تمزيق صور الهاشمي ...ورفع صور الخميني بدلا عنها

تمزيق صور الهاشمي ...

ورفع صور الخميني بدلا عنها !!!

د هدى حمودي

اطلعت على تقرير نشرته جريدة العالم ... وعلى تقرير اخباري مصور لقناة الشرقية تناولا إنتشار صور الزعيم الإيراني الراحل أية الله الخميني والمرشد الأعلى علي خامنئي في بغداد وعدد من المحافظات في ظاهرة فجة وممجوجة أثارت سخطا كبيراً في عموم الأوساط الوطنية العراقية، مستنكرين هذه الحالة التي لاتمت للوطنية بشيء , وتثبت أن إيران باتت اللاعب الوحيد في الساحة العراقية... والغريب ان التقارير نقلت الجدل بين امانة بغداد ومكتب رئيس الوزراء حول صدور أو عدم صدور توجيه من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي برفع صور الزعيم الروحي لايران وخليفته الخامنئي، بعد انتشارهما بشكل ملفت  منذ نيسان الماضي أي بعد صدور مذكرة القاء القبض بحق الهاشمي وتزايدت أكثر في شهر رمضان في عموم شوارع بغداد , وفي الحقيقة اني وجدت الربط مقصود بين انتشار هذه الصور وبين اقصاء طارق الهاشمي وذلك للرمزية التي يحملها شخص الهاشمي في المواجهة مع ايران والتي تمثلت في وقوفه يحزم في خاصرة هذا النفوذ , والغريب في الأمر أن ائتلاف دولة القانون وعلى لسان النائب علي شلاه قد أكد أن " منع تعليق صور لشخصيات يُقدرها البعض من العراقيين، في بلد ديمقراطي، أمراً صعباً ومنافياً للحرية ويتنافى مع مبدأ العراق التعددي .. وأن لا احد يمكنه منع اي مواطن ان يرفع الصور التي يريد الا بمنعه عن ذلك من باب جمالية المنطقة" , ولا أعرف اين كانت هذه الحرية في تمزيق صور الهاشمي التي علقها ابناء محافظة ديالى عند تقاطع القدس بعد تأييد الهاشمي لمطالب المحافظة بإعلان المحافظة إقليماً وكذلك الصور التي نشرت في الانبار وصلاح الدين للدواعي نفسها وفي محافظة البصرة بعد الحملة الوطنية التي اطلقها نائب رئيس الجمهورية لاعادة الحياة للأنهار التي قطعتها ايران عن العراق ؟ والتي نقل شهود عيان ان قوات أمنية حكومية كانت تقوم برفع هذه الصور في مشهد مخزي ولايمت للحرية باي صلة ... بل الأدهى ان قائد القوات الحكومية في ديالى قد ابلغ شيوخ العشائر ان هذه الصور تحجب الرؤية عن السيارات وتسبب عرقلة حركة السير وتضر بالجزرات الوسطية كما أنها تتنافى مع توجيهات الدوائر البلدية والضوابط المعتمدة الخاصة بدفع الاجور للدولة عن تعليق هذه الصور !!!! ولا اعرف ان كانت الصور غير الوطنية فيها من الجمالية مالا تتوفر في صورة الهاشمي الذي سأترك لكم تقدير الوسامة بينه وبين هذه الصور .

كما أن الغريب في الأمر ان امانة بغداد شنت حملة لرفع يافطات النعي والشهداء من الساحات العامة داعية إلى اعتماد الذوق العام وعدم وضع قطع الاموات والصور في طرقات بغداد لأنها تعد تجاوزا حقيقيا على الامانة والشارع العام , ولكنها غضت الطرف عن صور آيات الله ولم تتجاوز عليها مع انها الأكئر عددا وتشويها وحجبا للرؤية والأكثر ضررا للجزرات الوسطية ... والمواطن يتسائل هل ان وضع صور شخوص غير وطنية امر لايخالف السياسة العراقية ؟ وهل أن العراق الديمقراطي التعددي يسمح بنشر صور لها حساسية سياسية وشعبية في العراق لارتباطها في تدمير العراق وتسببها في سقوط مئات الآلاف من الشهداء وقتلها للأسرى , وقطع المياه عن مزارعه , وارسال المفخخات لتنشر الموت في كل شوارع بغداد ؟ وهل القوانين لاتسمح برفع المكونات الأخرى لصور رموزها الوطنية والدينية ؟ .

ولكن من يروج لهذه الصور ؟

اذا كانت الحكومة تعلم , فتلك مصيبة  واذا كانت تجهل فالمصيبة أعظم ... وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها , فإن الموقف المتفرج للحكومة يعد موقفاً مخزيا ... لا تنكيلاً بأصحاب الصور بل انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل ... فإيران لاتسمح برفع صور قائد العراق نوري المالكي ... وإذا استضافته فلاتسمح برفع العلم العراقي خلفه , بل والأسوء من ذلك فإن سفارة العراق في طهران الوحيدة من السفارات لايرتفع على ساريتها علم العراق, فيما يرتفع علم الشيطان الأكبر (أمريكا ) وأعلام الدول التي تسيء للنبي محمد (ص) , وهذا جزء من الإيحاء بإن العراق قد اصبح الحديقة الخلفية لإيران وان من يحكم في العراق هم عملاء مأجورين ليس إلا .

ومن المؤكد أن زيادة هذه الصور يتزامن مع التصريحات الايرانية المتكررة عن نفوذها القوي في العراق وسوريا ولبنان , بما تحمل من دلالات واضحة على انها قد باتت لها اليد الطولى في الساحة العراقية , رغم نفي الحكومة العراقية لوجود هذا النفوذ أو ادعائها باستقلالية قرارها . وهذه الظاهرة تنطوي على رسائل ضمنية تمثل ورقة ضغط في وجه الضغوطات الدولية على ايران لتحييدها عن ملفها النووي ... وإشارة إلى ان المصالح الغربية في العراق وايران هي بيد المرشد الأعلى وانه ستكون ورقة ايران في التفاوض مع الغرب لتحقيق الالتفاف على الارادة الدولية بايقاف برنامجها النووي ... ومع انه استحقاق سيادي لإيران ولكنه مثلبة على النظام الذي يدعي الوطنية في العراق , والذي يفرط بأوراقه تجاه ايران وخاصة تواجد مجاهدي خلق ويتخلى عن الحدود والحقول النفطية ومنابع الأنهار ... في انبطاح مخجل لايليق بتاريخ العراق وبطولاته , كما أنه موقف جعل العراق اكثر ضعفا امام جميع الدول الاقليمية.

وإن تعليق مزيد من الصور غير الوطنية التي لاتمت للعراق والعراقيين بأية صلة مسألة تنطوي على استفزاز لمشاعر العراقيين وتستدعي من الكتل السياسية أن تتخذ موقفا عراقيا صميميا موحدا ازاءها , ويستدعي من المنظمات الوطنية العمل على كشف الجهات التي تعلق هذه الصور التي لا تهم البلد وعليها التحرك الجدي بهذا الاتجاهلاحترام مشاعر العراقيين وعلى البرلمان العراقي ان يثبت وطنيته والشروع في حراك برلماني للحد من هذه الظاهرة وفتح تحقيق لكشف الجهة التي تقف وراء ترويج هذه الصور , والزام الحكومة بازالة هذ الصور من شوارع بغداد او غيرها من المدن في الوسط والجنوب.