انقلاب الخريف

عبد السلام السلامة

على حلبة مسرح الفجور

...

قبل أن تُرفع الستارة..

الأصوات ترتفع من وراء الستارة. 

صراخ وعويل وضحك وارتطامات 

سباب وشتم وألفاظ فاجرة وسخريات..

...

رُفِعت الستارة

ظهر على المسرح كل من :

الدّجّل..

والمكر

والخديعة 

والاحتيال

والمكيدة

والغدر

والخيانة..

والفجور

كانت الإنارة تتحرك سريعة على أرجاء الحلبة..

مع حركة الإنارة كان كل شيء يتحرك

الولاءات

والخلافات 

والتحالفات

والصراعت

والمعارك

مواضع الألغام

واتجاهات الأنفاق

وأشكال الشباك

والحدود

والسواتر

...

دخل الدين

...

ساد هدوء قليل

...

بدأت الحركة تدب على الحلبة من جديد

الفجور اتجه إلى الزاوية البعيدة حيث باب دخول وخروج الممثلين

والخديعة جلست في إحدى الزوايا مطرقة تنكش الأرض بأظفر سبابتها الطويل

والاحتيال مدّ سجادة الصلاة..

والمكيدة لبست الملاءة السوداء وأمسكت السبحة وانزوت خلف طرف الستارة

والدّجل صعد على كتفي المكر وصار يتحدّث عن أساليب الشيطان في إغواء الناس، فأجاد وأبدع في كلامه..

..

..

هدأت حركة الإنارة

.. 

بعد قليل..  دخل الغباء

ثم لحقته الحماقة

ثم تبعهما التشنّج

ثم التطرّف

ثم الإرهاب

رجع الفجور إلى وسط الحلبة

أسرعت حركة الإنارة ثم أسرعت ثم أسرعت

صار المسرح أكثر صخباً

...

هجم الجميع على الدين

أخرجوه من الحلبة دامياً ممزق الثياب 

... 

بقي الآخرون كلهم

كلّهم بلا استثناء

***

أسدلت الستارة

وسوم: العدد 630