهمة أكبر من إمكانياته وتتجاوز حدود صلاحياته ؟

·        هل يمكن أن يكون رجلا شريفا يشهد شهادة حق ويدلي بها أمام المجتمع الدولي غير آبه لقيود أو تعليمات وتحديدات مفروضة ، فيقتدي بالمراقب الحر الشريف أنور مالك ويفضح هذا النظام المجرم ، أم أنه يماطل كغيره ليقدم لتلك العصابات الآثمة من بشار وزبانيته وشبيحته الفرصة القانونية كغيره لإكمال مهمته القذرة في القتل والانتهاك والتدمير؟

·        هل يكون رجلا وينزع تلك الطماشة عن عينيه غيرأبه للمجتمع الدولي وردات فعله وإبعاده عن المسرح السياسي وحرقه  ، أم أنه يفكر بمستقبل سياسي ومهمات أخرى يبنيها على  شلالات من الدماء وجبال من الجماجم .

·        ألم يقرأ عبارة عبيد الطاغية بشار على الجدران في الشوارع والمساجد : " سنحرق البلد أو يبقى الأسد "  ؟

وأخيرا نختصر رسالتنا له بكلمتين :

الأولى : سوف نحرق الأسد ونبني البلد ، شاء من شاء وأبى من أبى .

والثانية : إما أن يتحلى بالشجاعة وينزع تلك الطماشة عن عينيه ويصدع بكلمة حق وإنصاف ، أو يعتزل الفتنة و يعتذر عن هذه المهمة القذرة وهو أضعف الإيمان ، وإلا فإنه شريك للقتلة ولن يرحمه الله ، ولن يرحمه التاريخ ولا أبناء الشعب السوري الشرفاء ، ولا كل شرفاء العالم وأحراره .