البرّ يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات !

قال النبيّ : البرّ حُسن الخُلق ، والإثم ماحاك في صدرك ، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس ! 

وقال أحد العلماء :  بُنيّ إن البرّ شيءٌ هيّن   وجهٌ طليق ، ولسان ليّنُ ! 

فما برّ الأبناء لآبائهم وأمّهاتهم ؟ 

ذاك شأن آخر ومنزلة أخرى ! وقد ذكرت النصوس المقدّسة ، من آيات قرآنية وأحاديث شريفة  الأمور ، التي تتحدث عن هذا الشأن ، ومنها ، على سبيل المثال ، الآية الكريمة :  

وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكِبَر أحدهما أو كلاهما  

(فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً) . 

وآية أخرى تأمر الكافر، الذي يعتنق الإسلام ، بمصاحبة والديه في الدنيا معروفاً ، ولو بقيا على الكفر ، على ألاّ يطيعهما في قضيّة الإيمان بالله ، ولو جاهداه في ذلك ! 

وفي الحديث الشريف : الجنة تحت أقدام الأمّهات ! 

وفي حديث أخر، دعاء على من أدرك والديه أو أحدهما ، ولم يدخلاه الجنة ! 

وبرغم الاستطراد عن برّ الوالدين ، فإن المقصود بالبرّ، هنا ، هو حسن الخلق ! وهذا يتفاوت فيه الناس ، بحسب تربية كلّ منهم ، وبيئته التي ينشأ فيها ، والثقافة التي يثقفه أهله بها ! 

وبرغم اختلاف البيئات والثقافات ، فثمّة أشياء متفق عليها بين الناس ، في سائر البيئات؛ فليس ثمّة ، فيما نعلم ، بيئة تعلم الناس أن السرقة حلال ، أو أنها خلق محمود .. وكذلك إيذاء الناس !  

وسوم: العدد 932